نشرت الـ"سي إن إن" تقريرا لبرايان ستيتلر حول
اعتذار شبكة
فوكس نيوز للمسلمين؛ بسبب عدم دقة تقاريرها حول المسلمين في
أوروبا، وقام مذيعو الشبكة بالاعتذار أربع مرات، يوم السبت، للمشاهدين بسبب عدم دقة المعلومات التي بثتها الشبكة، وبسبب تصوير المسلمين بصورة سلبية.
ويشير التقرير إلى أن هذه الأخطاء تضمنت تعليقات نارية مثل وجود "مناطق محظورة (على غير المسلمين)" في أوروبا، حيث يقوم
المسلمون فيها بتطبيق القوانين الإسلامية، التي تقدم على قوانين البلاد، ويخشى غير المسلمين دخول تلك المناطق.
وتبين "سي إن إن" أن وسائل إعلام أخرى اتهمت فوكس بالمبالغة والكذب، وحتى أن رئيس الوزراء البريطاني سخر من أحد تلك المزاعم.
ويلفت التقرير إلى أن "فوكس" اعتذرت يوم السبت في الصباح والمساء والليل. وقامت جينين بيرو بتقديم التصحيح الأخير في ذلك اليوم الساعة 9:10 مساء، عما ادعاه ضيفها ستيف إميرسون قبل ذلك بأسبوع، عندما ادعى أن بيرمنغهام في إنجلترا عبارة عن مدينة "مسلمة بالكامل لا يدخلها غير المسلمين". وقد سخر الكثير من قول إميرسون، ما اضطره للاعتذار بعد ذلك.
وتنقل "سي أن أن" عن بيرو قولها: "قام ضيف في هذا البرنامج الأسبوع الماضي بالوقوع في خطأ معلوماتي، وأخطأنا نحن بتركنا هذا الخطأ قائما دون تصحيح.. وتظهر معطيات أحدث إحصاء سكاني تم في 2011 أن 22% من سكان بيرمنغهام يعرفون أنفسهم بأنهم مسلمون، كما أننا لم نستطع أن نجد أي دليل موثوق بأن برمنغهام منطقة محظورة (على غير المسلمين)".
وكانت شبكة "فوكس" استخدمت تعبير "المناطق المحظورة"، حيث قال منتقدو الشبكة إنها تشجع على نشر خطاب مخيف يشوه صورة المسلمين.
ويوضح التقرير أنه قبل ذلك قامت آنا كويمان في برنامج الصباح "فوكس اند فرندس" بالاعتذار عن خرائط بثتها الشبكة "لمناطق محظورة" في فرنسا، وقالت: "بعض المناطق تم إبرازها بشكل خاطئ .. نعتذر عن ذلك الخطأ".
ويذكر الكاتب أن برنامجا تلفزيونيا كوميديا فرنسيا قد سخر من تقرير شبكة "فوكس" المتعلق بالخرائط، وقال إن تلك الخرائط كانت أعدتها الحكومة الفرنسية عام 1996، والمناطق المبرزة فيها هي المناطق الفقيرة، التي تحتاج إلى مساعدة وتطوير.
وتفيد "سي أن أن" بأن أحد الاعتذارات على الشبكة كان بسبب خطأ تم قبل ذلك بساعات، حيث سألت مقدمة البرنامج جولي بانديراس الضيف جيسي جين داف عن استفتاء حول دعم الدولة الإسلامية بين مسلمي أوروبا، فأجاب أن "الاستفتاء في الاتحاد الأوروبي يظهر أن 69% من مسلمي فرنسا يؤيدون تنظيم الدولة الإسلامية، وليس هذا فقط، بل إذا نظرت إلى ذلك التأييد على مستوى أوروبا ستجدين أن النسبة تصل في بعض المناطق إلى 40%".
ويورد التقرير أن إريك شون اضطر بعد ذلك بثلاث ساعات، أي في الساعة الرابعة مساء، إلى الاعتذار قائلا: "أدركنا نحن في (فوكس نيوز) بعد بث البرنامج أن الاستفتاء المشار إليه لا يمكن الاعتداد به، وأن تلك النتائج يجب ألا تكون استخدمت، ونعتذر عن الخطأ".
ويضيف بأن بانديراس عادت في الساعة السابعة مساء، وقدمت تصحيحا شاملا، واعتذرت اعتذارا عاما "للشعب في فرنسا وفي إنجلترا".
وينقل التقرير عن بانديراس قولها: "على مدى الأسبوع الماضي وقعنا في أخطاء مؤسفة على الهواء بخصوص السكان المسلمين في أوروبا، وخاصة إنجلترا وفرنسا.. وهذا يتعلق بالذات في موضوع (المناطق المحظورة) أو المناطق التي ادعي بأن غير المسلمين لا يستطيعون دخولها وكذلك الشرطة.. وللوضوح نقول إنه ليست هناك مناطق تحمل هذه الصفة في أي من البلدين، وليست هناك معلومات موثوقة من أن هناك مناطق في تلك البلدان تمنع شخصا دخولها بسبب ديانته".
وتضيف: "بالتأكيد هناك مناطق تعلو فيها نسبة الجريمة في أوروبا، كما هو الحال في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان، حيث تدخلها الشرطة والزوار بحذر.. آسفون جدا عن الأخطاء، ونعتذر لكل من شعر بالإهانة، وبينهم شعبا فرنسا وإنجلترا".
وتختم "سي أن أن" تقريرها بالإشارة إلى طلب بانديراس من المستمعين أن يصوتوا على استفتاء: "هل ستتأثر حريتنا في التعبير كي لا نقول أي شيء سلبي عن الإسلام؟".