سياسة عربية

ناشطون: قبل أن تتبرع بالنصف.. ثروتك كام يا سيسي؟

السيسي انقلب على حكم مرسي بعد دعاو لمناقشة ميزانية الجيش - أرشيفية
أطلق العديد من مقدمي برامج "التوك شو" والبرامج الحوارية دعوات عدة للشعب المصري بالتبرع بأموالهم من أجل "دعم الوطن" عقب إطلاق الجنرال عبد الفتاح السيسي تصريحه بالتبرع بنصف ثروته من أجل مصر، الثلاثاء، في خطابه بالكلية الحربية.

واستجاب عدد من المسؤولين والشخصيات الاجتماعية سريعا لدعوة السيسي، حيث أعلن عدد منهم الأربعاء عن تبرعهم بنصف رواتبهم والبعض تبرع براتبه كله تأييدا لدعوة قائد الانقلاب. 

في حين تلقى رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريح السيسي بالاستنكار والتساؤل حول حجم ثروته الحقيقة، وطرح العديد منهم تساؤلات حول ثروته من صفقات التسليح ومن أرباح شركات الجيش ومشاريعه. 

وانتشر تساؤل "قبل ما تتبرع بالنص،حجم ثروتك كام يا سيسي؟ " بين رواد التواصل الاجتماعي متعجبين هل حقا حجم ثروة السيسي هو ما أعلن عنه فقط وقت حملته الانتخابية والبالغة 30 مليون جنيه بحسب ما نشرته المواقع الإخبارية المصرية حينئذ؟.

قبل التبرع .. ميزانية الجيش كم تبلغ ؟ 

من جهته، قال مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان والناشط الحقوقي هيثم أبو خليل في تدوينة له عبر "فيسبوك": "نحن في انتظار التبرع بنصف ميزانية الجيش ومرتبات المجلس العسكري علشان مصر.. كذلك التبرع بكامل المعونة الأمريكية السرية للجيش علشان مصر كذلك التبرع بمكافآت الولاء لكبار قادة الجيش علشان مصر!!".

مضيفا: "نحن في انتظار التبرع بنصف أرباح دور القوات المسلحة والفنادق والنوادي وقاعات الأفراح ومصانع المكرونة والبوتجازات والأواني المنزلية والمزارع علشان مصر.. كذلك العودة لاستخدام القادة سيارات الجيب بدل من السيارات الفارهة المكيفة علشان مصر!!".

وأردف أبو خليل: " أما أعضاء المجلس العسكري وقادة المناطق يجب وضع حد أقصي لمرتباتهم لا يتجاوز 100 ألف جنيه، وإلغاء النسب التي يحصلون عليها من الموانئ والمحاجر، وإلغاء عضويتهم الإجبارية في مجالس إدارات الشركات الكبرى علشان مصر!!".

وتابع: "فرض ضرائب على كافة أنشطة الجيش الاقتصادية مثل الشركات المدنية تطبيقا للعدالة والمنافسة علشان مصر، فرض جمارك على جميع المواد المستوردة للجيش من أجل مشاريعه الاقتصادية علشان مصر، يعني من الآخر وقف شفط الجيش لميزانية مصر علشان مصر".

ويشار إلى أن مخصصات الجيش في الموازنة العامة للدولة في العام المالي الجديد، بلغت 48 مليارا و900مليون جنيه، بزيادة 28%  مقارنة بالعام السابق له.

والبيان المالي يعد تلخيصا وافيا للموازنة العامة للدولة، ويتم إعداده لتقديمه إلى السلطة التشريعية، ويرصد الوضع الاقتصادي للبلاد ونشرته وزارة المالية المصرية عبر موقعها الإلكتروني.

ثروتك كام يا سيسي؟

في حين قال الكاتب عبد الرحمن يوسف: "عجبا لأمر #عبدالفتاح_السيسي ... يتبرع بنصف ما يملك وهو أمر ليس واجبا عليه، ويخفي حجم ثروته عن الأمة بينما نشرها في إقرار ذمة مالية واجب عليه".

وشارك أستاذ العلوم السياسية الدكتور سيف الدين عبد الفتاح على صفحته الشخصية خبرا بتاريخ (18/5/2014) نقلا عن الأهرام حيث أقر فيه الرئيس المعين السابق عدلي منصور قرارا جمهوريا بزيادة راتب رئيس الجمهورية من 2000 جنيه إلى 42 ألف شهريا.

وتساءل عبد الفتاح: "ده يعنى رفع راتب السيسى 21 ضعف، نتفق بأه فى موضوع القدوة. ده، ارفع راتبي واحد وعشرين ضعف.. وأنا أتبرع بنصفه.. مش هو ده العدل برضه.. يابتاع القدوة!!".

"الشيء لزوم الشيء" 

وقال الكاتب أنس حسن: "المرتب كان 12 ألف عدلي زوده قبل ما يمشي بقي 42 ألف .. السيسي قال هتنازل عن نصه 21 ألف، يبقى راتبه الحالي 21، وبذلك يكون زاد 9، وفي نفس الوقت فهّمنا إنه خسران .. هو ده السيسي".

وتابع حسن: " شوف حكمة ربك يامؤمن! .. عدلي منصور قبل ما يخلع وفي زحمة القوانين رفع مرتب رئيس الجمهورية أضعافا.. يقوم السيسي ينزله النص.. يقوم الناس تصقف .. وهو زي ماهو".

وقالت الناشطة هبة عمار: "وبسلامتها امو حسن المؤسسة العسكرية ستايل مش حتتبرع بنص ميزانيتها علشان خاطر ماسر؟  و#دولة_المؤسسة_العسكرية مش ناوية تبعت لدولة مصر الشقيقة كام مليار كده مساعدة في أزمتها الاقتصادية؟". 

في حين علق الفنان محمد الصنهاوي: "عاوزين نطلق حملة تحث ضباط ولواءات الجيش يتبرعوا بنص مرتبهم لمصر، ويعلنوا الأرقام اقتداء بالرئيس المضحي والشعب يشوف ويتفرج تقشف الجيش وتضحياته".

وأردف صنهاوي: " السيسي يقول: تبرعت بنصف ثروتي وراتبي من أجل مصر * لامؤاخذة ياباشا في السؤال احنا ماعرفناش ثروتك كام أصلا"، مضيفا: "وليه يا أستاذ سيسي تتبرع بنص ثروتك ومرتبك وماتلاقيش تجيب سجاير، لما 30 يونيو جاي وممكن تبيع اختراع الكفتة لأغنى دول العالم وتلم تمنه؟!". 

الداخلية خارج الميزانية 

وكشف مؤسس ومدير المركز الحضاري للدراسات المستقبلية جمال نصار، في وقت سابق عن تكلفة الأجهزة المخصصة لمراقبة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي خصصها الانقلاب العسكري والتي قدر ثمنها بـ 700 مليون جنيه.

وقال نصار عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "من الواضح أن هناك أموالا زائدة في الموازنة المخصصة لوزارة الداخلية والتي سيتم توظيفها لصالح عمليات المراقبة".

كما أعلن وزير الداخلية محمد إبراهيم ، في منتصف آذار/ مارس الماضي، أنه تم زيادة الميزانية المخصصة لأفراد وأمناء الشرطة إلى 30 مليون جنيه سنويا. 

ترحيب المؤيدين 

وعلى جانب آخر لاقى تصريح السيسي بالتبرع بنصف ثروته ترحيبات عدة من إعلاميين وسياسيين، اتضحت في البرامج الحوارية عقب تصريح السيسي وقرنها مقدمي البرامج بالوطنية وصالح مصر. 

 حيث دعى مقدم البرامج عمرو أديب نساء مصر إلى التبرع بمصوغاتهن "الذهب والأحجار الكريمة" من أجل مصر.






وأعلن مسؤولون وشخصيات عامة بمصر عزمهم التبرع بنصف رواتبهم، لصالح دعم الاقتصاد المصري، ويقع من بين المسئولين محافظين، في مقدمتهم محافظو جنوب سيناء الذي تربطه مع السيسي علاقات أسرية -والإسماعيلية والبحيرة الذين أعلنوا تبرعهم برواتبهم لصالح مصر.

ويعتبر المسؤولون والشخصيات العامة التي أعلنت دعمها للسيسي، من رافضي حكم الرئيس محمد مرسي، وسبق لهم انتقاده خلال فترة حكمه التي استمرت لمدة عام فقط.

كما أن شخصيات عامة تدعم السيسي منذ أن كان وزيرا للدفاع، أعلنت عن تبرعها، من بينهم رئيس حزب الوفد السيد البدوي، والإعلامي عمرو أديب، والفنان عادل إمام، ورئيس مجلس إدارة مجموعة قنوات "سي بي سي" الفضائية الخاصة محمد الأمين.

وقال محافظ الإسماعيلية اللواء أحمد القصاص في تصريحات صحفية إنه "قرر التبرع بنصف راتبه الشهري، لصالح صندوق دعم المحافظة"، فيما قال اللواء مصطفى هدهود، محافظ البحيرة إنه سيتبرع بنصف راتبه الشهري، لصالح صندوق دعم محافظة البحيرة.


كما أعلن خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، ونسيب السيسي، في تصريحات صحفية صباح الأربعاء، أنه تبرع براتبه كاملا بداية من الشهر الجاري؛ لدعم الاقتصاد المصري، وتلبية لدعوة السيسي.

وقال محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدي للأناضول إنه "لن يكشف عما إذا كان استجاب لمباردة الرئيس أو لا"، فبحسب قوله "من يفعل هذا التبرع سيفعله في صمت".

يأتي هذا بالتزامن مع اقتراب حركة المحافظين، حيث توقع مسؤول حكومي أن تكون خلال الأسابيع القليلة القادمة، مرجحا أن يكون التغيير "محدودا" في صفوف المحافظين.

من جانبه قال مقدم البرامج عمرو أديب، في برنامجه "القاهرة اليوم" إنه سيتبرع بنصف راتبه لهذا الشهر للدولة، استجابة لمبادرة السيسي.

ومن جهته، تبرع الممثل عادل إمام بـ52.5 مليون جنيه "نصف أجره من ثلاثة مسلسلات" لصالح صندوق دعم مصر، بحسب الإعلامي محمد الغيطي في برنامجه بقناة "التحرير" الخاصة.

الأمر نفسه قرره رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة قنوات «سي بي سي» ، محمد الأمين، على نطاق أوسع، معلنا في تصريحات تلفزيونية له الثلاثاء تبرعه بنصف ممتلكاته العقارية والتجارية لصالح الدولة، بالإضافة إلى إعلان مجلس إدارة القنوات التبرع بما يعادل نصف راتب شهر.

فيما قال معتز صلاح الدين المستشار الإعلامي لحزب الوفد إن "السيد البدوي رئيس الحزب قرر تبرعه بنصف دخله السنوي لصالح البلاد، مدى الحياة".

لا مساس بميزانية الجيش أو بقاداته 

وفي السياق، لم تقتصر الاستجابة لدعوة السيسي على المسؤولين، لكنها امتدت إلى جريدة "الوطن"، والتي أعلنت أيضا عن تبرع العاملين بها من إداريين وصحفيين بنصف رواتبهم لشهر حزيران/ يونيو الحالي.

ويقول معارضون للانقلاب إنه الإعلام المصري ساهم في الانقلاب على أول رئيس منتخب في حملة مضادة من مؤسسات الدولة، وكذلك الأحزاب المدنية والتي ساهمت في الحشد ضده مع تسليط الضوء على السلبيات.

وفي شهر تموز/ يوليو الماضي انقلب الجيش بمشاركة قوى دينية وسياسية على الرئيس مرسي، بدعوى "فشله في إدارة شؤون البلاد".

وكان السيسي أعلن عدة مرات خلال لقاءاته الصحفية إبان حملته الانتخابية أنه رافض لأي تدخل مدني لمناقشة ميزانية الجيش أو مساءلة أي من قادة الجيش المصري وعبر عن ذلك صراحة تارة وبالصمت تارة أخرى. 



جدير بالذكر أن مناقشة ميزانية الجيش كان سيتم طرحها للنقاش قبيل الانقلاب في مجلس الشورى "القائم بأعمال مجلس الشعب حينئذ" قبيل مناقشة الموازنة العامة، والتي اعتبرها عدد من الخبراء سببا من اسباب الانقلاب لتفادي مناقشة ميزانية الجيش.


وكان باب مناقشة ميزانية الجيش تم عرضه بعد ثورة  25 كانون الثاني/ يناير 2011 ورحبت به عدد من الأحزاب والقوى السياسية ، وقدم مقترح لنقاشها بمجلس الشعب قبيل حله، ثم تم تحديد توقيت لنقاشها مرة أخرى في مجلس الشورى، ثم ظهرت عدة اعتراضات إعلامية من مناقشة الميزانية وتم اعتبارها تهديدا للأمن القومي، وتصاعدت الاعتراضات حتى وقت الانقلاب.

وبعد الانقلاب طالبت بعد القوى السياسية بمناقشة ميزانية الجيش وقوبل أيضا بالرفض العسكري والسياسي والإعلامي.