لم يجد بعض صغار
التجار في
الكاميرون بدّا من التحول إلى باعة متجولين بمناسبة مشاركة منتخب "الأسود التي لا تروض" في كأس العالم بالبرازيل عارضين لوازم التشجيع كافة، بألوان المنتخب الكاميروني.
وقصد جلب الانتباه ، يلجأ هؤلاء إلى ارتداء التعويذة المميزة للمنتخب الكاميرون ( زي الأسود التي لا تروض) من قمة الرأس إلى أخمص القدمين، لتشد غرابة اللباس أنظار المارة الذين يتوقفون بضع ردهات للمشاهدة، فيهم من يبتاع وفيهم من يواصل طريقه.
"المطلوب هو جلب انتباه الزبائن. الناس لا وقت لديهم وأذهان أغلبهم شاردة . يجب لفت الانتباه لبيع البضاعة"، بحسب "أناستازي تشيمدجو"، بائعة متجولة للوازم التشجيع بياوندي.
وعلى الرغم من البداية المتعثّرة لمنتخب الكاميرون في مستهل مشاركته في المسابقة أمام المكسيك بهدف دون رد، لم تتراجع مبيعات لوازم التشجيع التي يقبل عليها الكاميرونيون بحماس كبير. كما يبدو أنّ وسيلة البيع هذه، على بساطتها، قد أعطت ثمارها، إذ تؤكد "تشيكودجو" على الارتباط الوثيق بين ارتفاع المبيعات وارتداء التعويذة.
تتوفّر في السوق أنواع من لوازم التشجيع ممّا ما يلبي رغبات الجميع، ففيما يقبل الكهول على القمصان والقبعات والأعلام الصغيرة، ينجذب الأطفال إلى أساور اليد والصفارات.
وإن سجّلت أسهم "الموازنات المالية" في صفوف الباعة المتجولين، الذين استغلوا فرصة كأس العالم، لتحقيق الأرباح ارتفاعا ملحوظا، فإنّ الزبائن ما فتؤوا يدفعون الثمن بكل ما للكلمة من معنى.
ولم يمنع إقبال العملاء على اقتناء لوازم التشجيع من التذمر من شطط أسعارها ، على غرار هذا الزبون الذي توجه للأناضول قائلا في عصبية واضحة: "الباعة يرفعون الأسعار بطريقة مجحفة. هذا القميص كلفني 8 آلاف فرنك إفريقي (18 دولار)، بينما لا يتجاوز سعره في باقي الأيام الـ 4 آلاف فرنك إفريقي (9 دولارات)"..
ولم تحاول "تشيكودجو" مداراة أو نفي ما جاء على لسان زبونها فيما يتعلّق بقفز الأسعار إلى مستويات عالية، مؤكدة على أنّ تذمّر الزبائن لم يمثل عائقا للإقبال على الشراء.
ولفتت "تشيكودجو" إلى أن هذا الإقبال ظرفي: "فور خروج الكاميرون من كأس العالم، سيتوقف الناس عن شراء أدوات التشجيع، لذا، فهذا هو الوقت المناسب لتحقيق أقصى حد من الأرباح".
وارتفع سعر الأعلام الصغيرة من 100 فرنك إفريقي (0.22 دولار) إلى 200 فرنك إفريقي (0.44 دولار) فيما بلغ سعر القبعات البلاستيكية 700 فرنك إفريقي (1.55 دولار)، أي بزيادة 200 فرنك إفريقي (0.44 دولار) في الأيام العادية.
ويدافع الباعة المتجولون عن أنفسهم حيال مضاعفتهم أسعار سلعهم، مبررين ذلك بالإقبال الذي يلقونه، على الرغم من أن توقعاتهم كانت أكبر بكثير مما غنموه: "المبيعات محتشمة حاليا، ولكني أعتقد أن نسقها سيرتفع سويعات قبل انطلاق مباريات الكاميرون"، بحسب "إبينزير مبيدا"، أحد الباعة المتجولين، كان يرتدي تعويذة الحظ السعيد.