ذكرت
صحيفة "Frankfurter Allgemeine Zeitung" الألمانية أن "مصادر حكومية أكدت تكليف دائرة
الاستخبارات الاتحادية الألمانية "BND" بالقيام بنشاطات استخباراتية وتنصت إزاء
تركيا"، مشيرة أن "الحكومة الألمانية تنظر إلى تركيا على نحو مختلف قياسا بباقي حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وأضافت الصحيفة أن المصادر أكدت أن التطورات في تركيا لها تأثير مباشر على الأمن الداخلي لألمانيا، مشيرة أن لتركيا وضعا مختلفا بالنسبة لألمانيا لجهة مكافحة منظمة "بي كا كا" الإرهابية، والتنظيمات اليسارية واليمينية الألمانية المتطرفة، والمخدرات، والإتجار بالبشر.
وأفاد باتريك سينسبرغ، النائب في البرلمان الألماني عن الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن نشاطات
التنصت الألمانية لا تستهدف أعضاء حكومات الدول الحليفة، ومن تعرض منهم لأمر مشابه فقد حذفت جميع التسجيلات المتعلقة، مشددا على أهمية إطلاع بلاده على التطورات الحاصلة على الحدود التركية مع العراق.
وأضاف سينسبرغ، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية: "نحن بحاجة للمعلومات الموثوقة من أجل القرارات السياسية، أود التحرك في ضوء المعلومات الاستخباراتية التي بحوزتنا".
من جهته انتقد رولف موتزانيش، النائب عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، النشاطات الاستخباراتية لبلاده الموجهة ضد تركيا، مشددا على ضرورة أن تكون العلاقات بين البلدين مبنية على الثقة المتبادلة.
وتساءل "موتزانيش"، في تصريح صحفي بالعاصمة الألمانية، برلين: "لم لا نجرب التواصل مع الحكومة التركية مباشرة للحصول على المعلومات التي نريدها بشأن منظمة (بي كا كا)".
وكان عضو لجنة الرقابة على الاستخبارات في البرلمان "قسطنطين نوتز" قد طالب أمس "ميركل" بتوضيحات حول عمليات تنصت الاستخبارات الألمانية على دول حليفة لها.
ونشرت مجلة "ديرشبيغل" الألمانية ادعاءات؛ بعمليات تنصت قام بها جهاز الاستخبارات الألمانية على حليفتها في الناتو تركيا منذ عام 2009، وعلى مكالمة واحدة على الأقل لوزير الخارجية الأميركي الحالي "جون كيري"، أثناء إحدى جولاته في الشرق الأوسط، وكما ادعت المجلة التنصت على مكالمة لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة "هيلاري كلينتون"؛ مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة "كوفي عنان"، وأسندت المجلة خبرها إلى تقرير يومي للاستخبارات الألمانية يعود إلى عام 2009.
و كانت أزمة دبلوماسية نشبت بين الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا في مطلع شهر تموز/يوليو الماضي، بعد اكتشاف موظفَين في وزارة الدفاع و دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية يعملان لحساب الاستخبارات الأميركية، طلبت على إثرها ألمانيا من ممثل الاستخبارات الأميركية في مغادرة البلاد.
يُذكر أنَّ الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي "إدوارد سنودن" كشف عن برنامج التنصت الأميركي، الذي طال رؤساء عدة دول من بينها المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل".