أكد الرئيس
السوداني عمر البشير، استعداد بلاده للمشاركة بريا في اليمن بلواء مشاة، لو طلب منها ذلك، على حد قوله.
وأدلى البشير بحوارين لجريدتي "المصري اليوم، و"الأهرام"، الصادرتين الاثنين.
وفي حواره مع "المصري اليوم" قال: "لم يكن من الممكن أن نفوّت عملية المشاركة (في عملية "
عاصفة الحزم")، لكن مشاركتنا محدودة، فنشارك بالطيران، بثلاث طائرات مقاتلة من نوع "سوخوي 24" مع بعض طائرات النقل".
وأضاف: "نحن مستعدون لإرسال قوات برية إذا طُلب من السودان، وستكون في حدود لواء من المشاة، أي ستكون المشاركة رمزية. ولو كل دولة شاركت بقوة في النهاية ستكون القوة كافية"، على حد قوله.
وحول المبادرة الخليجية، قال: "نحن داعمون للمبادرة الخليجية، لأنها هي الحل السلمي والسياسي، لكن
الحوثيين أفشلوا الحلول السلمية، وعندما قرر الخليجيون دعم الشرعية والتدخل عسكريا دخلنا معهم، ونحن مع المبادرة الخليجية، سواء في الحل السلمي أو التدخل العسكري".
القوات العربية اختيارية
وحول موقف السودان من قرار تشكيل قوات عربية مشتركة؟ قال عمر البشير: "من ناحية المبدأ، موافقون، لكن التفاصيل تُترك للمختصين ورؤساء الأركان ووزراء الدفاع، وهم من يفصلون في هذه القوات، ورؤيتنا أن لكل دولة الحرية لأنها اختيارية، وتحدد حجم القوة التي ستشارك بها".
واستدرك بالقول: "هذه القوات لن تتجمع في معسكرات، ويقال مُعسكرات القوات العربية المشتركة، مثلا مصر ستقول: نحن ملتزمون بفرقة مدرعة ستظل في مصر، ونحن مثلا سنلتزم بلواء مشاة سيظل في السودان، وإذا حدث موقف، وطلبت القوات سيبدأ التقييم، والحاجة للقوات".
الحل العسكري لن يحسم بليبيا
وحول الوضع في ليبيا قال الرئيس السوداني -في حواره مع "المصري اليوم-: " نحن مع الحل السلمي داخل ليبيا، لأن الحل العسكري لن يحسم الموقف، وستصبح سوريا جديدة، وأي محاولة للحسم العسكري ستكون سوريا رقم 2".
وأضاف: "يمكننا تقسيم الثوار في ليبيا إلى ثلاث مجموعات: أولها مجموعة فجر ليبيا، وهم من الثوار الذين أطاحوا بالقذافي، وثانيهما مجموعة طبرق، وكانوا ضد القذافي، ولكن الخطورة الآن في المجموعة الثالثة وهي داعش وأنصار الشريعة والمجموعات المتطرفة الذين ظهروا لأن الصراع بين هاتين المجموعتين أدى إلى حدوث الفراغ الأمني في ليبيا".
وتابع: "لذلك قرارنا وموقفنا الأصيل هو اللجوء إلى الحل السلمى في ليبيا، وعدم اللجوء إلى السلاح، لأن هذه المجموعات مسلحة وراءها قبائل وأنصار، والقتال في ليبيا لن يحسم بالقتال، واستمرار النزاع المسلح في ليبيا سيُعقد الأمور، لأن البيئة الليبية في هذه الحالة ستكون صالحة لتفريخ جماعات متطرفة".
وأضاف: "لا توجد أيديولوجيا تجمع بين فجر ليبيا والجماعات المتطرفة، وإنما لديهم شعور بأنهم هم الذين أطاحوا بالقذافي، ويجب أن يكون لديهم دور في حكم ليبيا".
م
ع الحوار السلمي بسوريا
وحول الوضع في سوريا، قال الرئيس السوادني: "إن السودان أكد منذ البداية أنه مع الحوار السلمي في سوريا، وعدم الحسم العسكري، لأن أفضل وضع لأعدائنا هو استمرار القتال داخل الدول العربية، وبالتالي يعمل هؤلاء على استمراره من خلال التوازن العسكري".
واستطرد: "لن يسمح هؤلاء للنظام السوري بالتفوق لسحق المعارضة، وكذلك لن يسمح أعداؤنا بامتلاك المعارضة المزيد من القوة العسكرية حتى تجتاح دمشق، وتستلم السلطة هناك".
وأضاف: "الحقيقة أنهم إذا رأوا أن النظام السوري ضعف، فسيغضون الطرف عن الدعم القادم للحكومة، وإذا رأوا أن المعارضة ضعفت، سيوفرون الدعم لهم، حتى يستمر الصراع والقتل والتدمير، وإذا كانت إسرائيل هي التي اقتحمت سوريا لما فعلت هذا التدمير، والتشريد هناك".
تعاون مع مصر بمكافحة الإرهاب
وبالنسبة للتعاون بين مصر والسودان في مكافحة الإرهاب، قال عمر البشير: "إحنا متفقين تماما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب من خلال تبادل المعلومات بين الأجهزة في البلدين، وهناك تعاون وتنسيق على الحدود المشتركة من خلال القوات المسلحة والأجهزة المختلفة الأخرى لمنع أي اختراق عبر الحدود، وهناك اتفاق مبدئي قوى جدا بألا تأوي أي دولة عناصر معارضة أو لها نشاط معارض للدولة الأخرى".
ووصف البشير العلاقات المصرية - السودانية بأنها في أفضل حالاتها، وأن هناك إرادة سياسية قوية جدا للدفع بهذه العلاقات في المجال الاقتصادي والسياسي والعسكري والثقافي والتجاري والأمني، متهما الإعلام المصري بأنه هو الذي حاول أن يعطي صورة بأن هناك توترا في العلاقات، رغم أنه لم يكن هناك توتر في العلاقات".
شروط المصالحة مع الحوثيين
وفي حواره مع الأهرام، وفي ما يتعلق بالحوثيين والمصالحة باليمن، قال الرئيس السوداني: "المصالحة يجب أن تستجيب لعدد من الشروط في الوقت الحالي، منها انسحاب الحوثيين من كل المناطق التي قاموا باحتلالها، وكذلك انسحابهم من المقار الحكومية، وتسليم كل الأًسلحة والقبول بالحوار".
وقال: "لابد أولا أن يقبل الحوثيون بهذه الشروط وينفذوها، ولا خيار آخر غير ذلك لإجراء المصالحة"، وفق وصفه.