سياسة عربية

ضباط شرطة يستغيثون بأقاربهم لإنقاذ انتخابات مصر

استغاثات الضباط بأقاربهم ظهرت في الصحف المصرية - (صحف)
 استبق ضباط شرطة في مصر الانتخابات الرئاسية الحالية، بتوجيه نداءات عبر الصحف لزملائهم كي ينزلوا هم وأقرباؤهم للمشاركة في الانتخابات، ونشرت صحف مصرية إعلانات لهؤلاء، وتقارير حول مشاركة زوجات ضباط الشرطة وأهاليهم في الاقتراع.
 
ويمثل ذلك ظاهرة غير مسبوقة في مصر، كسرت حاجز ضرورة عدم انخراط ضباط الشرطة في العمل السياسي، وتجنب إظهار أهاليهم في صورة من يؤيد فصيلا أو مرشحا سياسيا معينا، على حساب فصيل أو مرشح سياسي آخر.
 
نداء إلى ضباط الشرطة
 
فقد نشر لواء سابق بجهاز "أمن الدولة" نداء إلى ضباط الشرطة بالمعاش، من خلال موقعه كمؤسس في حزب "المصريين الأحرار"، الذي يرأسه رجل الأعمال الطائفي نجيب ساويرس، للتوجه إلى صناديق الاقتراع.
 
الإعلان نشرته صحيفة "المصري اليوم" الأحد 25 أيار/ مايو 2014 في صفحتها الرابعة.. ولم يخل من شفرة تأييد للسيسي متمثلة في شعاره الانتخابي "تحيا مصر"، الذي توسط الإعلان، الذي دعا فيه صاحبه اللواء السابق في "أمن الدولة" ضباط الشرطة بالمعاش إلى النزول للمشاركة في الانتخابات "أنتم وزوجاتكم وأولادكم وأقاربكم وجيرانكم وأصدقاؤكم، والعاملون معكم"، بحسب تعبيره.
 
زوجات وأمهات الضباط: نازلين نحتفل
 
في سياق متصل، نشرت صحيفة "الوطن" الداعمة للانقلاب قي عددها الصادر الثلاثاء تقريرا بعنوان "زوجات وأمهات الضباط: نازلين نحتفل ببلدنا ومحدش يقدر يقول لنا "ب".
 
وقال التقرير: "لأنهن أمهات وزوجات ضباط الجيش والشرطة، كان اتجاه أصواتهن معروفا سلفا، فكل منهن تجد حياة ابنها أو زوجها في خطر، بسبب ما تواجهه مصر من إرهاب، وترى أيضاً في مرشح بعينه القدرة على تحقيق الأمن والاستقرار لمصر".
 
«أحلام»، والدة لضابط، لم تخف توجهها بقولها: «واحدة ابنها ضابط هتأيد مين يعني؟»، ثم تعود لتؤكد: «أؤيده ليس لأنه ضابط، لكن لأنه هيرجع الأمان لمصر».
 
داخل سيارتها انتظرت «أحلام» ابنتها «ناهد»، حتى تنتهي من التصويت داخل لجنة مدرسة «ابن النفيس» التجريبية بشارع أحمد الصاوي بمنطقة مكرم عبيد، بينما انتخبت هي بمدرسة المنارة الخاصة. تقبض بين يديها على علم مصر تلوح به يميناً ويساراً، ويدها الأخرى تحضن حفيدتها «فريدة».
 
ترفع صوت «الكاسيت» لتتمكن السيدات في الطوابير من الرقص على أنغام «تسلم الأيادي، وبشرة خير». تؤكد الجدة أن قرارها بالانتخاب لصالح أحفادها «أحلام وخالد وفريدة وكريم»، وابنها «أحمد» كذلك، وهو برتبة رائد في الشرطة.
 
ترجلت السيدة من سيارتها، حينما رأت تجمعا لأمهات وزوجات ضباط، قررن الاحتفال بالانتخابات: «كان ممكن أكون واحدة من أمهات كتير بتبكي على ولادها اللي استشهدوا في سبيل الواجب».
 
لا تخشى «أحلام» وصديقاتها من أسر الضباط إعلان توجههن الداعم للجيش والشرطة، ولا إبداء فرحتهن في مثل هذا اليوم: «محدش يقدر يقول لنا بم، إحنا نازلين نصوت ونحتفل ببلدنا وولادنا، اللي بيشوف الموت يوماتي، لازم نحطه فوق دماغنا".
 
متاجرة باستخدام زوجات الضباط أيام مرسي
 
وكان الإعلام المصري قد تاجر بقضية زوجات الضباط الثلاثة المختفين منذ عام 2011، وزايد على الرئيس المتخب الدكتور محمد مرسي، باستخدام وسائل الإعلام المختلفة للحديث حول أن أزواجهن على قيد الحياة، واتهامهن لحركة حماس باختطافهم!
 
فقد قالت المصري اليوم في تقرير بالصفحة الأولى يوم 17 أيار/ مايو 2013، إن زوجات الضباط الثلاثة المختفين منذ عام 2011، أكدن أن جهات سيادية أكدت لهن «بشكل ودي» أن أزواجهن ما زالوا على قيد الحياة، ومحتجزون في قطاع غزة، وأن إطلاق سراحهم يحتاج قرارا سياسيا من الدولة والرئاسة، وذلك غداة تصريحات الرئيس محمد مرسي التي لمح فيها إلى وفاتهم، وكذلك تصريحات لمسؤول في حركة حماس، أكد فيها مقتلهم!
 
وبحسب التقرير، فقد قالت دعاء رشاد، زوجة الضابط محمود الجوهرى، إنها لا تعلم سبب تصريحات مرسى عن احتراق سيارتهم، وعدم العثور على جثثهم، ورفضه اتهام حركة حماس باختطافهم.
 
وقالت في تصريحات لـ«المصري اليوم»: «تواصلت مع الأجهزة السيادية ووزارة الداخلية التي ينتمي إليها أزواجنا، ونفوا جملة وتفصيلاً ما تم تداوله عن علم الأجهزة الأمنية المصرية بأماكن جثث أزواجهن».
 
وأضافت: «تلك الشائعات ليست الأولى التي تطلقها حماس بهدف أن نتوقف عن البحث عن أزواجنا وإغلاق الموضوع من ناحيتنا، وهو ما لم يحدث أبدا»، على حد قولها.
 
وقالت ولاء سلامة، زوجة النقيب محمد حسين إن كلام مرسي عن احتراق السيارة التي كان فيها الضباط كلام مستهلك، ومعروف منذ اللحظة الأولى في حادث الاختطاف، ولم يتغير شيء.
 
وأضافت: «لم نأخذ كلام الرئيس على محمل الجد لأنه اعتاد على نفي التهم عن حماس حتى في لقائنا به»، وأضافت: "عندما طرحنا عليه ما لدينا من معلومات عن وجود أزواجنا في غزة رفض الفكرة فورا"، وقالت: «إذا كان متأكدا من وفاتهم فليظهر الجثث، ومكانها.. فنحن نريدهم أحياء أو أمواتا، ولكن لن نقبل بإغلاق القضية بهذا الشكل المهين».
 
وتابعت: «أشعر بالخزي والعار كلما يتحدث الرئيس عن قضية أزواجنا بتلك السلبية»، مؤكدة أنه خلال اللقاء مع اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، في مارس الماضي، قال لنا حرفياً: «أزواجكم موجودون فى الجنب الثاني»، ثم بعد ذلك سحب كلامه.
 
وأضافت أن "المصادر الرسمية غالبا ما تكون حريصة في تصريحاتها معا، لكن لدينا مصادر داخل جهات سيادية أخبرتنا بشكل ودي بأن أزواجنا ما زالوا على قيد الحياة".
 
وقالت أسماء أبو بكر، زوجة أمين الشرطة وليد سعد الدين محمد، المختفي مع الضباط الثلاثة، إن تحركاتها مع زوجات الضباط الثلاثة لم تسفر عن شيء، مؤكدة أنها على يقين من عدم وفاة زوجها بعد سلسلة اللقاءات التى عقدت مع جميع الأجهزة الأمنية، وأنه على الرئيس تقديم الدليل، سواء كانوا أحياء أم أمواتا.
 
من ناحيتها رأت شيرين العشري، زوجة الضابط المختفي شريف المعداوي، أنه ليس لديها تعليق على تصريحات مرسي، لأنها على يقين من أن زوجها ما زال على قيد الحياة، وأسير لدى حركة حماس.
 
ويُذكر أن قضية هؤلاء الضباط الثلاثة شهدت تعتيما إعلاميا تاما منذ الانقلاب على الدكتور محمد مرسي في الثالث من تموز/ يوليو 2013!