قصف في المنطقة الحدودية بين اليمن والسعودية (أرشيفية) - أ ف ب
نقلت وكالة تسنيم الإيرانية تحذير رئيس الهيئة الإعلامية لحركة أنصار الله (الحوثيين)، أحمد حامد، الجمعة، من أنّ فشل الحوار في مسقط يعني الدخول إلى "الخيارات الاستراتيجية الكبرى"، وفق تعبيره.
وقال إن إطلاق صاروخ "سكود" على أراضي المملكة السعودية إنما هو بمنزلة "جرس إنذار لبدء الخيارات الاستراتيجية"، مؤكدا أنّ "أهدافا مستقبلية ستكون أكثر إيلاما، وأشد نكاية بالعدو، إذا استمر في عدوانه، وأنّ القيادة هي من يحدد الزمان والمكان واختيار الهدف، ولدينا خيارات كبيرة لن تخطر على بال العدو، وستسمعون عنها قريبا".
وتابع أحمد حامد: "نحن نتفاوض معهم في مسقط من باب إخلاء المسؤولية وإسقاط الحجة، وإن الجنوح للسلم هو مبدأنا، وقد قدمنا تنازلات كبيرة.. لكنهم تمادوا في طغيانهم، ظنا منهم بأن ذلك ضعف منا"، على حد قوله.
وهدد هذا القيادي في أنصار الله قائلا: "أؤكد لكم أنهم سيندمون (يقصد التحالف العربي بقيادة السعودية)، وستسمعون في الأيام المقبلة ما يجعلهم يندمون"، لافتا إلى أنّ المنظومة الصاروخية للحوثيين "بخير" .
وأكد رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين أن ما يجري في مسقط هو مبادرة من الأمم المتحدة، مضيفا: "كنا قد تلقينا المبادرة ودرسناها، ودُعينا إلى مسقط وذهبنا إلى هناك، وتعاطينا معها بإيجابية، وخرجنا مع الأمم المتحدة ببعض النقاط التي نشرت.. إلا أن السعودية هي من رفض تلك المبادرة"، وفق قوله .
وكانت وسائل إعلامية تابعة للحوثي تحدثت الخميس عن أن ما يجري في مسقط لم يفشل بعد، وأن هناك مساع لاستئناف المفاوضات. وتزامن ذلك مع أنباء عن مغادرة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى مقر إقامة ملك السعودية في المغرب، وتصريحات لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قالت إن الحل في اليمن سياسي .
أما الجديد على خط مفاوضات مسقط، بحسب ما نشرته "تسنيم" الإيرانية، فهو تأكيد مصدر مقرّب من وفد صنعاء في العاصمة العمانية، مساء الخميس -لم تسمه- أن هناك مساع وتحركات جديدة يقودها الاتحاد الأوروبي، بدأت تبحث في سبل إيجاد حل للأزمة.
وأفاد المصدر وفق الوكالة الإيرانية بأن سفيرة الاتحاد الأوروبي أجرت عددا من اللقاءات مع الوفود اليمنية الموجودة حاليا في مسقط، مشيرا إلى أن من المتوقع أن تبرز مقترحات الاتحاد الأوروبي قريبا على السطح.
وأكد مصدر في "الإعلام الحربي" التابع للحوثي، استمرار العمليات التصعيدية التي تنفذها الجماعة داخل الأراضي السعودية.
وأفاد المصدر الذي لم تحدد الوكالة هويته بأنّ القوات اليمنية لا تزال تسيطر على المواقع التي اقتحمتها مؤخرا، زاعما "تمكنها من كسر زحف سعودي على الخوبة في جيزان، بعد معارك أدت إلى إعطاب آليات، وغنم بعضها، ومقتل العديد من الجنود السعوديين".
وبجسب المصدر ذاته، فقد تم تدمير دبابات وآليات "برادلي" في أثناء "محاولة فاشلة" لاستعادة موقع قوى العسكري في جيزان، معتبرا أن الصور التي ينشرها "الإعلام الحربي" للدبابات التي تدمّر في الخوبة، والتقدم المستمر يفندان ادّعاءات متحدث الجيش السعودي، أحمد عسيري، وفق ادعائه.
وأشار المصدر إلى أن الجماعة استهدفت تجمعات آليات عسكرية سعودية في موقعي الخوجرة والمصفق في جيزان، وبث ما يطلق عليه الحوثيون "الإعلام الحربي" التابع لهم صورا لـ"مشاهد تفجير برج المراقبة في موقع العمود في جيزان"، بعد اقتحامه وتدمير وغنم كل الآليات والعتاد العسكري السعودي، وفق روايته.
وفي الوقت ذاته، نقلت الوكالة عن المصدر قوله إن الجماعة أطلقت خمسة صواريخ على مركز التدريب العسكري في نجران، وثلاثة صواريخ على رقابه نهوقة.
ويلتقي المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الوفود اليمنية في مسقط، وهو يحمل "مصفوفة نقاط"، تحوي مجموعة شروط للحكومة اليمنية لوقف الحرب، قام بتسليمها للرئيس عبد ربه منصور هادي، خلال لقائه ولد الشيخ، اليوم بالرياض، قبيل توجهه إلى مسقط.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن وفدا من الحوثيين وحزب صالح، يوجد في مسقط، ويبحث معه الأحد الماضي هذه الشروط، من أجل إنهاء الحرب الدائرة منذ 26 آذار/ مارس الماضي.
وتتضمن أبرز مضامين رسالة الرد على المقترحات العشرة، الانسحاب من المحافظات اليمنية، خصوصا العاصمة صنعاء، وكذلك ببسط نفوذ الدولة على المدن والمحافظات، بما فيها صعدة، وتسليم أسلحة الدولة التي نهبتها المليشيات الحوثية بمساعدة من القوات الموالية لعلي صالح، وعودة الحكومة لمباشرة عملها في اليمن، وإطلاق سراح المختطفين السياسيين والعسكريين وكذلك الإعلاميين.
وأشارت المصادر إلى أن مشاورات المبعوث الأممي لليمن، قد تمتد أياما في مسقط، حيث سيعود ولد الشيخ إلى الرياض من جديد، لعرضها على حكومة هادي في الرياض، مؤكدة أن هناك قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام، ترفض الآلية التي يحملها ولد الشيخ.
يذكر أنه في 26 آذار/ مارس الماضي، أعلن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، انطلاق عملية "عاصفة الحزم" العسكرية، التي تمثلت في غارات جوية ضد أهداف ومواقع الحوثيين، فيما أعلن التحالف في 21 نيسان/ أبريل الماضي، انتهاء العملية، وبدء عملية "إعادة الأمل"، التي قال إنها تتضمن أهدافا سياسية متعلقة باستئناف العملية السياسية في اليمن، إلى جانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين، وعدم تمكينهم من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.