في جنازة مهيبة شيعت قرية "الحماديين" في الشرقية، مع عائلة وعدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، جثمان الشهيد فريد إسماعيل، البرلماني السابق وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، الخميس، بعد أن وافته المنية، نتيجة تجاهل تدهور حالته الصحية، الأربعاء، داخل مستشفى سجن "العقرب" بمنطقة سجون طره.
واتهمت هيئة دفاع إسماعيل وزارة الداخلية بقتله، بسبب عدم الاستجابة لطلبات نقله للمستشفى وهو يصارع مرض الكبد، ومنع الأدوية والرعاية اللازمة عنه، قبل أن تتدهور حالته الصحية ويفارق الحياة.
وانقلبت جنازة إسماعيل إلى مسيرة حاشدة شارك فيها أنصار الشرعية، ومكونات الشعب الرافضة للانقلاب على حكم الرئيس محمد مرسي، محملين مسؤولية وفاة فريد إسماعيل للسلطات التي أهملت حالته الصحية المتدهورة، فكانت وراء وفاته.
كما شهدت الجنازة إنزالا أمنيا استثنائيا، خاصة في المنشآت الحيوية، وأمام المحلات التجارية، وبالقرب من مراكز الشرطة،، كما تم وضع قوات خاصة لحماية المصالح الحكومية، ودور العبادة من المساجد والكنائس.
وأكد أحد أعضاء هيئة دفاع فريد إسماعيل، في تصريح سابق أن "وفاته جاءت نتيجة سوء الرعاية الطبية داخل السجن، ومنع دخول الطعام والدواء"، معتبرا أن "المادة 36 من قانون تنظيم السجون (المتعلقة بالإفراج الصحي) لم تطبق عليه".
وتقول هذه المادة، حسب أبو هريرة، "كل محكوم عليه يتبين لطبيب أنه مصاب بمرض يهدد حياته بالحظر أو يعجزه عجزا كليا، يعرض أمره على مدير القسم الطبى للسجون لفحصه بالاشتراك مع الطبيب الشرعى للنظر فى الإفراج عنه"، إلا أن كل ذلك لم يشمله.
وكان فريد إسماعيل، يشغل قيد حياته منصب عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة "المنحل" بقرار قضائي في آب أغسطس/ غشت الماضي، وهو أحد وجوه جماعة الإخوان في ميدان التحرير، بوسط القاهرة، إبان ثورة كانون الثاني/يناير 2011.
واشتهر كبرلماني سابق بالترافع في قضايا مواجهة الفساد، وكان محبوسا في سجن العقرب، جنوبي القاهرة، إثر إدانته في قضية مرتبطة باتهامات في "أعمال عنف" وقعت في أعقاب الانقلاب على الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 تموز/يوليو 2013. والقي القبض عليه في أيلول /سبتمبر من نفس العام.
وكان إسماعيل ينتظر، السبت، حكما في القضية المعروفة إعلاميا بالتخابر مع حماس وجهات أجنبية أخرى، والمتهم فيها الرئيس محمد مرسي، وبوفاته تنقضي الدعوى الجنائية عنه.
وليست هذه الحالة الأولي التي تلقى فيها قيادات محبوسة تنتمي للمستويات العليا بجماعة الإخوان حتفها متأثرة بمرضها داخل السجون، إذ سبقها حالتان بارزتين في تشرين الثاني /نوفمبر الماضي هما وفاة أبو بكر القاضى، أحد قيادات الإخوان الذي كان محبوسا في سجن بمحافظة قنا، جنوبي البلاد، و طارق الغندور، الأستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس (شرقي القاهرة)، الذي توفي داخل محبسه بالقاهرة.