ملفات وتقارير

تحذيرات حكومية وشعبية من "امتلاء" لبنان بالنفايات

احتجاج طلابي في بلدة برجا القريبة من واد تنوي الحكومة تخصيصه لمطمر نفايات جديد (عربي21)
أثارت تصريحات وزير الزراعة اللبناني أكرم شهيب، حول امتلاء لبنان بالقمامة في يوم السابع عشر من الشهر المقبل، موجة من ردود الفعل الإعلامية والشعبية.

وقال الوزير في تصريحات صحفية أول أمس الخميس، إن "مطمر الناعمة امتلأ، والبلد سيكون كذلك بعد 17 كانون الثاني" في إشارة إلى تاريخ انتهاء عقد الحكومة مع شركة "سو كلين" للنظافة، القاضي بجمعها القمامة ومعالجتها في غالبية المناطق اللبنانية.

أزمات مركّبة

ويأتي تحذير الوزير في ظل أزمات تواجهها الحكومة متعلقة بملفات أمنية وسياسية وفئوية، في الوقت الذي يتداول فيه لبنانيون الحديث عن مناكفات سياسية بين مختلف القوى تقف خلف أزمة النفايات تحديدًا.

وتصاعدت مطالبات بإغلاق مطمر مخصص لتجميع النفايات في منطقة الناعمة إلى الجنوب من بيروت بعد امتلائه، في مقابل رفض أبدته بلديات في إقليم الخروب لمشروع إقامة مطمر ومحرقة بديلين في منطقة الجية ومنطقة وادي سبيلن.

ويجري الحديث عن ثلاثة تجمعات كأماكن لتجميع النفايات أو حرقها، فإلى جانب المطمر الرئيس في منطقة الناعمة؛ ثمة قرار حكومي بتحويل وادي سبلين بإقليم الخروب إلى مطمر، وهو ما يرفضه الأهالي هناك، إلى جانب اقتراح بتخصيص منطقة الكسارات في منطقة الجية، وهو ما ردّت عليه بلدية الجية بتأكيد "تصديها لمشروع إقامة مطمر للنفايات على ساحل البلدة أو في كسارة الجية، بكل الوسائل والسبل للحفاظ على سلامة وصحة المواطنين وبيئة المنطقة من التلوث".

وكانت الحكومة اللبنانية أنهت اجتماعها دون حسم لملف الأزمة كما كان متوقعاً، وتأجل البت فيه إلى جلسة قادمة، فيما تحدثت معلومات أخرى عن توجه لتمديد العمل في مطمر الناعمة.

تهديد باحتجاجات شعبية

وبالتزامن مع اجتماع الحكومة؛ اعتصم العشرات من الأهالي على مدخل مطمر الناعمة لمطالبة الحكومة بالوفاء بوعدها في إقفال مطمر، وسط دعوات لتصعيد خطواتهم الاحتجاجية إذا ما تراجعت الحكومة عن وعدها، وفي مقدمتها التهديد بقطع الطريق المؤدية للمطمر يوم السابع عشر من الشهر المقبل.

ودخلت الهيئات الدينية على خط الأزمة؛ إذ أصدرت دائرة أوقاف جبل لبنان تعميماً موجهاً من مفتي جبل لبنان إلى أئمة وخطباء المساجد في إقليم الخروب، لحضّ المصلين والهيئات الصحية والبيئية وغيرها على ضرورة الوقوف بوجه مشروع إقامة مطمر ومعمل ومحرقة للنفايات في منطقة اقليم الخروب.

من جانبه، قال عضو لجنة المتابعة لمواجهة المطمر والمكب في سبلين، محمد سرور، إن الأزمة مرشحة للتصعيد في ضوء إصرار الحكومة على المضي بقرارها بتحويل وادي سبيلن إلى مطمر.

وأشار سرور في حديثه لــ"عربي21" إلى نتائج كارثية ستطال صحة عشرات الآلاف من اللبنانيين بإقليم الخروب، في مقدمتهم نحو 30 ألفاً في بلدة برجا وحدها، التي تبعد فقط عشرات الأمتار عن الوادي الذي تنوي الحكومة تخصيصه للمطمر، مهدداً بخطوات تصعيدية سيلجأ إليها الأهالي لمنع القرار من التطبيق على الأرض.

وأضاف: "سيكون هناك خطوات لاحقة، ولن نقف مكتوفي الأيدي، وقد نلجأ لاحتجاجات من قبيل قطع الطرق، وصولاً للعصيان المدني".

كوارث بيئية وصحية

من ناحيته، قال رئيس بلدية برجا المهندس نشأت حمية، إن الوضع في إقليم الخروب هو كارثي بالأصل، بسبب وجود معمل للأسمنت في منطقة سبلين وشركة الكهرباء في منطقة الجية، "وهذه منشآت تهدد حياة المواطنين منذ 30 عاماً، وفوق كل هذا يأتون لنا اليوم باقتراح لإقامة مطمر".

وأضاف حمية لـ"عربي21" أن هذا المطمر يشكل قراراً ضمنياً بتهجير الأهالي من مناطقهم، لافتاً إلى مخاطر محدقة بأهالي بلدية برجا "تتمثل بالرائحة الكريهة المنبعثة من المكان، وما تشكله من خطر على المياه الجوفية".

وزاد أن مطمر الناعمة الذي يطالب الأهالي بإغلاقه "أقيم أصلًا دون مراعاة لمواصفات السلامة العامة"، مشيراً إلى أن أهالي الناعمة "يموتون بسبب هذا المطمر، وهو خطأ لا نريد أن يتكرر عندنا".

وعن الخطوات اللاحقة، يقول حمية إن ثمة تحركًا على صعيدين، الأول "سياسي باتجاه لقاءات مع القيادات السياسية والحزبية والوزراء المعنيين بالملف، والآخر شعبي من خلال احتجاجات واعتصامات سلمية بهدف إيصال رسالة للحكومة بألا تُحضروا السموم إلى مناطقنا".