وصلت "
جبهة النصرة" إلى أطراف مدينة
محردة ذات الغالبية المسيحية في الريف الشمالي لمدينة حماه، فيما قصفت قوات المعارضة المسلحة المطار العسكري في المنطقة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض عدد الغارات العسكرية على ريف حماة المحرر ومناطق الاشتباك.
ودارت اشتباكات عنيفة في الحي الشرقي من مدينة محردة بين الجبهة وقوات النظام أدت لسيطرة الجبهة على حاجز "سكة الحديد" شرق مدينة محردة بالإضافة إلى حاجز "شليوط" غربي المدينة، كما تم تدمير دبابة واغتنام أخرى.
وتبعد مدينة محردة عن مركز مدينة حماه 20 كلم شمالا ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 25 ألف نسمة ويشكل المسيحيون 90% من سكانها، وازدادت حدة الاشتباكات في اليومين الأخيرين بين قوات النظام وجبهة النصرة، خاصة بعد أن وصلت تعزيزات كبيرة لكلا الطرفين.
وقال الناشط الميداني خالد عبد الرحمن في تصريح لـ"عربي 21" إن "هناك أنباء عن صول سهيل الحسن أحد الضباط البارزين في جيش النظام إلى المنطقة بالتزامن مع وصول تعزيزات كبيرة للجيش النظامي"، مشيرا إلى وجود حاجزين كبيرين في المدينة المذكورة أحدهما في شرق المدينة والآخر غربها.
وبين عبد الرحمن، أن أي من الطرفين لا يمتلك خبرة في قتال الشوارع داخل المدن إلا أن النصرة تتبع أسلوب السيارات المفخخة، حيث تقاتل في هذه المعركة وحدها دون مشاركة الفصائل الأخرى، مشيرا إلى وجود صعوبة كبيرة في الحصول على الأنباء من تلك المنطقة بسبب تكتم النصرة على أي تحرك وعدم نشر أي خبر يخص هذه المعارك.
من ناحية أخرى، قصفت قوات المعارضة المطار العسكري في المنطقة الأمر الذي أدى إلى انخفاض عدد الغارات العسكرية على الريف المحرر ومناطق الاشتباك بشكل كبير، إذ لا تبعد قوات المعارضة عن المطار سوى بضع كيلو مترات من ناحيتي الشرق والغرب، ما دفع النظام السوري للاستعانة بمطاري "الضمير" و"الشعيرات" إذ نفذ منهما أكثر من 15 غارة جوية خلال 24 ساعة.
بدوره قال مدير صحة حماه عبد الله الدرويش لـ"عربي 21" إن "عدد الغارات الجوية رغم كثافتها لا تؤثر كثيرا على مجريات الأحداث في المنطقة، والعامل المهم أن جميع الغارات الحالية تتركز على مناطق الاشتباك وليس على القرى".
وأضاف عبد الله أن "حدة المعارك في ارتفاع مستمر بسبب المكاسب التي تحققها فصائل المعارضة"، مؤكدا أن هناك خوف كبير من استعمال السلاح الكيماوي مجددا في المنطقة التي مني فيها النظام بخسائر كبيرة".
وفي ذات السياق، شهدت قرية "القمحانة" التي تبعد 3 كلم عن مركز مدينة حماه اشتباكات بين فصائل المعارضة ومليشيا "الدفاع الوطني" في المنطقة، ما أدى إلى مقتل مالا يقل عن خمس عناصر بعد استهداف سيارة كانت تقلهم إلى طراف القرية وجرح 22 عنصرا خلال الاشتباكات في منطقة العالي غربي القرية.
وتكتسب القرية أهميتها لكلا الطرفين كونها تعد بوابة الريف الشمالي حيث تشرف بشكل مباشر على الطريق الرئيسي الواصل إلى كل من المطار العسكري ومدن الشمال والشمال الغربي سيما مدينة "محردة" ذي الغالبية المسيحية.
وبحسب ناشطين، يعجز النظام السوري عن وقف التقدم الكبير لقوى المعارضة في ريف حماة بسبب النقص الكبير في مقاتليه إذ أنه يعتمد على عناصر غير مدربة تحت مسمى "الدفاع الوطني"، لكن ما يبطئ تقدم قوات المعارضة على الأرض ويشتت نظرهم هو طيران النظام الحربي الذي ينفذ عشرات الغارات.
يشار إلى أن المخابرات الجوية التابعة للنظام أعدمت في اليومين الماضين عدة طيارين في مطار حماه العسكري بسبب رفضهم تنفيذ الأوامر بعد أن أصبحوا في مرمى نيران قوات المعارضة، بالإضافة إلى تحليق مقاتلاته على ارتفاعات شاهقة ما يخفف من دقة الإصابة.