ضجة بالمغرب بسبب الترخيص لفيلم جَسّدَ الذات الإلهية

ضجة مثارة في المغرب هذه الأيام بسبب إقدام المركز السينمائي المغربي (مؤسسة رسمية) على الترخيص لعرض فيلم "إكسوديس" أو "الخروج آلهة وملوك" في دور السينما، وهو الذي جسد فيه مخرجه الذات الإلهية في صور بشعة حسب من شاهدوه، وذلك قبل أن يتم منع عرضه. 

وقد عبر العديد من المهتمين بالشأن السينمائي عن استغرابهم من الطريقة التي تم بها الترخيص لهذا العمل، ومن التأخر الحاصل في توقيفه، نظراً لكون التوقيف تم بعدما عرض الفيلم لعدة مرات في إحدى دور السينما بمدينة مراكش، وكانت على وشك عرضه العديد من دور السينما في مدن أخرى قبل أن تعلن إلغاء العرض.
 
الفيلم الذي أثير حوله جدل كبير، بسبب تجسيده للذات الإلهية ونبي الله موسى، ونكرانه لمعجزة شق البحر بعصا النبي موسى عقب خروج اليهود من مصر، وجهت له انتقادات عدة، وتم منعه بدول عدة منها مصر، بعد الحملة التي شنتها عليه العديد من المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى.
 
المركز السينمائي وفي رسالة مكتوبة –جاءت بعد أن رفضت إحدى دور السينما إيقاف عرض الفيلم بناء على أوامر شفهية- كما علم "عربي21"، طالب جميع دور العرض بعدم عرض الفيلم "لأنه يجسد الذات الإلهية في شخص طفل، وهذا التجسيد باطل لأن الله لا يتمثل في جميع الأديان السماوية"، غير أن رسالة المركز لم تشر إلى كون لجنة النظر في صلاحية الأشرطة السينماتوغرافية سبق أن منحت الرخص "فيزا" بعرض الشريط لأكثر من دار عرض.
 
 في تصريح في الموضوع للموقع قال محمد مصلح رئيس مصلحة الإفتاء في المجلس العلمي المحلي في مدينة وجدة شرق المغرب، إن المطلوب في مثل هذه الحالات أن يعرض الأمر على أهل الاختصاص، وأضاف "كما تعرض الأفلام على أصحاب الخبرة التقنية والفنية وتكون له مقاربة اقتصادية، فإن أهل الدين ينبغي أن تكون لهم كلمة في مثل هذه الأمور، تفادياً لمثل هذه المنزلقات".
 
وشدد الفاعل الديني على أن تجسيد الذات الإلهية لا يجوز شرعاً في نظره، بالإضافة إلى الأنبياء، معتبراً أن التجسيد عموماً له صلة بالطبيعة الوثنية للثقافة الغربية.
 
من جهته، استغرب الناقد والمخرج السينمائي حسن بنشليخة، في حديث لـ "عربي21" كيف سمح المركز السينمائي المغربي بعرض هذا العمل في القاعات السينمائية، كما تساءل بنشليخة عمّا إن كانت لجنة مراقبة الأشرطة الأجنبية قد شاهدت العمل أم لا.
 
بنشليخة الذي شاهد الفيلم في فرنسا، قال إنه "يجسد موسى بأنه إرهابي، والله أكثر منه في إراقة الدماء،  مشيراً إلى أن جهاتٍ ما هي التي أنقذت الموقف ونبهت المركز السينمائي إلى خطورة الفيلم.
  
يشار إلى أن المركز السينمائي المغربي في رسالة سابقة لدور العرض التي وافق فيها على عرض الشريط، قال فيها "إن الفيلم سيعرض باعتباره عملاً فنياً ،حاول تصوير القصة في قالب إبداعي وفق تصور المخرج"، وأضافت الرسالة: "ينبغي منع الجمهور القاصر دون السادسة عشرة من مشاهدة الفيلم، حتى لا يفهموا مضمون الفيلم بطريقة سلبية"، وهو الأمر الذي لم تتم الإشارة إليه في الرسالة الثانية.
    
ويذكر أن فيلم "الخروج – آلهة وملوك" يعد ثاني فيلم يسحب من العرض فى المغرب هذا العام، بعد فيلم "نوح".