نخب عربية تبحث في بيروت مستقبل المقاومة بعد حرب غزة
بيروت – عزالدين أحمد 28-Nov-1405:27 PM
شارك
المتحدثون: المقاومة قدمت نموذجاًً فريداًً في معركتها ضدّ العدوان الإسرائيلي - عربي21
ناقش باحثون وإعلاميون وأكاديميون فلسطينيون وعرب واقع ومستقبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك في ندوة عقدها مركز الزيتونة للدارسات والاستشارات في العاصمة اللبنانية بيروت.
المؤتمر الذي حمل عنوان "مستقبل المقاومة الفلسطينية في ضوء الحرب على قطاع غزة"، امتد على ثلاث جلسات ناقشت تقييم الأداء العسكري للمقاومة الفلسطينية، ومستقبلها في ضوء اتفاق المصالحة الوطنية، ودور الحاضنة الشعبية الفلسطينية في دعم المقاومة في الداخل والخارج.
أداء المقاومة
وفي هذه الجلسة رأى المتحدثون أن المقاومة "قدمت نموذجاً فريداً في معركتها الأخيرة ضدّ العدوان الإسرائيلي"، وأنها "كسرت في المواجهة الأخيرة بغزة شوكة الجيش الإسرائيلي وأفقدته القدرة على الحسم، وأحرجت معظم الأطراف الإقليمية الرسمية"، وهو ما يتطلب حسب المشاركين التوافق على استراتيجية وطنية موحدة، ينبثق عنها برنامج سياسي مشترك، يجري التوافق داخله على دورها وأشكالها ووسائلها.
كما لفت المتحدثون في هذه الجلسة أيضاً إلى أن حجم التفاعل الفلسطيني مع المقاومة في الضفة الغربية كان كبيراًً، بالرغم من جهود السلطة الفلسطينية في احتوائه، منوهين بحجم التفاعل الشعبي في الغرب ودول أمريكا اللاتينية تأييداً للفلسطينيين.
المقاومة ولعبة المحاور
الجلسة الثانية من المؤتمر شهدت نقاشاً حامياً، إذ خصصت لدور المحاور المتشكلة في أدائها السياسي تجاه المقاومة خلال أيام العدوان، وناقش المتحدثون فيها دور كل من "محور الاعتدال" و "محور الممانعة"، إضافة لأداء الكيان وموافقه السياسية والعسكرية خلال الحرب.
المتحدثون في هذه الجلسة أكدوا بداية أن الأهداف الإسرائيلية للعدوان تدرجت من استعادة الهدوء، وتوجيه ضربة قوية لحماس، وصولاً إلى المطالبة بنزع سلاح الحركة والفصائل الفلسطينية، وهو الهدف الذي شككت أصلاً القيادتان السياسية والأمنية الإسرائيلية منذ البداية في إمكانية تحقيقه.
كما نوقشت ورقة طرحت في الجلسة تناولت "الموقف القطري والتركي والقوى الأخرى الداعمة للمقاومة والمسارات المستقبلية"، إذ تباينت الآراء إزاء مدى إسهام هذين الدورين في انتصار المقاومة، فبينما رأى مشاركون أن الطرفين قدما ما عليهما، رأى آخرون أن الموقفين القطري والتركي لا يمكن توظيفهما مباشرة في الهدف السياسي، الذي تصبو إليه المقاومة على المدى القريب، لكنه يوفر شبكة أمان للمقاومة الفلسطينية.
وفيما يتعلق بـ"محور الممانعة" الذي تقوده إيران، قدمت ورقة في هذه الجلسة استعرضت مواقف إيران وسوريا وحزب الله من العدوان، التي "أكدت المقاومة ودورها في مواجهة العدوان وآلة الحرب الإسرائيلية، وإدانة العدوان، والإشادة بمعنويات المقاومة وبصمود أهالي غزة".
غير أن هذا الموقف توقف عنده المشاركون في المؤتمر بالنقد، إذا اتهم بعضهم هذه الأطراف بالاكتفاء بالأقوال دون الأفعال، فيما طالبها آخرون وتحديداً حزب الله وإيران إلى مراجعة شاملة لمواقفها من المقاومة.
الغرب والمقاومة
في الجلسة الختامية للمؤتمر، سلط المشاركون الضوء على البيئة الخارجية المؤثرة في القضية الفلسطينية، والمواقف الغربية والدولية تجاهها في ضوء ما قدمته المقاومة خلال أيام الحرب.
وتطرق المتحدثون في هذه الجلسة عن المواقف الدولية إزاء الحرب على القطاع، مفرقين بين موقفين، رسمي منساق مع الموقف الأمريكي المنحاز للكيان بتأييد جرائمه خلال أيام الحرب، وشعبي برز بقوة بمظاهرات جماهيرية شهدتها عدد من الدول الأوروبية الغربية ضد العدوان.
والأكثر أهمية حسب المتحدثين في الجلسة "أنّ هناك تحوّلات قد طرأت في العديد من المجتمعات الغربية في الموقف من الاحتلال الإسرائيلي وسياساته وانتهاكاته، بما يمنح الانطباع أنّ مناهضة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين قابل لأن يتحوّل إلى ثقافة عامّة شائعة في بعض المجتمعات الأوروبية، على منوال موجة النبذ الواسعة التي قوبل بها نظام التفرقة العنصري البائد في جنوب إفريقيا".