نسبة التلقيح كانت تتراوح بين 50 و86%.. أي أقل من المستوى المطلوب - أ ف ب
يعود سبب انتشار مرض الحصبة في الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة والذي انطلق في متنزه "ديزني لاند" الترفيهي في كاليفورنيا في كانون الأول/ ديسمبر، إلى مستوى التلقيح المتدني، على ما أظهرت دراسة حديثة.
ومن خلال درس عدد الحالات المبلغ عنها من جانب السلطات الصحية في كاليفورنيا والبيانات الواردة من برنامج المراقبة "هيلث ماب"، خلص باحثون في مستشفى الأطفال في بوسطن في ولاية ماساتشوستس بينهم ميمونة ماجومدر إلى أن نسبة التلقيح بين المجموعات التي أبلغ عن تسجيل إصابات في صفوفها في ولايات كاليفورنيا وأريزونا وايلينوي كانت تتراوح بين 50 و86%، أي أقل بكثير من نسب 96 إلى 99% الضرورية لتوفير مناعة عامة.
وإذا ما كان جميع السكان قد تلقوا اللقاحات اللازمة، فإن أي إصابة بالحصبة ستؤدي إلى ظهور إصابتين أخريين في الأيام السبعين التالية. لكن في حال كانت نسبة التلقيح 60%، سيكون هناك أكثر من 2800 حالة خلال الفترة نفسها بحسب النموذج الدراسي المستخدم من هؤلاء الباحثين الذين نشرت نتائج بحوثهم مجلة "جاما بيدياتريكس" الطبية الأميركية.
وأشار الباحثون إلى أن الحصبة مرض شديد العدوى، لافتين إلى أن أي شخص مصاب ضمن مجموعة ضعيفة المناعة قادر على نقل العدوى لـ11 إلى 18 شخصا آخر.
ولفت الباحثون أيضا إلى أن هذه التقديرات لا تعكس مستويات التلقيح في سائر أنحاء الولايات المتحدة أو في كامل ولاية كاليفورنيا أو حتى لدى زوار متنزه "ديزني لاند" عند انطلاق هذا الوباء. ولا تعدو هذه الأرقام كونها تقديرا لنسبة التلقيح لكل واحدة من المجموعات التي تعرض أفرادها لهذه الحالات من الحصبة.
وفي المحصلة، أصيب 142 شخصا بالحصبة في سبع ولايات أميركية منذ انطلاق الوباء نهاية كانون الأول/ ديسمبر، بحسب المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها.
ولفت الأخصائي في الأمراض الجلدية جون براونشتاين إلى أن "بياناتنا تدل بوضوح إلى أن التلقيح هو الوسيلة الناجعة لوقف وباء الحصبة هذا والأوبئة المستقبلية".
وهذا الطبيب هو أحد مؤسسي "هيلث ماب" وخدمة "فاكسين فايندر" الإلكترونية الرامية للمساعدة على إيجاد مراكز تلقيح ضد الحصبة وأمراض معدية أخرى.
ويتزامن انتشار الحصبة في الولايات المتحدة مع الاتجاه المسجل لدى بعض الأهل برفض تلقيح أطفالهم خشية تسبب اللقاح الثلاثي (ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية) بزيادة حالات التوحد.