ملفات وتقارير

انفلونزا الخنازير.. هل تشكل تهديداً جديداً للحياة بغزة؟

عدم توفر عقار Tamiflu بمخازن الصحة في غزة يهدد المصابين بانفلونزا الخنازير (عربي21)
تأتي إصابة مواطنين في قطاع غزة بمرض انفلونزا الخنازير؛ لتزيد من أعباء القطاع الصحي الذي تعاني منظومته تدهوراً كبيراً جراء الحصار الذي يفرضه الاحتلال، بالتزامن مع إغلاقات متكررة لمعبر رفح من الجانب المصري.

وفي وسط الأسبوع الماضي؛ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، وفاة أول حالة مصابة بفيروس (H1N1) المعروف إعلاميا بـ" إنفلونزا الخنازير".

وقلّل مدير عام الطب الوقائي بالرعاية الأولية في وزارة الصحة بغزة، الدكتور مجدي ضهير، من مخاطر "أنفلونزا الخنازير"، مؤكدا أن الحالة المرضية التي توفيت كانت "تعاني بشكل مسبق من أمراض مزمنة في القلب".

لا خطورة

وقال ضهير لـ"عربي21" إن المرض "لا يشكل أي خطر على الصحة العامة للمواطنين، ومعدل حدوثه في قطاع غزة طبيعي" وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، التي أعلنت رسمياً في آب/أغسطس 2010 انتهاء تصنيف مرض انفلونزا الخنازير كوباء، وقللت من خطورته على الصحة العامة، واعتبرته أحد أنواع الأنفلونزا الموسمية التي تزداد في فصل الشتاء.

وأكد تسجيل عدد من حالات الإصابة بمرض انفلونزا الخنازير من نوع (H1N1/A) وكذلك (H1N1/B)، مضيفاً أن "الطواقم الطبية تتعامل بمهنية مع تلك الحالات، وتقدم لها الخدمات الصحية الممكنة".

وأوضح أن هذا النوع من المرض لا يوجد له علاج حقيقي، "إلا أن هناك مضادات حيوية تساعد على التخفيف من أعراضه؛ مثل عقار (Tamiflu) الذي سيؤدي عدم توفر أي جرعة منه بمخازن وزارة الصحة في غزة؛ إلى صعوبة التعامل مع الحالات المصابة بالفيروس".

ولفت إلى أن الوزارة وفّرت خمسة آلاف جرعة فقط من لقاح الأنفلونزا، وُزعت على الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات المرض من الأشخاص الذين يعانون  ضعف المناعة، وخصوصاً الأطفال وكبار السن، مناشداً وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني برام الله "ضرورة توفير العقار على وجه السرعة لغزة".

العقار متوفر

بدوره؛ أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني، أسامة النجار، أن "عقار (Tamiflu) متوافر بالمجان في مخازن وزارة الصحة برام الله.

وقال لـ"عربي21" إنه "لا يوجد أي طلب رسمي من إدارة المخازن في قطاع غزة لإرسال أي كميات منه"، محملاً المسؤولية من نعتهم بـ"بعض الموظفين الذي لا يقومون بواجبهم تجاه المرضى، ما نتج عنه مشكلة في التعامل مع نقل العدوى في داخل مستشفيات القطاع" على حد قوله.

وأضاف: "وزارة الصحة في رام الله تتواصل مع منظمات دولية لتأمين مضادات يمكن أن تُضعف تأثير المرض، وسيتم إرسالها قريباً إلى القطاع".

وأشار النجار إلى وصول أربع حالات مصابة بمرض أنفلونزا الخنازير لمستشفى المقاصد في القدس، وهم من كبار السن والمصابين بأمراض أخرى، الأمر الذي "يطيل فترة العلاج لتمتد إلى عدة أسابيع".

نقص العقار بغزة

من جانبه؛ أكد الدكتور سمير أبو دراز، مدير مستشفى الأوروبي في مدينة خانيونس جنوب القطاع، "وجود بعض حالات إصابة بمرض انفلونزا الخنازير في غرفة الحجر الصحي بالمستشفى، وهي تخضع للمراقبة والعلاج"، مبينا أنها "لم تصل إلى حد الوباء".
    
وأضاف أبو دراز لـ"عربي21" أن الحالات المصابة بالمرض "في طريقها إلى الشفاء التام"، إلا أنه أشار إلى وجود "نقص في العلاج المستخدم في مثل تلك الحالات".
    
وزاد: "المشكلة الحقيقية تكمن بعدم امتلاكنا أدوية لتخفيف حدة أعراض المرض؛ بسبب الحصار المفروض على القطاع، وعدم وصول علاج هذا الفيروس لوزارة الصحة منذ فترة طويلة".


تهديد للحياة

وفي السياق ذاته؛ أوضح مختص الأمراض الصدرية الدكتور زياد الكحلوت، أن مرض أنفلونزا الخنازير الذي يصيب الجهاز التنفسي "ليس بقاتل"، مشيراً إلى أن "لكل مرض طرقاً لعلاجه والوقاية منه".

وبيّن أن الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات المرض هم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل والأطفال؛ معللاً ذلك بـ"ضعف مناعاتهم، وسهولة انتشار المرض بينهم".

وقال الكحلوت لـ"عربي21": "تتضاعف حالة المريض في حالة تأخره عن مراجعة الطبيب، الأمر الذي قد يسبب التهاباً رئوياً شديداً يهدد حياته بالخطر".

وأضاف أن غالبية المصابين بالمرض "يتعافون تلقائياً بدون علاج"، مشيراً إلى أنه "ينتقل بين الأشخاص بنفس الطريقة التي تنتقل فيها الأنفلونزا العادية، وذلك عن طريق الرذاذ الناتج عن العطاس، والسعال، والازدحام، وملامسة مخلفات المريض".

وأشار الكحلوت إلى أن أهم أعراض "انفلونزا الخنازير" تتمثل في "ارتفاع الحرارة، والسعال، وألم العضلات، والإجهاد شديد والإسهال، والقيء"، ناصحا بالإكثار من فيتامين (C) وعدم التعرض لموجات البرد، والابتعاد عن المصابين بالمرض.