سياسة عربية

أنصار تنظيم الدولة يتحدّون الرأي العام بتسخيف "عاصفة الحزم"

من عملية عاصفة الحزم في اليمن - أرشيفية
لم يتخلف جنود وأنصار تنظيم الدولة عن التعليق على عملية "عاصفة الحزم" التي انطلقت فجر الخميس بمشاركة عشر دول عربية في مقدمتها المملكة العربية السعودية بقصف معاقل جماعة أنصار الله "الحوثيين" في عدة مدن يمنية.

وبدا واضحاً أن جنود وأنصار التنظيم لم "تجنح" عواطفهم نحو تأييد الدول المشاركة في "عاصفة الحزم" رغم أن الحرب في الواقع هي بين طرف سني وطرف شيعي أو يتبع إيران في أقل تقدير، ويعود السبب في ذلك إلى كون الطرفين من "المرتدين"، بنظر أنصار التنظيم.

وغرَّد القارئ والداعية السوري المقيم في السعودية طلحة ملا حسين، الذي يُعد من أبرز مناصري تنظيم الدولة عبر حسابه في موقع "تويتر" قائلاً: "كيف سنصدق أن الدول التي سلمت العراق لإيران، وتسعى في تسليم سوريا، وشاركت في تسليم اليمن للحوثيين استيقظت الآن لتضع حداً للحوثيين؟"، وأضاف: "مفتاح فهم دوافع عاصفة الحزم ما ذكر في البيان الخليجي أن من أهداف العملية محاربة الدولة الإسلامية والقاعدة، وأما الحوثيون فهم أولياؤهم".

ونشر حساب "جلاد الكلاب" صورة لأحد عناصر تنظيم الدولة في محافظة لحج في أثناء قيامه بذبح مقاتل حوثي، معلقاً: "هنا دولة الخلافة؛ هنا نحر الحوثة ورمي جيفهم للكلاب، أما عاصفة فسائكم يا آل سلول (العبارة التي يستخدمها أنصار التنظيم في وصف الأسرة المالكة في السعودية)؛ فبلوها واشربوا مويتها".

وفي إشارة منها إلى الدعاة السعوديين كتبت "أم حزم العولقية: "نرجو من كل مسلم أن يتأمل تناقضات أصحاب الفضيلة في هذه الأحداث؛ حتى تتضح له أصول فتاواهم.. شرعية أم سياسة أم وطنية أم إعلامية؟".

وغرد الجزائري "أبو عبدالقهار الحسني"، أحد أبرز الشرعيين المؤيدين للتنظيم من الخارج قائلاً: "المشركون لديكم في بلاد الحرمين!، فلمَ لا يقاتلون؟، وهل من التوحيد التحالف مع الكفّار لقتل المسلمين في الشام؟"، وأضاف: "رافضي بلاد الحرمين مكرم معزز ورافضي اليمن يُجاهد!، مشايخ السرورية؟!".

وقال السعودي منذر الزعبي "أبو غادة"، أحد عناصر تنظيم الدولة في سوريا: "استولى الحوثة منذ شهرين تقريباً على غالب اليمن، وكان شيوخ السنَّة في السعودية كأنَّ على رؤوسهم الطير، فلمَّا ضربت حكومتهم فاح نتَنهم".

وأضاف الزعبي في تغريدة أطلق فيها حكماً مبطناً بتكفير الدعاة السعوديين المؤيدين لـ"عاصفة الحزم"، والصامتين على موقف حكومتهم من القضايا الأخرى، بقوله: "عندما يستخدم عالم السوء الدين لهوى المرتدين الطواغيت؛ فهو أكفر منهم ولا كرامة، إذ هو اقترف بعلم وهم بجهل؛ فمن الأسوأ؟!".
 
ويرى مراقبون أن هذا الموقف من تنظيم الدولة سيعزز عزلته الشعبية، انطلاقاً من حقيقة يلسمها الجميع تتمثل في "التأييد الساحق لعملية عاصفة الحزم، والتفاف الجماهير السعودية على قيادتهم كما لم يحدث منذ سنوات طويلة".