علوم وتكنولوجيا

الطابعة ثلاثية الأبعاد تحدث ثورة في البناء والعقارات

ستمكن هذه التقنية من تغيير الصورة النمطية عن مواقع أشغال البناء المليئة بالضوضاء والتلوث - أرشيفية
نشرت مجلة اقتصاد الصباح الفرنسية تقريرا حول إعلان الشركة الصينية WinSun عن إنتاجها لآلة طابعة ثلاثية الأبعاد بطول أربعين مترا وعرض 6.6 متر، قادرة على تشييد مبنى مؤلف من عدة طوابق.

وأضاف التقرير أن هذه الآلة التي أسعدت الكثيرين وأثارت قلق آخرين، لم تعد في طور التصنيع أو التجربة، إذ إن الشركة المصنّعة عرضت فيديو توضيحيا لعمل الآلة بعد أن كانت قبل سنة قد أعلنت عن قدرتها على تشييد منازل صغيرة بهذه الطريقة.

وشرح التقرير عمل الطابعة التي تقوم بتجميع مكونات المبنى بطريقة مبتكرة ودقيقة، وهي قادرة على تجميع عشرين ألف قطعة في اليوم.

وتتمثل هذه المكونات في الأسمنت والحجارة الصغيرة والرمال والزجاج، ورغم أن طريقة عملها لا تتماشى كثيرا مع المعايير المنظمة لقطاع البناء في الدول الغربية، فإنها طرحت تساؤلات جديدة حول مستقبل هذا القطاع.

ويذكر أن هذه الشركة الصينية قامت في السنة الماضية بتشييد عشرة منازل صغيرة تبلغ مساحة كل منها مئتي متر مربع في مدينة شنغهاي بكلفة منخفضة جدا بلغت 4800 دولار،  وقبل أن تقوم هذه السنة بتشييد عمارة مؤلفة من خمسة طوابق هي الأولى من نوعها في العالم بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وأضاف التقرير أن التقنية المعتمدة في هذه الآلة هي تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد المعروفة، التي يتم استعمالها في صنع قطعة بلاستيك لتعويض قطعة انكسرت أو ضاعت، ولكن تم تطوير هذه التقنية بحيث تتلاءم مع مجال البناء والأشغال العامة التي تتطلب أشكالا ومقاسات تستجيب للعقبات التقنية والبيئيّة التي تواجهها المشاريع.

وستمكن هذه التقنية من تغيير الصورة النمطية التي يحملها الناس عن مواقع أشغال البناء التي تكون مليئة بالضوضاء والتلوث والحوادث الخطيرة.

وقال التقرير إن شركات المقاولات تنتظرها أيام جميلة بفضل التقدم التكنولوجي، ولكنها مطالبة بالاستعداد له، وتحقيق التطور اللازم لتتأقلم معه، وإن الشركات الكبرى ومصنعي معدات البناء لديهم دور كبير في تحقيق القفزة التكنولوجية المرجوة من خلال تمويل الأبحاث والاستفادة من الفرص المتاحة لهم لتحقيق الربح، وذكّر بتضحيات جيمس دايسون الذي صنع 5127 نموذجا فاشلا للمكنسة الكهربائية، وضحى بوقته وماله قبل أن يتوصل للنموذج المناسب ويحقق حلمه.

وبالنسبة للمهندسين المعماريين قال التقرير إنهم استوعبوا التطور التكنولوجي بسرعة، وأخذوه في الحسبان أثناء تصميمهم للنماذج المصغرة للمباني التي سيتم تشييدها مستقبلا.

وأضاف أن بيع الطابعات ثلاثية الأبعاد للمهندسين سينطلق قريبا، وهو ما سيمكنهم من إنتاج قطع دقيقة بسرعة وسهولة، وهو ما سيجعلهم يربحون الوقت بما أنهم في حالة اكتشاف نقص في أحد أجزاء المبنى أثناء العمل سيكونون قادرين على إنتاج القطعة الناقصة على عين المكان عوض الإرسال في طلبها وانتظار وصولها.

وأضاف التقرير أن الأشخاص العاديين أيضا سيستفيدون من هذه التقنية في مجال العناية بالحدائق المنزلية ومرآب السيارات والديكور الخارجي، حيث ستوفر لهم هذه الآلة الطابعة فرصة إنجاز العمل بأنفسهم، وبأقل كلفة، وحسب ذوقهم، وربما تقترح عليهم تصاميم جديدة.