صحافة دولية

واشنطن بوست: عائلة أبو خضير تتعرض لحملة اعتقالات

الفتى محمد أبو خضير تعرض لتعذيب الاحتلال خلال مواجهات في القدس - الأناضول

يعد استقبال العائلات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس لأقاربهم في المهجر خاصة أمريكا، تقليدا عريقا حيث يحضر الأبناء من أمريكا لدراسة اللغة العربية والتعرف على أقاربهم في العائلات الممتدة، وربما البحث عن زوجة.
 
لكن حرق محمد أبو خضير هذا الصيف بطريقة وحشية انتقاما لمقتل ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية والاعتقالات والضرب الذي تعرضت له العائلة بدأت تلقي بظلالها على التقاليد القديمة.

ويقول أفراد العائلة إن حوالي 30 فردا من أبناء أبو خضير اعتقلتهم قوات الأمن الإسرائيلية في الأسابيع القليلة الماضية بمن فيهم طبيب أسنان قدم علاجا ضروريا أثناء احتجاجات، وأحد الأعمام استقبل صبيا من العائلة يعيش في تامبا وتعرض للضرب على يد الشرطة الإسرائيلية، وأثار اعتقاله وضربه شجبا دوليا. ولا يزال في المعتقل 15 فردا من أبناء عائلة أبو خضير.

وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إن الاحتجاجات التي اندلعت بعد حرق الشاب محمد (16 عاما) تراجعت حدتها اليوم. ولكن استمرار اعتقال إسرائيل مواطنا أمريكيا من بين الذين لا تزال تتحفظ عليهم أدى بمراقبة أمريكية على مستوى عال للطريقة التي عوملت فيها عائلة أبو خضير التي تعيش في القدس الشرقية، والتي ينتشر أبناؤها في عموم الولايات المتحدة ويعملون في كل مكان من هوليوود للبيت الأبيض.

وكانت ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية قد عبرت عن قلق الإدارة لما يجري للعائلة "نحن قلقون لواقع استهداف إسرائيل لعائلة أبو خضير وسجن أفرادها".

وجاءت تصريحات المسؤولين الأمريكيين الغاضبة بسبب عدم إبلاغ السلطات الإسرائيلية القنصلية الأمريكية في القدس لاعتقالها محمد أبو خضير 19 عاما، المولود في بالتيمور، ويحمل الجنسية الأمريكية، ويحمل نفس اسم قريبه الذي تعرض للقتل الانتقامي. وتتهم إسرائيل الشاب بإلقاء مفرقعات نارية على الشرطة.

ونقلت الصحيفة عن ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة إنه لا يستطيع تقديم معلومات عن ظروف الاعتقال. وقال "ليس لدي فكرة عن الأعداد والإحصائيات وهناك عدة منظمات تحقق، وبالنسبة للتحقيق- من هو ومتى وماذا فليست لدي تفاصيل ولا فكرة".

وتقول الصحيفة إن مظاهر القلق على مصير العائلة في القدس قد انتشرت بين أفرادها الذين يتوزعون في الولايات المتحدة بين أورلاندو وساكرمينتو ممن لديهم جذور أمريكية عميقة، خاصة أن بعض أفرادها خدموا في الجيش الأمريكي أثناء الحرب العالمية الأولى وفي حرب العراق، بمن فيهم جندي برتبة رقيب أسهم في عملية إجلاء الأمريكيين عن بغداد عندما تقدمت قوات الدولة الإسلامية نحوها في هذا الصيف.

ويقول عمر كادر، أحد أبنائها، رئيس مجلس الشرق للأوسط للسياسات وهو مجلس للتخطيط والتعليم والتكنولوجيا في أرلنغتون يتعاون مع الحكومة الأمريكية.

وعمر (كادر) بعد أن غير والده اسم العائلة خضير، وهو واحد من ستة إخوة عملوا في الجيش الأمريكي، ويعمل ابنه في البيت الأبيض مديرا للأبحاث.

وقارن عدد من أبناء أبو خضير التوتر في القدس الشرقية هذا الصيف بالاحتجاجات التي شهدتها بلدة فيرجسون في ولاية ميسوري بعد قيام الشرطة بإطلاق النار على شاب أعزل من السلاح.

وتنقل عن كفاح أبو خضير التي تعيش في حي شعفاط "إنهم شباب ومن المتوقع أن يردوا بهذه الطريقة، أي رمي الحجارة والهتافات والاحتجاج". وبسبب الوضع قررت نقل أولادها لبيت عائلتها في أتلانتا للدراسة هناك.

وتؤكد العائلة أن شبان أبو خضير الذين اعتقلوا لم يفعلوا شيئا وهم إما كانوا متفرجين أو شاركوا في تظاهرات سلمية.

وتقول المحامية الإسرائيلية عن عائلة أبو خضير ليا تسيمل "أعتقد أنني سأحاول الحصول على عفو للإفراج عنهم".

وتقول الصحيفة إن العائلة في ليلة من ليالي الصيف اجتمعت في بيت العائلة القديم في القدس الشرقية التي تتخذه مركزا لها، ووصف من اجتمعوا مقتل أبو خضير كنقطة تحول في العائلة التي تمتد جذورها لمئات السنين في القدس.

ويقول محمد أبو خضير "سمها إسرائيل، سمها فلسطين، ما يقود حياتي هو حقوق الإنسان وليس الدين".

وتحدثوا أيضا عن حادثة اختطاف محمد والإعلان عن وفاته من منارة الجامع في 2 حزيران/ يونيو، حيث تجمع الناس وبدؤوا يهتفون ويرمون الحجارة على الجيش. وازداد الوضع توترا عندما اعتقلت الشرطة وضربت الشاب طارق أبو خضير وابن عم الشاب الشهيد محمد. وكان طارق في القدس يقضي إجازة الصيف.

ويقول عم طارق، عيسى أبو خضير 58 عاما ويعمل سائق سيارة، أن الأمن الإسرائيلي جاء لبيته بعد ساعات من إيصاله طارق للمطار، واعتقله مع ابنه موسى وقلبوا البيت رأسا على عقب. وأفرج عن عيسى بعد خمسة أيام، أما ابنه موسى فسيظل في الحجر حتى 2 تشرين الأول/ أكتوبر.

ويقول إن الشرطة عادت في 29 تموز/ يوليو واعتقلت ابنه محمد المولود في بالتيمور، ويحاول الإفراج عنه كي يبدأ دراسته الثانوية في مدرسة شعفاط .

وهناك محمد جاسر أبو خضير، وهو طبيب أسنان ساعد جرحى التظاهرات واعتقلته الشرطة منذ آب/ أغسطس.