أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، أن
مسبار فيلة (Philae)، الذي هبط على سطح المذنّب (67P)، دخل في حالة "سُبات" أو تعطل عن العمل، بسبب الانخفاض الشديد في مخزون طاقة
البطارية، لعدم توفر أشعة كافية من الشمس لعملية إعادة الشحن.
وأوضح بيان صادر عن الوكالة، أن المسبار تعطل ظهر السبت بعد 3 أيام فقط من عملية إنزال ناجحة على سطح المذنب، نتيجة إنزاله في موقع هبوط غير متطابق مع الموقع الذي تسقط عليه أشعة الشمس، حيث أنه حط في الظل، وبالتالي أدى ذلك إلى عدم شحن البطاريات بالطاقة الشمسية كما كان مخططا.
وأشار البيان إلى أن كل المعدات والأنظمة على متن المسبار تم إغلاقها، ولن يكون هناك أي اتصال بالمسبار، باستثناء لو حدث أن سقطت أشعة الشمس بشكل كافي على ألواح المسبار الشمسية لجمع طاقة كافيه تجعله يعود للعمل من جديد.
وتتوقع الوكالة أن يتم تشغيل بطارية المسبار من جديد في آب/ أغسطس 2015، عندما يصل المذنب إلى منطقة تجعل سفينة الفضاء تواجه أشعة الشمس من جديد.
وكانت وكالة الفضاء الأوروبية أعلنت، أن المسبار فيلة أرسل أولى صوره بنجاح الخميس، من على سطح المذنّب (67P)، ونُشرت تغريدة على الصفحة الرسمية للمسبار على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر": "الآن أنا على السطح بسلام، وهذه أول صورة من بيتي الجديد 67P"، ومن المنتظر أن يرسل فيلة أولى صوره البانورامية.
كما أعلنت الوكالة مساء الأربعاء الماضي، أن مسبار "فيلة"، "سيقف على أسرار الكون، وسيساعد في فهم المستقبل بشكل جيد"، وذلك في بيان صدر عن الوكالة عقب نجاح المسبار في الهبوط على سطح المذنب بنجاح.
ويعد فيلة أول مسبار يتمكن من الوصول إلى المذنب بنجاح، والهبوط على سطحه لإجراء بحوث عليه، واستغرق هبوطه على سطح المذنب سبع ساعات، ويعتبر هذا الحدث نقطة تحول مهمة على صعيد مغامرة الإنسان في الفضاء، حيث سيتم التعرف على مذنبات لأول مرة عن قرب في أبحاث الفضاء.
وقطع المسبار فيلة مع المركبة الفضائية الأم روزيتا، للوصول إلى المذنب أكثر من 7 مليارات كيلو مترات، حيث سيقوم فيلة بإرسال الصور، والمعلومات التي سيجمعها على سطح المذنب إلى الأرض.
ومن المنتظر أن تُجيب المعلومات الواردة من فيلة، على كثير من الأسئلة المطروحة حول بنية المذنبات في الفضاء.
كانت المركبة الفضائية "روزيتا" أو رشيد استطاعت إتمام عملية إنزال المسبار فيليه على المذنب بـ67، في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وتم إطلاق المركبة عام 2004 واستغرقت 10 سنوات، في أطول مهمة فضائية عرفها التاريخ البشرى.
الجدير بالذكر أن العلماء أطلقوا على المركبة اسم "روزيتا" أو رشيد، تيمناً بحجر رشيد الذي مكن العالم الفرنسى شامبليون من فك أسرار الحضارة الفرعونية، لأن العلماء يظنون أن هذه المهمة قد تساهم في فك أسرار الكون، وتم إطلاق اسم "فيلة" على المركبة الفضائية تيمناً بالجزيرة التي وُجد عليها الحجر.