لاحظ كل من دخل إلى محرك بحث
جوجل، وضع المحرك صورة تعبيرية على صفحته الرئيسية لإحدى الشخصيات العربية والإسلامية، في إشارة منه إلى الاحتفال بذكرى مولد هذه الشخصية.
ولمن بحث عن صاحب هذه الصورة، وجد أن هذه الشخصية تعود لأحد ألمع علماء
الحضارة العربية والإسلامية، وهو
أبو الوفاء البوزجاني.
والبوزجاني هو أبو القاسم محمد بن يحيى من علماء القرن العاشر، الذين كان لبحوثهم ومؤلفاتهم التأثير الكبير في تقدم العلوم، لا سيما الفلك والمثلثات وأصول الرسم، ومن الذين لهم فضل كبير في تقدم العلوم الرياضية والفلكية في تاريخ البشرية.
يعد أبو الوفاء البوزجاني من الذين قاموا بتمهيد الطريق لظهور الهندسة التحليلية، وكان ذلك بإيجاده حلولا هندسية لبعض من المعاملات والأعمال الجبرية.
ولد البوزجاني في قرية بوزجان عام 940، وانتقل إلى بغداد في العشرين من عمره، وقضى حياته فيها بالتأليف والرصد والتدريس إلى أن توفي في سنة 998.
يعدّ أبو الوفاء أحد الأئمة المعدودين في الفلك والرياضيات، وله فيهما مؤلفات قيمة جدا.
برع أبو الوفاء في الهندسة، وله فيها استخراجات لم يسبقه إليها أحد، وكتب في الجبر، كما أنه زاد في بحوث الخوارزمي زيادات تعدّ أساسا لعلاقة الهندسة بالجبر، وكذلك حل هندسيا معادلات من الدرجة الرابعة، وأوجد حلولا تتعلق بالقطع المكافئ.
ولا يخفى علميا أن هذه الحلول وغيرها مهدت السبيل لعلماء الغرب لأن يتقدموا بالهندسة التحليلية خطوات واسعة أدت إلى التكامل والتفاضل، وهو أروع ما وصل إليه العقل البشري، وعليه اعتمدت الكثير من الاكتشافات والاختراعات.
وترجع شهرة البوزجانى إلى إسهامه في تقدم علم حساب المثلثات، حيث يعترف كارادى فو بأن الخدمات التي قدمها أبو الوفاء لعلم المثلثات لا يمكن أن يجادل فيها أحد، فبفضله أصبح هذا العلم أكثر بساطة ووضوحا، فقد استعمل القاطع وقاطع التمام، وأوجد طريقة جديدة لحساب الجيب، كما أنه أول من أثبت القانون العام للجيوب في المثلثات الكروية.