-1-
من أجل تذليل العقبات وتقريب وجهات النظر في ملف المصالحة كان من المنتظر زيارة وفد من لجنة الحكماء تضم الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر.. وهذا يشكل انخراطا أمريكيا أكثر في هذا الملف في ظل عدم وجود حراك في هذا الاتجاه بشكل جاد وبالتأكيد يأتي هذا التدخل من أجل قضايا أكثر أهمية للمحور الأمريكي وحلفائه ربما من بينها تحريك ملف هدنة مع الاحتلال الإسرائيلي الحليف الاستراتيجي لأمريكا في المنطقة أو ملف الأسري لدى المقاومة بما يضمن استقرار أمن ووجود هذا السرطان الإسرائيلي ولكن حتي اللحظة ورغم عدم وضوح الرؤية فيبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعط الضوء الأخضر للمضي في تنسيق الجهود لإتمام ملف المصالحة، لأن الولايات المتحدة ومنذ بداية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وهي منحازة بشكل واضح للجانب الإسرائيلي تدافع عن جرائمه وعدوانه بحق أطفالنا وأبنائنا ومن خلال دعمه بالمال والسلاح.
-2-
الحالة الشعبية في قطاع غزة وفلسطين كلها تدعو لمضاعفة الجهود لإنجاح المصالحة باعتبارها مطلبا وطنيا، وأمام هذا الاتفاق هنالك عقبات مالية وضغوط سياسية ينبغي رفعها عن طريق المصالحة أولها ملف موظفين غزة والإعمار وملف المعابر على الرغم من أنه كان من المثير للدهشة ترك هذه الملفات عالقة طوال هذه الفترة الزمنية الطويلة دون حل جذري مع أن الشعب الفلسطيني تملكه الأمل الكبير عندما شكلت حكومة الوفاق الوطني إلا أن هذا الأمل بات يتحول تدريجيا لغموض بعدما تكررت زيارات هذه الحكومة من غير أن يشهد المواطن في غزة تغير كبير في الأوضاع المعيشية التي يعاني خلالها جملة من الأزمات والمشكلات، لم نشهد في غزة أي تغيرات ديناميكية في نقاط الخلاف التي كدسها فشل الاتفاقات السابقة بين الحركتين، إذا ما توافرت الإرادة الحقيقية للمصالحة والوقوف أمام التحديات التي تمر بها القضية الوطنية الفلسطينية في ظل استمرار الصراع مع العدو الإسرائيلي المستفيد الأكبر من استمرار الانقسام.
-3-
هنالك صراعات إقليمية غيرت اهتمامات السياسة الدولية عن القضية الفلسطينية والسبيل الأمثل لعودة القضية الفلسطينية للواجهة الدولية هو المصالحة وأن نظهر أمام المجتمع الدولي موحدين في مواجهة السياسية التوسعية الإسرائيلية، المصالحة اليوم هي خيار استراتيجي وعملي وتكتيكي لمعالجة وتنظيم الوضع الداخلي الفلسطيني لإعادة وضع خطط لتنمية قطاع غزة وإعماره، في المرحلة القادمة ينبغي أن تتشارك في البناء جميع أطياف العمل الوطني وبالتزامن من غياب الحل السياسي مع الاحتلال الإسرائيلي ينبغي ومن خلال المصالحة دراسة الردود الفعالة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية علي أرضنا وشعبنا، كان الشعب الفلسطيني وما زال شعبا واحدا وصاحب قضية عادلة وهي النضال لنيل حقوقه.. والمصالحة هي رؤية وطنية ومطلب شعبي لكل أطياف الوطن. في النهاية ينبغي للفلسطينيين جميعا إنجاح ملف المصالحة لأنها خيار وطن.