نشرت صحيفة لوباريزيان الفرنسية تقريرا حول آخر ما توصلت إليه التحقيقات بشأن قضية قرصنة موقع القناة الخامسة الفرنسية، والتي حاول منفذوها الإيهام بأنهم ينتمون لتنظيم الدولة.
لكن الصحيفة أشارت في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن التحريات قد أفضت إلى توجيه أصابع الاتهام لقراصنة روس، قاموا باستغلال شعارات
تنظيم الدولة للإيهام بانتمائهم له.
وأضافت الصحيفة أن مصدرا قضائيا أكد هذا المعطى الجديد، حيث صرح بأن مجموعة من المجهولين كانوا قد أقدموا على قرصنة موقع القناة، مدعين انتماءهم لتنظيم الدولة، غير أن التحقيق أثبت غير ذلك، لتتجه أصابع الإتهام نحو
قراصنة روس، قاموا بنشر شعارات "متطرفة" في كل من موقع القناة وحسابيها على "تويتر" و"فيسبوك".
وأفادت الصحيفة بأن منفذي هذا الهجوم، الذي يعد الأول من نوعه في
فرنسا، كانوا قد هددوا بالمس بعائلات الجنود الفرنسيين المنخرطين في الحرب ضد تنظيم الدولة، ما دفع فرقة مكافحة الإرهاب لفتح تحقيق استباقي "قاد إلى فريق قراصنة روسي يطلق على نفسه اسم APT28"، كما أعلن نفس المصدر القضائي أن هذا الفريق ينشط أحيانا تحت اسم "باون ستورم" و"سوفاسي جروب".
وقد تم إسناد مهمة التحقيق إلى الإدارة العامة للأمن القومي، والمديرية الفرعية من الشرطة القضائية المكلفة بمكافحة الإرهاب، والمكتب المركزي لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في فرنسا.
وأشارت الصحيفة إلى تقرير نشرته المؤسسة الأمريكية للسلامة المعلوماتية "فاير آي" سنة 2014؛ وقد أفاد بأن APT28 "هي مجموعة من المطورين والمبرمجين المحنكين، يقومون بجمع البيانات المتعلقة بقضايا الدفاع والمسائل الجيواسياسية التي لا يمكن الاستفادة منها عادة سوى من قبل حكومة ما".
كما أضافت الصحيفة نقلا عن هذا التقرير، بأن حجم المعدات المستعملة، وكمية البيانات التي يحوزها هؤلاء القراصنة، جعلا من هذه الخلية تقدم على القيام بهجمات ضخمة وجريئة بصفة دورية منذ سنة 2007، ما يثبت "تمتعها بدعم حكومي"، في إشارة إلى كونها مدعومة من الحكومة الروسية.
وحسب التقرير ذاته، فإن هذه المجموعة الروسية كانت قد شنت هجمات ضد وزارتي الداخلية والدفاع التابعتين لجورجيا، ووزارة خارجية إحدى بلدان أوروبا الشرقية.
وأوردت الصحيفة تقريرا آخر نشرته المؤسسة اليابانية للسلامة الإعلامية "تراند ميكرو" سنة 2014، كشف عن استهداف "باون ستورم" لمعارضين روس ومصالح أمريكية، وتحديدا منها البنى التحتية العسكرية والسفارات.
وقد تمكن المحققون من اقتفاء أثر القراصنة عبر "التحقيق في عناوين بروتكول الإنترنت للحواسيب التي انطلقت منها عمليات القرصنة"، كما أفاد مصدر مقرب من الملف.
وأشار تقريرا المؤسستين الأمريكية واليابانية، بحسب الصحيفة، إلى استعمال خلية القرصنة الروسية لأساليب على درجة من التعقيد، لتجميع كلمات العبور ورموز الدخول، حيث تقوم بتسجيل أسماء مواقع الإنترنت تحت عناوين مشابهة لأسماء مواقع حكومية لخداع المستخدمين.