ملفات وتقارير

المرزوقي يتعهد بعدم الترشح لفترة رئاسية قادمة

المرزوقي: أشتم رائحة الانتصار وسأكتفي بخمس سنوات رئيساً لتونس
تعهّد المرشّح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية محمد منصف المرزوقي؛ بعدم الترشّح لفترة رئاسية ثانية في حال فوزه يوم 21 كانون الأوّل/ديسمبر الجاري، مؤكداً أنّه سيكتفي بخمس سنوات فقط رئيساً لتونس.

وقال المرزوقي، الرئيس التونسي المنتهية ولايته، في حوار على الفضائية الوطنية الأولى مساء الأربعاء، إن مسؤوليتي الأخلاقية واحترامي لهذا المنصب لا يسمحان لي بالترشّح في المرّة القادمة لأنّ عمري سيكون 75 سنة، وبالتالي لن أكون قادراً على قيادة تونس في تلك السنّ.

زلّة لسان

واعتبر أن مسؤوليات رئيس الجمهورية تتطلب جهداً متواصلاً على مدى اليوم، مشيراً إلى أنّ شخصاً تجاوز سنّ الـ75 لا يمكنه أن يعمل أكثر من ساعتين في اليوم.

واعتذر المرزوقي عن عبارة "الطاغوت" التي صدرت عنه منذ أيّام، معتبراً أنها زلّة لسان، وأقر بأن خطاب حملته تضمّن بعض الزلات، لكنّه أشار في المقابل إلى وقوع منافسه الباجي قايد السبسي في زلات وجب عليه أن يعتذر عنها.

وقال إنّ "خطاب السبسي قسّم التونسيين، ونعت مليون ناخب ممّن صوّتوا له بأنهم إرهابيون، لذا اطالبه بالاعتذار، وهذا سيعظم من شأنه ولن يقلّله".

فحوصات طبية

وكشف المرزوقي أنّه قام بفحوصات طبية في المستشفى العسكري بالعاصمة، ونشر ملفه الطبّي على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الأربعاء، ليتمكن المواطنون من الاطلاع عليه.

وردّ على قايد السبسي الذي وصفه بـ"المتطرّف" في تصريح إذاعي بقوله: "نعم أنا متطرّف من أجل الحقوق والحرّيات العامة"، مشيرا إلى اجتماعه الشعبي الأخير بقبّة المنزه الذي "حضر فيه المحافظون والمتحرّرون" على حدّ تعبيره.

وبخصوص الجدل القائم حول عقوبة جريمة استهلاك المادة المخدّرة "الزطلة" (القنب الهندي) قال المرزوقي إن القوانين الجزائية المتعلقة بهذه الجريمة تحتاج إلى مراجعة، ذاهباً في القول إلى أن العقوبات بالسجن تحتاج إلى التخفيف، وتعويضها بعقوبات مالية أو عقوبات في مجال خدمة المصلحة العامة.

الحريات والإرهاب

ولفت المرزوقي إلى ضرورة التصدّي لما أسماه "الإرهاب"، مشدّداً على ضرورة تجفيف منابعه من خلال "نشر الاعتدال، ودعم المقدرة الشرائية، ومحاربة الفقر"، مؤكّدا على ضرورة عدم المسّ بالحريات الفردية بحجة مكافحة "الارهاب".

واعتبر أنّ "التهريب المدفوع بالفقر والحاجة في المناطق الحدودية المهمّشة؛ يمكن معالجته على مراحل"، لكن الأخطر، حسب رأيه، هو "تهريب الأسلحة والمخدّرات الذي يجب مكافحته من خلال إعطاء الجيش كامل الصلاحيات".

"كارثة" النظام التعليمي

وتابع: "يجب علينا استقطاب الكفاءات الوطنية ورؤوس الأموال، وجلب جامعات تقنية ترفع من مستوى التعليم"، مبيناً أن التنمية الثقافية تكون قبل التنمية الاقتصادية ولن يكون ذلك بدون ضمان للحرية الثقافية".

وأكّد على أهمية حرية الصحافة والحريات الفردية والجماعية، متعهّدا بضمان حرية الانترنت، وإيجاد مواطن شغل جديدة للشباب، وعدم مقاضاة أيّ كاتب أو صحفي.

وعبّر عن تقديره واحترامه للإعلاميين وللجهود التي يبذلونها، داعياً إياهم إلى تفهم توتّره في بعض المناسبات.

وأشار المرزوقي إلى ضرورة الانطلاق في هيكلة النظام التعليمي بتونس الذي وصفه بـ"الكارثة"، لافتاً إلى وجود مشاريع تعاون مع ألمانيا والصين في هذا المجال قصد تبادل الخبرات.

رائحة الانتصار

ولفت المرزوقي إلى الاستقرار السياسي الذي ينتظره العالم من تونس من أجل ضمان الاستثمار، مؤكّدا على أهمية تنمية العلاقات مع الفضاء المغاربي والإفريقي عامة والجزائر خاصة؛ كي تتمكن تونس من فتح الكثير من الأبواب الاقتصادية.

وتحدّث المرزوقي عن حلمه في ان "تكون القيروان عاصمة مغاربية، وأن يزدهر الشمال الغربي وان تكون تونس نظيفة كسويسرا، ومتقدمة كفرنسا، ومتطورة تكنولوجياً كاليابان".

وقال: "الشعب ينظر لنا بعين كبيرة جداً، فكونوا فخورين بأنفسكم وبثورتنا وببلادنا، وكونوا على أتم الثقة بأنه لنا مستقبل زاهر، ولنا كفاءات شبابية عالية.. فقط أعطوني فرصة كي نحقق سوية هذه الأحلام، وفي هذه الانتخابات تونس هي من سينتصر، ولنا ان نكون فخورين ببلدنا".

وكان المرزوقي قد قال خلال اجتماع شعبي بمحافظة توزر بالجنوب التونسي الأربعاء، إن تاريخ 21 كانون الأوّل/ديسمبر سيكون الفيصل للاختيار بين النظام القديم الذي عُرف بتعذيب التونسيين، والنظام الجديد المتأصّل في نضالات الشعب التونسي، مؤكداً أنّه "يشتمّ رائحة الانتصار في الانتخابات" بحسب تعبيره.