سياسة دولية

وكالة فارس تدعو الشركات الإيرانية لمنافسة نظيراتها القطرية

لم تستغل إيران مخزوناتها من الغاز رغم توفرها على احتياطي مهم - غوغل
قالت وكالة "فارس" للأنباء الإيرانية إن إيران بدأت بإنتاج الغاز الطبيعي على عكس المنافس القطري الذي اتخذ هذه الخطوة منذ نحو عقد من الزمن.

وأضافت الوكالة التابعة للحرس الثوري الإيراني، أنه "في الوقت الذي كان المسؤولون الإيرانيون يقضون أوقاتهم في الحديث حول النمو الصناعي في مجال إنتاج السيارات، كان القطريون يوقعون العقود الناجحة مع شركات عالمية عملاقة لاستخراج أكبر قدر ممكن من الغاز الطبيعي ومشتقاته من حقل "بارس الجنوبي" في جنوب الأحواز".

وأوضحت الوكالة أن "القطريين يستخدمون الحصة الإيرانية لتوسيع هذه العقود مع الشركات الأجنبية  العملاقة وإعطاءها امتيازات كبيرة، قد تصل نسبتها إلى 60 بالمائة.

وأشارت الوكالة إلى أن "العقود القطرية المغرية مع الشركات العالمية، تسببت بعدم رغبة هذه الشركات بالتعاقد مع الجانب الإيراني، لذا لم تحقق شركات النفط الإيرانية نجاحا ملموسا مع المستثمر الأجنبي في هذا المجال لمدة تزيد عن 10 أعوام".

وأبرز المصدر ذاته أن الجانب الإيراني فشل في مواكبة التحرك القطري السريع والمنظم، والذي استطاع تفعيل معظم الشركات الأجنبية في هذه المنطقة الغنية بالغاز، حيث بقي نشاط الجانب الإيراني مرتكزا على الشركات الإيرانية التي تعاني من النقص الشديد في التجربة والتكنولوجيا المطلوبة في هذا المجال".

وفي نقد للمسؤولين والمعنيين، قالت الوكالة، إن "الكثيرين تحدثوا في الأشهر القليلة الماضية عن تأخر في نمو عمل الشركات الإيرانية، لكن في المقابل لم يأتي أحد بحلول لرفع هذه الإشكاليات أو كيفية تفعيل وتطوير الإنتاج في هذا الميدان المشترك مع دولة قطر".

وانتقدت الوكالة الشركات الإيرانية مستندة إلى تصريح بيجن زنغنة، وزير النفط الذي قال "إن ما يعانيه حقل بارس جنوبي لا يتعلق بالتمويل، بل بسوء الإدارة" وأضاف "بالرغم من درايتنا بهذه الأسباب، إلا أننا لم نشهد تحركا لرفع هذه الإشكاليات".

يذكر أن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة، تحدث مؤخرا في مؤتمر صحفي، حول تمويل مشاريع إنتاج الغاز في منطقة بارس الجنوبي قائلا "لا نستطيع اليوم تفعيل جميع المشاريع مرة واحدة، كما فعلنا في عامي 2011 و 2012، حين تخطت مبالغ استثماراتنا 40 مليار دولار، إلا أننا لم نستطع الاستمرار في ضخ المبالغ المطلوبة، حيث شهدت استثماراتنا تراجعا كبيرا، إذ وصلت نسبة الاستثمار عام 2013 إلى 10 مليار دولار، وفي عام 2014 إلى 6 مليارات دولار، حتى وصلنا إلى مرحلة لا نملك فيها شيئا للاستثمار بسبب الوضع المتردي لأسعار النفط".

ويرى مراقبون أن الوضع الاقتصادي المتدهور هو السبب الرئيس في ضعف الاستثمارات الإيرانية في الميادين الغازية المشتركة مع دولة قطر، التي تتمتع باقتصاد قوي ومزدهر. وبالرغم من التصريحات المستفزة لبعض المسؤولين الإيرانيين فإن الاستثمار القطري المتميز بهذه المنطقة يسير وفق المعايير والقوانين الدولية الموضوعة.