حقوق وحريات

منظمة حقوقية تستنكر تعذيب طالب فلسطيني بسجون مخابرات رام الله

المنظمة العربية: سجون المخابرات الفلسطينية تحولت إلى مسالخ بشرية ـ أرشيفية
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، إنها تتابع بقلق بالغ نقل العضو في مجلس الطلبة في جامعة النجاح عاصم جميل إسماعيل اشتية (21 عاما)، من بلدة تل قضاء نابلس، من مقر المخابرات في نابلس حيث مكان سكنه، إلى مقر المخابرات في بيت لحم حيث تم توثيق عمليات تعذيب قاسية في الأسابيع الماضية، من الشبح بطريقة التعليق والحرمان من النوم لأيام متواصلة تزيد عن الأسبوع، وعمليات رفع المعتقلين السياسيين وضربهم (الفلقة) بعصي غليظة.
  
وبينت المنظمة أن عاصم رفض تسليم نفسة بعد أن شنّت أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالات واسعة في صفوف النشطاء في أرجاء الضفة بداية تموز/ يوليو وطالت 250 منهم، إلى أن تم اعتقاله بتاريخ 9/ 08/ 2015 على يد جهاز المخابرات، وقد حرم خلال مطاردته من التوجه إلى الجامعة خشية اعتقاله، ما فوت عليه فرصة تقديم امتحاناته النهائية للفصل الصيفي، كما أن استمرار اعتقاله الحالي، يهدد بضياع الفصل الدراسي الأول عليه أيضا.
 
وأضافت في بيان صادر عنها أن عاصم بعد اعتقاله بساعات تم نقله إلى مقر مخابرات بيت لحم سيئ السمعة. ووفقا لمصادر متطابقة فإن عاصم يتعرض لتعذيب شديد بالشبح والضرب بالعصي والفلقة والحرمان من النوم، وقد شوهدت على أقدامه أثار دماء نتيجة الضرب، كما أن جهاز المخابرات في بيت لحم منع محامي عائلته الموكل من زيارته يوم أمس الأربعاء بحجة عدم وجود مسؤولين في الجهاز في بيت لحم، أو وجود مستشار قانوني هناك.. ومنذ لحظة اعتقاله يخوض عاصم إضرابا مفتوحا عن الطعام.
 
وأشارت المنظمة إلى أن عاصم طالب في سنته الرابعة في كلية هندسة الحاسوب، في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، وهو إلى جانب تفوقه الدراسي، ناشط طلابي وقد شغل منصب عضو مجلس الطلبة عن لجنة الأرشيف منذ عام تقريبا، كما أنه تسلم مسؤولية قيادة الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح منذ اعتقال مسؤولها السابق لدى الاحتلال، وعاصم منذ زمن يتعرض لملاحقة من قبل أجهزة السلطة على خلفية نشاطه النقابي ومشاركته في فعاليات مؤازرة لقضايا وطنيه ضد الاحتلال.
 
وأضافت أن هذا الاعتقال ليس الأول فقد اعتقل لدى أجهزة أمن السلطة خمس مرات كان أولها بتاريخ 21/ 4/ 2010 واستمر اعتقاله لعدة أيام، كما أنه اعتقل ثانية بتاريخ 16/ 10/ 2010 لدى جهاز الاستخبارات العسكرية، حيث اقتيد عاصم إلى مقر سجن جنيد، ووضع داخل زنزانة انفرادية بدون فراش أو غطاء واستمر ذلك لمدة أسبوعين. أما المرة الثالثة فكانت في آذار/ مارس عام 2011 لدى جهاز الأمن الوقائي، واستمر اعتقاله لمدة خمسة أيام.
 
ونوهت إلى أنه خلال وجوده على مقاعد الدراسة الثانوية العامة اعتقل بتاريخ 02/ 07/ 2012 لدى جهاز الأمن الوقائي بمنطقة الطور في مدينة نابلس لمدة أسبوع كامل، وذلك على خلفية مشاركته في تشييع شهيد من إحدى قرى مدينة نابلس، كما أنه اعتقل بتاريخ 17/ 10/ 2014 لمدة خمسة أيام لدى جهاز الأمن الوقائي، من أحد شوارع مدينة نابلس خلال مشاركته بمسيرة تندد باعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى. واستدعي على خلفية عمله النقابي في الجامعة قرابة العشرين مرة.

 وفي سياق متصل، قالت المنظمة إنه تم تحويل خمسة طلبة آخرين من جامعة النجاح بتاريخ 11/ 08/ 2015 إلى مقر مخابرات بيت لحم، وهم: محمد حج محمد الطالب في كلية القانون، وصلاح رمزي دويكات الطالب في كلية القانون، وبراء نواف عامر الطالب في كلية القانون، ومجاهد دويكات الطالب في كلية هشام حجاوي التابعة للجامعة، وعبد الرحمن سبتي دويكات الطالب في كلية الشريعة.
 
وكانت المنظمة قد وثقت تعذيب طالبين من جامعة النجاح في كلية الرياضة في مقر مخابرات بيت لحم وهم عوني مازن الشخشير، ومحمود مصطفى عصيدة، حيث تعرضا لتعذيب وحشي بالشبح من أيديهم معلقين على نوافذ وبوابات غرف التحقيق لساعات، وحرمانهم من النوم لثمانية وتسعة أيام، علاوة على جولات الضرب بالعصي على باطن أرجلهم، فيما يعرف بـ"الفلقة"، والصفع على الوجه والضرب بسيل من اللكمات والركلات على بقية أجزاء الجسم على خلفية نشاطهم الطلابي وقد أفرج عنهم مؤخرا.
 
وحذرت المنظمة المستوى السياسي والأمني في السلطة من تبعات منهج التعذيب والاعتداء على الحياة النقابية في الجامعات وقمع حرية الرأي والتعبير، وحملت الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة رامي الحمد الله، المسؤولية الكاملة عن سلامة الطلبة المعتقلين، وطالبت بالإفراج الفوري عنهم والتحقيق في جرائم التعذيب وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة.
 
وطالبت رئاسة جامعة النجاح، بالتدخل من أجل إطلاق سراح الطلبة والقيام بإجراءات حاسمة لمنع تدخل الأجهزة الأمنية بالعمل الطلابي، فانتهاكات الأجهزة الأمنية بحق الطلبة وصلت مدىً خطيرا يهدد تحصيل الطلبة الأكاديمي، ما يلحق أفدح الأضرار في المجتمع الفلسطيني في ظل احتلال يرتكب أفظع الجرائم.