صحافة دولية

فايننشال تايمز: ضغوط على أوباما لتوسيع حملته بسوريا

فايننشال تايمز: تعتبر أميركا دعوات التوسع بسوريا منحدرا زلقا. عربي 21
يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما ضغوطا من حلفائه ومسشاريه البارزين؛ لتوسيع مستوى العمليات ضد تنظيم المعروف بـ "داعش". 

وتعتبر هذه الدعوات لرئيس ظل مترددا بالعودة إلى العراق والانخراط في الحرب الأهلية السورية منحدرا زلقا، سيجد نفسه فيه أمام خيار مواجهة النظام السوري لبشار الأسد والإطاحة به، وتحضير الخطط لسوريا ما بعد الأسد، وبناء الدولة وإرسال قوات للقيام بعمليات في العراق.

ونقل مراسل صحيفة "فايننشال تايمز" جيف داير، عن المفتش العام السابق الأميركي السابق في العراق ستيورات باوين، قوله "نقوم بعمل أشياء اليوم لم نكن نحلم بعملها قبل ثلاثة أشهر، وبعد ثلاثة أشهر من الآن فإننا قد نوسع الطريق مما عليه الآن". 

وأضاف "يجب توسيع مشاركتنا، فلا يمكنك الانتصار عبر الغارات الجوية".  

وتشير الصحيفة إلى أن قائد سلاح الجو الأميركي الجنرال لويد أوستن أكد يوم الجمعة أن العملية، التي أطلقت وزارة الدفاع (البنتاغون) عليها "العزيمة الأصيلة"، "تسير في الاتجاه الصحيح"، فلا تزال الأولوية هي لتدمير قدرات "داعش"، ومنعه من القيام بهجمات، وشراء الوقت كي يعاد بناء القوات العراقية وتكون جاهزة لمواجهته واستعادة المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الجهادي.

ويلفت داير أنه بوجود نقاد للإدارة، مثل السناتور جون ماكين، والذين يقولون إن "القصف الجوي الحالي لا يترك أثرا"،  فإن البنتاغون كثفت من حملاتها الجوية في الأيام القليلة الماضية على بلدة كوباني/ عين العرب، المحاصرة قرب الأراضي التركية.

وتذكر الصحيفة أن التركيز جاء على عين العرب في الوقت الذي أكدت فيه الإدارة الأميركية أن منع سقوط عين العرب ليس أولوية استراتيجية، مع أن ربع الغارات الجوية التي شنها الطيران الأميركي في العراق وسوريا استهدفت مواقع لتنظيم الدولة في عين العرب.

وينقل التقرير عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأدميرال جون كيربي قوله إن عين العرب "مهمة لنا لأنها مهمة لهم"، أي "داعش".

ومنذ الأسبوع الماضي ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي يطلق تلميحات في الهواء، من أنه قد يطلب من الرئيس أوباما إرسال قوات أميركية للعراق حتى ترافق القوات العراقية في العمليات ضد تنظيم الدولة، حتى لو أدى هذا لخرق تأكيد أوباما أنه لا قوات برية "لا بساطير على الأرض"، بحسب الصحيفة. 

وقال ديمبسي لشبكة "سي أن أن" الأميركية "الحرب هي عملية اكتشاف". وفي بداية الأسبوع كشف عن استخدام طائرات الأباتشي لمنع تقدم مقاتلي "داعش" باتجاه مطار بغداد الدولي؛ فطائرات الأباتشي قادرة على التحليق على مستوى منخفض، ويمكن من خلالها منع تقدم القوات التابعة لـ "داعش"، مع أنها قد تكون عرضة لإطلاق النار من الأرض أكثر من المقاتلات الجوية.

وتبين الصحيفة أن إدارة أوباما تواجه دعوات لتوسيع الحملة، كي تشمل ضرب النظام السوري. فقد ربطت تركيا مشاركتها في الحرب ضد "داعش" بقتال نظام الأسد، التي تعتبر سقوطه أولوية من أولويات سياستها الخارجية.

ويلفت التقرير إلى أن أنقرة، التي تعتبر قواعدها الجوية مهمة للتحالف الدولي، تدفع باتجاه إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، والتي قد تجبر الولايات المتحدة على الدخول تدريجيا في الحرب ضد الأسد. وترغب عدة دول خليجية تدعم حملة أوباما بأن يقوم الأخير باستهداف الأسد أيضا.

ويقول هنري باركي من جامعة ليج إن الولايات المتحدة تتعامل مع المقترح التركي كبداية "لمنحدر زلق"، يمكن أن يجرها للحرب في داخل سوريا.

كما وتجد الولايات المتحدة نفسها مدفوعة أكثر وأكثر للتعاون مع الأكراد السوريين في ظل استمرار حصار عين العرب، وفق التقرير.

ويعتقد داير أنه في الوقت الذي تحظى فيه العملية في شمال العراق بشرعية، خاصة أن الولايات المتحدة تتعاون مع قوات البيشمركة، إلا أن قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مرتبطة بحزب العمال الكردستاني – بي كي كي- المصنف إرهابيا من قبل الولايات المتحدة وتركيا. ومع ذلك اعترفت واشنطن الأسبوع الماضي بأنها التقت مع ممثلين لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يتزعمه صالح مسلم.

ويعرض التقرير لرأي كينيث بولوك من معهد بروكينغز، الذي يجد أن الولايات المتحدة محقة في التقدم ببطء في العراق، حتى تتم إعادة بناء الجيش العراقي، ولكنه ينوه إلى أن الولايات المتحدة بحاجة لاستراتيجية طموحة في سوريا إن أرادت هزيمة "داعش". 

ويبين بولوك أن "سوريا بحاجة لإعادة بناء، والخطأ الفادح هو التفكير أننا لسنا بحاجة لعمل هذا"، مؤكدا أن الولايات المتحدة دخلت اللعبة "نحن فيها ولا خيار أمامنا سوى التعامل معها بطريقة مناسبة". 

وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة لرأي مايكل نايتس، من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، بأن "داعش" يقاتل على جبهتين؛ لأنه "يخسر المعركة ببطء وبشكل متزايد". ويرى أن محاولته الزحف نحو  بغداد ما هي إلا "محاولة يائسة منه لتحقيق نصر كبير".