سياسة عربية

صحيفة مصرية تمارس التضليل حول موقف مصر من "عاصفة الحزم"

مصر - إعلام
كان لافتا للعيان نشر صحيفة الشروق المصرية على صدر صفحتها الأولى عنوانا رئيسيا "مانشيت"، بالخط الأحمر يقول "الحوثيون على أبواب عدن.. والخليج يستنجد بمصر".

فالمتابع والمراقب للموقف المصري الرسمي منذ بداية عملية "عاصفة الحزم"، حين يربط بين هذا العنوان المضلل من جهة، وبين الموقف المصري الرسمي الذي اتسم برفض العملية في البداية من جهة أخرى، ومن ثم الموافقة عليها ودعمها لاحقا، يتراءى له مدى التضليل والتمويه الذي مارسته هذه الصحيفة، حيث قلبت الحقائق والوقائع بطريقة فظة ووقحة.

فقد ذهبت الصحيفة في عنوانها إلى الإيحاء بأن الدول الخليجية تستجدي الجيش المصري وترجوه أن يساعدها في القضاء على الخطر الحوثي باليمن الذي يهدد المصالح والوجود الخليجي.

بيد أن تصريحات وزير الخارجية اليمني الجديد الدكتور رياض ياسين، لـ"الشرق الأوسط"، لا تشير لا من قريب أو بعيد أن بلاده طلبت من السلطات المصرية أي مساعدة عسكرية.

ففي حين صرح للصحيفة ذاتها أن "بلاده طلبت من دول مجلس التعاون الخليجي، والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، تدخلا سريعا وعاجلا لفرض منطقة حظر للطيران في المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون، وتدخل قوات درع الجزيرة في اليمن لوقف التوسع الحوثي المدعوم من إيران"، فقد لوحظ أنه لم يذكر أن بلاده طلبت أو استنجدت بمصر.

وفي تصريح آخر للوزير، لا يظهر فيه أي طلب للمساعدة المصرية لليمن، حيث قال: "نطالب بأن تتدخل قوات درع الجزيرة لوقف التمدد الحوثي".

إلى ذلك، عندما تتفحص الموقف المصري الرسمي، تجد أن الرئاسة المصرية قالت في بيان لها حول مشاركتها في عملية "عاصفة الحزم" إنه "استجابة للنداء الذي أطلقته الجمهورية اليمنية الشقيقة، كان حتمياً على مصر تحمل مسؤوليتها، وأن تلبي نداء الشعب اليمني من أجل عودة استقراره، والحفاظ على هويته العربية، وذلك من خلال مشاركة عناصر من القوات المسلحة المصرية من القوات البحرية والجوية بعد استيفاء الإجراءات الدستورية، لاستعادة الاستقرار والشرعية في اليمن".

فهنا، لم توضح الرئاسة المصرية  في بيانها ما إذا كانت المشاركة المصرية في العملية حصلت بالفعل، أم أنها ستكون مشاركة مستقبلية، الأمر الذي يتنافى مع مصداقية العنوان المشار إليه في صحيفة الشروق حول الموقف المصري الرسمي من عملية "عاصفة الحزم".

ما يدعم هذا الطرح، ما بثته قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين عبر كلمة لأحد القيادات العسكرية الحوثية، تساءل فيها عن سر انقلاب الموقف المصري الرسمي من المؤيد لهم إلى تأييد السعودية.

 وقال القيادي العسكري خلال حشد من الحوثيين في صنعاء احتجاجا على الضربات الجوية السعودية موجها حديثه لعبدالفتاح السيسي: "بالأمس كان موقفك معنا، فلماذا انقلبتم علينا اليوم؟".