في صباح أحد الأيام التقى روجر تارازن (18 عاما) وبعض أصدقائه عند ناصية قريبة من مدرسته الثانوية في نيويورك. كان البعض يدخن السجائر العادية وكان هو وآخرون يدخنون
السجائر الإلكترونية.
وقال: "في أحيان استخدمها لأهدئ مزاجي". وهو أيضا يستخدمها ليلعب بالبخار المنبعث منها ويشكل حلقات من
الدخان أو يجعله يبدو كإعصار صغير. وأضاف: "أفعل ذلك أحيانا لأقتل الملل".
ولع تارازن باللعب بالدخان يعكس اتجاها متناميا بين
المراهقين الأمريكيين الذين زاد استخدامهم للسجائر الإلكترونية ثلاثة أمثال في العام الماضي وحده.
وأظهر بحث جديد أن حب اللعب بالدخان وجعله يأخذ أشكالا مختلفة كان هو والنكهة أهم سببين قال الشبان إنهما وراء استخدامهم للسجائر الإلكترونية.
وحذر مسؤولو الصحة منذ سنوات من الجاذبية التي يشكلها السائل الممزوج بالنيكوتين الذي يستخدمه المراهقون في السجائر الإلكترونية، وحثوا واضعي قوانين الصحة على منعها. فالمستهلكون أمامهم فرصة اختيار واسعة، فهم يختارونها بنكهة النعناع أو الكاباتشينو أو الرمان.
لكن عنصر اللعب بأشكال الدخان في تشجيع الشبان على استخدام السجائر الإلكترونية لم يخضع للدراسة بشكل كاف بعد.
وتساءل الباحثون عما إذا كان بوسعهم مساعدة جيل جديد، ما كان سيلجأ إلى النيكوتين إلا من خلال السجائر الإلكترونية.
وقالت أستاذة الطب النفسي بجامعة ييل، سوتشيترا كريشنان سارين: "كنا نظن أن الأنواع المختلفة من الطعم هي التي تجذبهم، لكن اللعب بالدخان كان مفاجاة بالنسبة لنا".
وسألت هي وفريقها 5400 تلميذ عما يجدونه جذابا في السجائر الإلكترونية، وكانت الإجابة: الطعم واللعب بالدخان.
ويخرج من السجائر الإلكترونية كمية كبيرة من الدخان مقارنة بالسجائر المعتادة، وهو ما يسهل اللعب بها. وزادت هذه الظاهرة مع تنظيم "مسابقات السحب" واكتسابها شعبية.
ويتبارى المتسابقون على تشكيل أكبر السحب وأكثرها كثافة، وأصبحت هذه السباقات من المشاهد المعتادة أمام متاجر بيع السجائر الإلكترونية، بل إن بعض المسابقات الإقليمية تقدم جوائز بآلاف الدولارات.
وانتشرت على يوتيوب وإنستغرام آلاف التسجيلات المصورة لمحترفين في هذه اللعبة، وتشكيل الدخان المنبعث من السجائر الإلكترونية.
وأظهرت البيانات التي نشرتها في نيسان/ أبريل المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن استخدام المراهقين للسجائر الإلكترونية زاد ثلاثة أمثال ما كان عام 2014، بنسبة بلغت 13.4% من 4.5% عام 2013، في الوقت الذي انخفض فيه إجمالي استهلاك النيكوتين إلى 9.2% بدلا من 12.7%.