صورة لقصف عربة همفي تابعة لتنظيم الدولة في العراق - يوتيوب
دعت مجلة "إيكونوميست" البريطانية الرئيس الأمريكي باراك أوباما لضرب تنظيم الدولة وقالت إن "باراك أوباما قد ضرب الجهاديين في العراق مع أنه كان فعلا متأخرا ومتواضعا، وكان ناجحا حتى هذا الوقت، ولكن يجب وقف الدولة ، ولهذا يجب ضربه في سوريا، وسيكون هذا قرارا صعبا".
وأوضحت المجلة أن التنظيم تم وقف تمدده في العراق على الأقل في الوقت الحالي، وتم إنقاذ الطائفة اليزيدية التي فر أبناؤها لجبل سنجار. ولم تعد منطقة الأكراد التي تظل المنطقة الوحيدة الواقعة تحت سيطرة حكومة عرضة لخطر محتوم، والسد العظيم الذي كان سيغمر الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية واحتله داعش في حزيران/يونيو تم تأمينه بجهد مشترك أمريكي من الجو وقوات كردية على الأرض.
وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه طرأ على المشهد العراقي تطور إيجابي من خلال إجبار رئيس الوزراء العراقي الطائفي نوري المالكي الذي حكم البلاد ثماني سنوات كارثية على التنحي.
فمن خلال استبعاده سنة العراق من دائرة الحكم وملئ كل المراكز القيادية البارزة في الجيش والأمن بأشخاص من الشيعة، دفع السنة المعتدلين لأحضان المسلحين والجماعات المتطرفة. وقد يكون الشخص الذي حل محله حيدر العبادي محظوظا ويقوم بمد يده لقطاع أوسع من العراقيين.
ورات المجلة أن التهديد الجهادي لم ينته بعد. فلا يزال الأبرياء يقتلون. ففي 19 آب/أغسطس قام جهادي يتحدث الإنكليزية بلهجة سكان بريطانيا بقطع رأس صحافي أمريكي انتقاما للغارات الجوية التي أمر بها الرئيس أوباما. ولا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على مناطق واسعة في كلا البلدين – سوريا والعراق، فهذا التنظيم يحتقر الحدود في طموحه لإنشاء خلافة عالمية. ولهذا السبب يجتذب إليه أعداد من الشباب المسلم من الخارج بعضهم سيهاجم بلده حالة عودته إليها. وبعبارات مختصرة فقد أضحى خطرا على المنطقة والعالم.
وتقول المجلة إن ضرب الدولة الإسلامية في العراق هو نصف الإجابة، ففي حالة دحر قواته في العراق فسيقومون بتجميع أنفسهم من جديد في سوريا والعودة من جديد. ولهذا السبب يجب ضربها هناك كما ويجب ضربها في العراق.
وتقول يجب على أوباما عمل ما كان عليه عمله منذ مدة: إمداد المعارضة السورية التي تواجه خطر داعش بما يكفي من أسلحة، وحتى بهذا الدعم والسلاح من الخارج فلن يكون بإمكان المعارضة مواجهة الدولة الإسلامية، وهي بحاجة لهجمات جوية تشارك فيها قوات الناتو والولايات المتحدة أيضا.
وتظل المشكلة قائمة فالحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان المعترف بهما دوليا ناشدتا الرئيس أوباما للتدخل إلا أن قصف الجهاديين في سوريا يظل أمرا مختلفا حيث سيتهم الرئيس الأمريكي بالعمل بطريقة غير قانونية وبمساعدته حكومة بشار الأسد من خلال ضربه عدوه الألد. وسيسخر الأسد بدوره من أن الغرب اعترف متأخرا بأنه كان يقاتل عدو الجميع.
وتقول "لا يحتاج أوباما لإذن من الأسد، فأمريكا لا تعترف بنظامه وتطالب منذ زمن بالإطاحة به. ويمكنها والحالة هذه الرد على سخريته بتقوية قضية المعارضة لداعش من خلال طرح موضوع غارات في سوريا على مجلس الأمن الدولي. وهناك قطاع واسع من الدول بمن فيها دول المنطقة القوية- السعودية وتركيا ومصر وإيران كلها ترى في داعش تهديدا وترى أهمية من أجل هزيمته وليس احتواؤه فقط. ولن تدعم هذه الدول أو الكثير منها المهمة ولكن قد تشارك فيها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه، وبالنسبة لروسيا حليفة الأسد القوية فعينها مركزة على الجهاديين في مناطق القوقاز وطالما حذرت من مخاطر التطرف، ومن هنا فعندما ستقوم بالتصويت ضد قرار الغارات على سوريا فسيكون موقفا غريبا وعدميا.
وقالت إنه حتى ولو لم ينجح أوباما في مجلس الأمن فعليه أن يمضي قدما ويوجه ضربات لداعش في سوريا أيضا لأنه تنظيم خطير ولا يمكن السماح له بالوقوف وبقية العالم يتفرج.