حقوق وحريات

اتهام مدير سجن بقيادة حملة تصفية طائفية للمعتقلين في بغداد

تعتبر عائلات السجناء أن حملة التصفية الطائفية هي جريمة تشارك فيها وزارة العدل- ا ف ب
اتهم مركز حقوقي ومحامي عامل في مجال الدفاع عن الحريات مدير سجن التاجي شمال العاصمة بغداد، بقيادة حملة تصفية تستهدف السجناء السنة، كاشفين عن مقتل ثلاثة معتقلين في يوم واحد نتيجة عمليات التعذيب التي تتم في السجن المذكور. 

وقال مدير مركز بغداد لحقوق الإنسان مهند العيساوي، إن ثلاثة سجناء لقوا مصرعهم في سجن التاجي بسبب التعذيب المفضي للموت على يد "حيدر صبيح" مدير القسم الثاني في سجن التاجي، مبينا أن الحادثة تأتي في سياق حملة انطلقت منذ شهرين  لتصفية المعتقلين السنة في هذا السجن.

وبين العيساوي في تصريح لــ"عربي 21"، أن شعبة الطبابة في سجن التاجي تسلمت في يوم واحد ثلاثة جثث تعود لمعتقلين شباب بدت عليها آثار واضحة للضرب على مناطق الرأس، والظهر، والأرجل، مبينا أن الوفيات نجمت عن حالات التعذيب التي يقوم بها مدير السجن وحمايته والمقربون منه. 

وأشار العيساوي إلى أن مدير السجن حيدر صبيح، هو من أبرز مسؤولي دائرة الإصلاح العراقية التابعة لوزارة العدل المتهمين بقتل وتعذيب المعتقلين في سجون الوزارة لأسباب طائفية، مشيراً إلى أن جرائمه ضد المعتقلين السنة تزايدت بسبب دعمه من قبل وزير العدل السابق (حسن الشمري) والمستمر من قبل وزير العدل الحالي (حيدر الزاملي).
 
وأكد العيساوي أن حملة التصفية الطائفية التي يقودها (حيدر صبيح) ضد المعتقلين السنة في سجن التاجي هي جريمة تتواطؤ فيها وتشارك وزارة العدل ابتداء بوزيرها ومفتشها العام، ومدير دائرة الإصلاح العراقية فيها، مشدداً على أن تلك الجرائم لم تكن لتستمر لولا الدعم السياسي للجلادين في السجون العراقية، وكذلك لتغاضي القضاء العراقي وتستره على جرائم التصفية الطائفية التي تجري داخل السجون.
 
وطالب مسؤول المركز المختص برصد حالات الانتهاك في السجون العراقية بعزل المتهم (حيدر صبيح) ومن معه من المشاركين في تلك الجرائم وتقديمهم الى محاكم عادلة بغرض التحقيق معهم في الجرائم التي ارتكبوها ضد المعتقلين، ونقل المصابين من المعتقلين إلى مستشفيات لتلقي العلاج اللازم.

من جهته أكد المحامي ياسر جواد الحلبوسي تلقيه أخبار موثقة عن وفاة ثلاثة موقوفين في سجن التاجي بعد "حفلة تعذيب دموية" قادها مدير السجن وعدد من مساعديه، مبينا أن وزارة العدل اكتفت بتسليم الجثث إلى ذوي الضحايا دون القيام بأي تحقيق في الحادثة.
 
وقال الحلبوسي في تصريح لــ"عربي 21"، إن هذه الحادثة تأتي في سياق عمليات التعذيب الممنهج الدائرة في أغلب السجون ومراكز التوقيف العراقية والتي أصبحت مادة لتسلية العاملين فيها، وأداة لتصفية الحسابات الطائفية مع السجناء السنة الذين يشكلون نسبة 95% من الموجودين في السجون العراقية.
 
وتوقع المحامي الحلبوسي أن تستمر وتتصاعد حملات التعذيب المفضي إلى الموت في ظل الغطاء السياسي والحكومي الذي توفره الأحزاب الطائفية لجميع المنتسبين والمسؤولين عن قطاع السجون في العراق، مشدداً على أن عدم تحرك القضاء العراقي لمحاسبة هؤلاء يعطي رسالة لهم بأنهم في مأمن تام من العقاب والمساءلة.
 
إلى ذلك كشفت عائلة الموقوف بلال ياسين العبيدي، عن تلقيهم اتصالا هاتفيا يفيد بوجود جثة ابنهم في مستشفى الطب العدلي في بغداد بعد تعرضه لانتكاسة صحية في سجن التاجي المعتقل فيه منذ ثلاث سنوات، وقال شقيق العبيدي في اتصال هاتفي مع "عربي 21" إن شقيقه لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية على الإطلاق، وأن وفاته كانت نتيجة ضربة بأداة ثقيلة على منطقة الرأس من قبل أحد منتسبي السجن، وليس بسبب الفشل الكلوي الذي نصت عليه وثيقة الوفاة الصادرة من الجهات الصحية. 

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، أعلنت في وقت سابق عن توثيقها لحالات التعذيب وبأشكال مختلفة في السجون العراقية، مبينة أن المسؤولين يرتكبونها بمباركة وإقرار من الحكومة.