استنكر ناشطون أردنيون الحملات الإعلامية التي هاجمت الداعية السعودي، الدكتور محمد
العريفي عقب زيارته الأخيرة إلى الأردن، وإلقائه محاضرة في ملعب كرة قدم بمدينة
إربد (شمالا)، حضره أكثر من 20 ألف شخصا.
وردّ الناشطون على المقالات "التي بدت منظمة وممنهجة"، لكتاب علمانيين، بعضهم من مؤيدي رئيس النظام السوري بشار الأسد، قائلين إن "هؤلاء الكتاب أغيظوا مما رأوه من شعبية جارفة للشيخ العريفي، مقابل شعبيتهم الهزيلة".
واعتبر المحلل السياسي الأردني نصير العمري، أن "زيارة العريفي إلى الأردن جاءت بهدف دعشنة النشامى"، في إشارة إلى اتهامات كتاب أردنيين للعريفي بأنه يحرض الشباب الأردني على الالتحاق بتنظيم الدولة، رغم أن العريفي من أشد المحاربين لفكر التنظيم.
وقال ناشطون إن الكتاب العلمانيين واليساريين في الأردن "كشفوا عن وجههم العنصري القبيح"، في إشارة إلى مقال الكاتب باسل الرفايعة مدير تحرير صحيفة "الإمارات اليوم"، الذي جاء فيه: "ليتدافعَ نحوه (العريفي) جمهورٌ زادَ عن 20 ألفا، لُوحظَ فيه حضورٌ لافتٌ للسوريين المقيمين في الأردن؟".
الرفايعة الذي نشر مقاله في صحيفة "عمّون" الأردنية تحت عنوان "ماذا يفعلُ محمد العريفي في الأردن؟"، حرّض بشكل صريح السلطات الأردنية على الداعية السعودي بشكل خاص، وعلى الندوات والمحاضرات الدينية بشكل عام، واصفا سماح الحكومة لها بـ"النفاق السياسي"، حيث بنى الرفايعة مقاله على أن تلك المحاضرات هدفها فقط هو "تحريض الشباب على العنف".
يشار إلى أن محاضرة الداعية السعودي محمد العريفي في الملعب البلدي بمدينة إربد، كانت حول فضل "الأذكار والطاعات" في شهر رمضان المبارك، كما أنها شهدت تدافعا بين الحضور بسبب الازدحام، اضطر العريفي بسبب ذلك إلى الخروج بمقطع فيديو ينفي فيه زعم بعض المواقع تعرضه للأذى، معربا عن "حبه وامتنانه للشعب الأردني".
وأرجع مراقبون الغضب الشديد للكتاب العلمانيين واليساريين في الأردن من زيارة العريفي، إلى الشعبية الجارفة التي يحظى بها، مقابل شعبية رموزهم الضعيفة، بالإضافة إلى توفير السلطات الأردنية للشيخ العريفي حراسة خاصة، قالوا إن الكتاب اعتبروها "تقديرا حكوميا لشخص رجعي ومتطرف"، وفق توصيفهم.
بدورها، لم تفوت المواقع الإيرانية فرصة الهجوم على الشيخ العريفي، لتحاول تهويله، وتحويله إلى موقف شعبي يتبناه عموم الشعب الأردني.
حيث وصفت وكالة "فارس"، شبه الحكومية، الشيخ العريفي بـ"الوهابي، والمتطرف"، قائلة إن له "دورا كبيرا في تجييش الشباب السعودي والعربي، وتحريضهم على القتال في
سوريا إلى جانب العناصر التكفيرية المسلحة، ولا يزال يمارس دوره أمام أعين السلطات، رغم ادّعائها بمواجهة الإرهاب".
وزعمت "فارس" أن للشيخ العريفي دورا في تفجيرات مساجد الشيعة في
السعودية والكويت، حيث جاء في تقريرها المعنون بـ"دعوات لطرد العريفي من الأردن": "تعرض للاعتقال أكثر من مرة، بعد أن انعكست دعواته التحريضية على أمن السعودية، وهو ما تسبب بعدد من التفجيرات الإرهابية خلال الأشهر الماضية".
واستشهدت الوكالة الإيرانية بتغريدات للكاتبة الليبرالية السعودية، سمر المقرن، قالت في إحداها: "أحذّر أهلي وأصدقائي في الأردن من هذا الرجل الذي سيزوركم قريبا، فهو صاحب فتنة، فخافوا على وطنكم حفظه الله من الفتن، ولنا فيما فعله بمصر والسعودية عظة وعبرة".
ورغم شعبيته الجارفة في شتى الدول العربية والإسلامية، وتصدره لأكثر حساب عربي يملك متابعين في موقع "تويتر" بـ12 مليون متابع، إلا أن الشيخ العريفي يُهاجم من قبل تيارات مختلفة، كالليبرالية، والسلفية الموالية للحكومات، أو ما يطلق عليها بـ"الجامية"، إضافة إلى أنصار تنظيم الدولة الذين بدأوا بتكفيره علنيا.