السيسي يكرم شيوخا أزهريين أثناء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف - (المصري اليوم)
اتهم نواب مصريون الجنرال عبد الفتاح السيسي بأنه "يعزز موجات الردة، ويشجع تيار الإلحاد الذي تزايد في مصر والعالم العربي".
جاء ذلك في بيان أصدره النواب السبت، وحصلت "عربي21" على نسخة منه، حول حديث السيسي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، والذي قال فيه إنه "ليس من المعقول أن نبقى نقدس نصوصا وأفكارا تشكل للأمة مصدر قلق وخطر وقتل وتدمير ومعاداة للدنيا كلها".
وأضاف أنه لا يتهم الدين، "وإنما أوجه نقدي إلى هذا الفكر الذي يريد أصحابه أن يقتلوا العالم ليعيشوا هم فقط"، مطالبا بما أسماه "ثورة دينية" لإعادة النظر إلى الإسلام بـ"فكر مستنير"، على حد تعبيره.
وقال البيان، إن السيسي "يلبّس على الناس بأنه لا يتحدث عن الدين، وأنه يقصد في كلامه "الفكر الذي تم تقديسه"، ولكنه في الوقت ذاته يهاجم ما أسماها "نصوصا" و"أفكارا"، مطالبا بـ"الخروج من المنظومة كلها لنرى الصورة بشكل حقيقي، ونعالجها بفكر مستنير".
وأكد بيان النواب أن خطاب السيسي ذاك، من شأنه أن "يعزز موجات الردة، وأن يشجع تيار الإلحاد الذي تزايد في مصر والعالم العربي"، على حد تعبيره.
وقال البيان: "لا ندري في أي عصر دعا ديننا إلى قتل الناس من أجل أن يعيشوا، ولا في أي عصر وجد هذا الفكر في حضارتنا التي تعايشت مع جميع الديانات والملل والنحل والمذاهب، وأفسحت لهم الطريق أن يضيفوا كسبهم وإضافتهم للحضارة الإنسانية، بينما لم يُضطهد في تاريخ البشرية أحد بقدر ما اضطهد المسلمون بسبب دينهم وعقيدتهم، ولا يزالون".
وأكد النواب الذين استأنفوا عقد جلسات برلمانهم في إسطنبول مؤخرا، أن كلام "السيسي" الذي "أهدر إرادة الأمة" بحسب وصفهم، يؤكد "المخطط الذي كُلف بتنفيذه، ويعلن عن مراحله تباعا، وما تفجير رفح وتهجير أهلها لضمان أمن إسرائيل منا ببعيد".
وقالوا إن "الجنرال بعدما انقلب على الثورة وإرادة المصريين؛ يدعو لانقلاب على الدين تحت مسمى الثورة، كما فعل في 30 يونيو"، لافتين إلى أن "خطابه ينطوي على تحريض واضح على الجاليات المسلمة المقيمة في الغرب، لأنها فضحته في زياراته وأثبتت للعالم حقيقته وشعبيته الحقيقية".
وعابوا على علماء الأزهر والإفتاء الذين جلسوا يصفقون للسيسي أثناء كلمته، قائلين: "كيف لا يفعلون ذلك وهم من حضروا مشهد الانقلاب، وأفتوا بقتل الآلاف؟!".
وتابع النواب: "لا يفوتنا أن ننعى مكانة الأزهر الرسمي الذي وافق شيخُه على التلوث بالجنابة السياسية والتسويق للقيادة العسكرية".
ودعوا كل من وافق على خطاب السيسي المشار إليه، إلى "مراجعة عقيدته، وتصحيح ديانته"، مطالبين "علماء الأزهر الشرفاء، ودعاته الأحرار، بأن يبينوا موقفهم مما قاله السيسي، ليكون الناس على بيّنة من أمرهم، وعلى محجة بيضاء من دينهم، وقد أخذ الله العهد على العلماء أن يبنوا ولا يكتموا"، بحسب ما قال النواب.
وأكدوا أن اللجنة الدينية بالبرلمان المصري "تبرأ إلى الله من هذا الكلام، وتنكره، وتدعو إلى إنكاره وإدانته والتبرؤ منه".
وكانت المحكمة الدستورية المصرية قد أصدرت في منتصف حزيران/ يونيو 2012 قرارا بحل مجلس الشعب، بعد أن قضت بعدم دستورية بعض مواد القانون الذي أجريت بموجبه الانتخابات، فيما حل مجلس الشورى أوائل تموز/ يوليو 2013، بقرار من الرئيس المؤقت آنذاك عدلي منصور.
وطعن نواب بحل البرلمان المصري، واصفينه بأنه "جزء من الثورة المضادة" التي تكللت بالانقلاب على الرئيس محمد مرسي في تموز/ يوليو 2013.