ديلي بيست: بتبرئة مبارك عادت دولة الاضطهاد العميقة
لندن - عربي2129-Nov-1410:58 PM
شارك
ديلي بيست: براءة مبارك إعلان نهاية "الربيع العربي" وانتصار العسكر - أ ف ب
كتب جيمي ديمتر في "ديلي بيست" قائلا إن صدور حكم البراءة بحق الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته يعلن نهاية "الربيع العربي" وانتصار العسكر.
ويقول ديمتر إن الحكم ترك مؤيدي الرئيس السابق يهللون ويرقصون، بينما يصر معارضوه على أسنانهم من الإحباط "لا يكن لديك شك، فقد عادت دولة الاضطهاد العميقة".
ويضيف الكاتب "بعد أربعة أعوام تقريبا من تنحية حسني مبارك عن الحكم، قررت المحكمة رفض اتهامات ضده بقتل أكثر من مئتي متظاهر أثناء الثورة الشعبية عام 2011، التي أنهت ثلاثة عقود من حكمه. فالمحكمة التي برأته في القاهرة كانت محتشدة بمؤيديه، وانطلقوا فرحا عندما نطق القاضي بالحكم، وفي خارج قاعة المحكمة انتظر الحكم، الذين يقولون إنه يعلن ذروة الثورة المضادة، التي قام بالإشراف عليها مدير المخابرات العسكرية للرئيس المخلوع: عبدالفتاح السيسي الذي انتخب رئيسا".
ويذكر التقرير أن الحكم برأ ساحة مبارك وابنيه جمال وعلاء من اتهامات الفساد وبيع الغاز لإسرائيل. وفي حملة جعلت ناشطي الديمقراطية المصريين يؤكدون عودة "الدولة العميقة" لعهد مبارك، برأت المحكمة ساحة وزير الداخلية وستة من مسؤولي الأمن من تهمة التآمر لقتل المتظاهرين في ثورة الربيع العربي، التي قتل فيها أكثر من 800 شخص، وجرح فيها أكثر من 2000.
ويشير الكاتب إلى قول القاضي محمود كامل الرشيدي من أن الاتهامات الموجهة لمبارك "مدفوعة سياسيا"، وأن التهم الموجهة إليه في حزيران/ يونيو 2012 كانت واهية. وأشار الرشيدي إلى عدد من القضايا الإجرائية الضعيفة. وبعد صدور الحكم شوهد محامي مبارك، وهو يشعل سيجاره، فيما قال النائب العام إنه سيقوم بالاستئناف ضد الحكم.
وينقل التقرير عن عثمان الحفناوي، الذي يمثل عائلات الضحايا الذين قتلوا في الثورة، قوله إن الحكم يطرح سؤالا مفاده: إن لم يكن مبارك ومساعدوه مسؤولين عن القتل فمن المسؤول إذا؟.
ويجد ديمتر أن الحكم الذي صدر على مبارك لم يكن متوقعا، ففي العام الماضي قامت محكمة الاستئناف برد حكم بالسجن مدى الحياة على مبارك، بناء على قضايا إجرائية، لكن ما جرى في المحكمة كان مفاجئا للجميع، وكتب ناشط "تبرئة مبارك كانت مفاجأة مثل مفاجأة وصول السيسي للرئاسة".
ويذهب "ديلي بيست" إلى أن الحكم اليوم متناقضا مع الطريقة التي تعاملت فيها المحاكم مع قضايا مئات من الناشطين الإسلاميين واليساريين، الذين احتجوا على الحكومة العسكرية، التي قامت بالإطاحة بالرئيس المنتخب شرعيا محمد مرسي، ويواجه الأخير مع عدد من الإسلاميين تهما بالتحريض على العنف والتآمر ضد الدولة.
ولاحظ ديمتر الطريقة التي صفق فيها مؤيدو الرئيس المخلوع فرحا للحكم ببراءة مبارك. وكان الأخير حاضرا في المحكمة، حيث كان ممددا على حمالة المستشفى، وبصدور الحكم قام ابناه بتقبيل جبينه، وقام مؤيدو مبارك خارج المحكمة بالاحتفال، وكان عددهم أكبر من عدد عائلات ضحايا النظام السابق.
وقال فريد الديب، محامي مبارك، إن الحكم جيد ويثبت نزاهة فترة مبارك. وفي المقابل صرخ والد أحمد خليفة (19 عاما)، الذي قتل في ثورة عام 2011، قائلا: "هذا حكم سياسي، وسقط علينا مثل الرصاصة"، وفق التقرير.
ويلفت التقرير إلى أن مبارك رحب بالحكم،في حديث مع قناة تلفزيونية خاصة، ونفى أن يكون متورطا في قتل المتظاهرين، وألقى اللوم بالقيام بارتكاب الجريمة على جهات مجهولة، ويعني الإسلاميين، الذين حملهم مسؤولية سفك الدماء، ومنهم جماعة فلسطينية. وزعم أن العنف هو مسؤولية أعدائه، وكان يهدف لإظهار نظامه بصورة سيئة.
ويبين الكاتب أن مبارك يقضي حكما بالسجن مدته ثلاثة أعوام بتهمة الاختلاس، لكن فريقه القانوني يدفع باتجاه الإفراج عنه، حيث يقولون إنه قضى المدة القانونية.
ويرى الكاتب أن الناشطين يشعرون بالغضب نتيجة حكم البراءة، لكن معظم المصريين لن تكون ردة فعلهم بطريقة سيئة. فهناك حالة من الإجهاد التي يعانون منها بسبب الصعوبات الاقتصادية وغياب الأمن الذي تعيشه مصر منذ انتفاضة عام 2011.
ولا يتوقع ديمتر أن يكون هناك احتجاج كبير من إدارة الرئيس باراك أوباما، التي خففت في الأشهر القليلة الماضية من دعواتها للديمقراطية في مصر، خاصة أنها بحاجة لدعم حكومة السيسي في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويختم الكاتب تقريره بالإشارة إلى أن السيسي ومن معه من الجنرالات عبروا عن غضبهم من تعليق المساعدات العسكرية الأميركية والانتقادات حول انتهاكات حقوق الإنسان، حيث هددوا بتحول مصر استراتيجيا عن أميركا، وأكدوا أنهم سيعززون علاقاتهم بالسعودية ودول الخليج الأخرى التي أغدقت عليهم بمليارات الدولارات بعد الإطاحة بمرسي، وتوجهوا أيضا نحو روسيا لشراء الأسلحة.