تلغراف: آثار هجوم الغوطة الكيماوي تظهر على المواليد
لندن – عربي 2115-May-1411:05 AM
شارك
الأطفال اكثر فئة عانت في سوريا - ارشيفية
كشف تقرير صحافي بريطاني عن آثار الحرب الكيماوية التي شنها النظام السوري على مناطق المعارضة والولادات الجديدة المشوهة، ونقلت صحيفة "ديلي تلغراف" عن أطباء في مناطق المعارضة حديثهم عن زيادة حالات الولادات المشوهة بين الأطفال وإسقاط الحوامل أجنتهن في الأشهر الأخيرة من الحمل.
وسجلت مؤخرا عشر حالات تشوه بين اللاجئين في لبنان بينما أظهرت أشرطة الفيديو التي وضعها ناشطون على الانترنت الضرر الذي أصاب الأجنة الجديدة المولودة حديثا.
وقال والدي جنين ولد الأسبوع الماضي قرب دمشق مشوه الوجه أنهما متأكدان من سبب الوفاة وهو تعرضهما للغاز السام هو السبب. وكانت الطفلة الصغيرة فاطمة عبد الغفور قد ولدت الأسبوع الماضي في حي الغوطة الشرقية الذي شهد هجوما كيماويا العام الماضي ولكنها توفيت بعد ولادتها بتسع ساعات.
وقال والدها محمود (26 عاما) إن الطبيب الذي أشرف على الولادة أن تعرض لغاز السارين هو سبب التشوه الذي أصاب الجنين.
وغاز السارين هو عامل كيماوي بدون لون ولا طعم ولا رائحة. وقد تنشقت زوجته الغاز أثناء الهجوم على الغوطة حينما كانت في شهرها الأول من الحمل، ولكنها تعافت من آثاره على ما يبدو.
ونقلت عنه قوله "عندما حدث الهجوم تنشقت زوجتي الغاز وكانت مريضة، وأخذناها للنقطة الطبية حيث استحمت وتحسنت صحتها، ولكن الطفلة ولدت في وضع سيءـ ولهذا ماتت في اليوم التالي".
ورفض عبد الغفور أن تكون الولادة المشوهة لها علاقة بمرض وراثي في العائلة، فلم تحصل في عائلته أو عائلة زوجته أي حوادث تشوه، على حد قوله.
وبالنسبة للناشطين في الغوطة الشرقية فهم مقتنعون أن الولادة المشوهة جاءت بسبب الهجوم الكيماوي في 21 آب/أغسطس العام الماضي، والذي راح ضحيته أكثر من ألف شخص بمن فيهم أطفال ونساء. وتأثر بالهجوم حوالي 3600 شخص تمت معالجتهم بسببت تعرضهم للغاز حسب تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود.
ويقول على باز، رئيس شبكة الصحافيين المواطنين "سوريا مباشر" في المنطقة أن "عائلة الطفلة من الغوطة الشرقية ولكنها تعبش الآن في منطقة أخرى والتي تقع تحت سيطرة الحكومة".
وقامت الشبكة بنشر فيديو وتقارير عن مصير فاطمة "أكد الأطباء الذين فحصوا الطفلة الميتة أنها أول حالة تحدث بعد استخدام الأسلحة الكيماوية في المنطقة".
وتوفي طفل آخر في المنطقة الثلاثاء 13 أيار/ مايو حسب تقرير لصحيفة "ديلي ستار" اللبنانية.
وقال إبراهيم أبو بكر كبير المتخصصين بالولادة في مركز الزهراء للولادة في الغوطة لشرقية إن الضحية الثانية كانت بسبب التعرض لغاز السام "يؤدي التعرض للأسلحة الكيماوية وبالتأكيد تشوه لدى الأجنة خاصة إن كان الحمل في أشهره الثلاث الأولى".
ونقل عن ناشط آخر وهو نضال شيخاني قوله إن هناك حالات أخرى عن التشوهات التي سببتها هجمات السارين على دمشق.
وجاء في التقرير "هذه التشوهات سببها الأسلحة الكيماوية التي استخدمها النظام السوري في آب/أغسطس الماضي"، مشيرا إلى حالة فاطمة التي ولدت بتشوهات خلقية جراء غاز السارين السام "وهي أول حالة يتم تسجيلها في المنطقة منذ بداية الثورة، وماتت بعد ساعات من ولادتها.
ولوحظ آثار الهجمات خارج منطقة الهجوم حيث نقل عن قاسم زين وهو طبيب سوري في عرسال قوله "لاحظنا زيادة نسبية في حالات المواليد الميتة والحاجة المستمرة لاستخدام الحاضنات وزيادة التشوهات الدماغية".
ويقول الطبيب السوري الذي يعمل في عرسال "نتلقى نساء سوريات حوامل من مناطق مختلفة من سوريا مثل القصير وحمص والقلمون ونواحي دمشق، ويأتون عبر الحدود للولادة هنا والتي تنتج في بعض الحالات عن مأساة".
وأضاف "نتلقى في كل شهر 100 حالة ولادةـ منها 12% مواليد ميتة". ويقول " المشاكل مع المواليد الجدد تحدث مع نساء تعرضن للأسلحة الكيماوية، ولكننا لاحظنا أن النساء اللاتي عشن في مناطق تعرضت للقصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ تعاني من أمراض جنينية".
وتقول وزارة الخارجية البريطانية إن التقارير عن حالات التشوه بين المواليد الجديدة زادت الحاجة للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية. وقال المتحدث باسم الخارجية "نعرف عن هذه التقارير وشاهدنا الصور ونشعر بالقلق لمعاناة العائلات التي أصيبت".
وفي حالة أخرى تتلقى طفلة عمرها 4 شهور اسمها جود علاجا في مستشفى إدلب بعد ولادتها بدون أصابع وبتشوهات في رجلها. وكانت والدة جود في شهرها الرابع من الحمل عندما تعرضت للغاز أثناء القتال في حمص في تموز/يوليو الماضي.
ونقل عن قاسم زين في عرسال قوله "حضرت 9 نساء للمستشفى من الغوطة التي تعرضت للهجوم الكيماوي، وعانت ثلاث منهم وفاة الجنبين وولادة بتشوهات في العمود الفقري للجنين". وأضاف زين "أنا متأكد من أن الزيادة في استخدام الأسلحة الممنوعة دوليا سيقود إلى العدد من التشوهات والأوروام لدى المواليد الجدد".