وقف آلاف
التشيليين، الخميس، في صفوف انتظار طويلة أمام المتاجر سعيا للحصول على مواد غذائية بعد
زلزال جديد ضرب شمال البلاد.
وقالت أميليا سيسيلا ايتشاروز وهي من سكان أيكويكي "جئنا نشتري مواد لأن كل شيء أغلق بعد الزلزال الكبير، ليس لدينا خبز ولا ماء، ليس لدينا شيء".
وضرب زلزال جديد بقوة 7,6 درجات مساء الأربعاء، هذه المدينة الساحلية البالغ عدد سكانها حوالى 180 الف نسمة.
ووقعت الهزة بعد 24 ساعة من زلزال أول بقوة 8,2 درجات أوقع بحسب الحصيلة الرسمية ستة قتلى وأدى إلى إجلاء حوالى مليون شخص مساء الثلاثاء.
وسجلت الهزة الارتدادية القوية في الساعة 23,43 حسب التوقيت المحلي على مسافة 45 كلم جنوب غرب أيكويكي ما أدى إلى إجلاء ألاف الأشخاص وإطلاق إنذار من وقوع
تسونامي لفترة قصيرة.
وأعلن المركز الوطني التشيلي لرصد الزلازل عن هزة ارتدادية جديدة ليل الخميس الجمعة بلغت قوتها 6,1 درجات وضربت المنطقة ذاتها بدون أن تثير إنذارا بوقوع تسونامي وبدون التسبب بوقوع ضحايا.
كذلك صدرت إنذارات بوقوع تسونامي سرعان ما رفعت في جنوب البيرو المجاور وكذلك في اليابان في الضفة الأخرى من المحيط الهادئ.
وظلت الأرض تهتز الخميس في شمال تشيلي مع تسجيل هزات أقل قوة.
وقال مدير مركز رصد الزلازل سيرجيو باريينتوس "إننا نسجل في الوقت الحاضر أكثر من عشر هزات في الساعة".
وإزاء ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية مثل الخبز والماء خارج أي ضوابط بحيث وصلت الأسعار أحيانا إلى الضعف، وأمرت سلطات المنطقة باعتقال أي تاجر يستغل الظروف الراهنة للقيام بمضاربات.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفارو إيليزالدي متحدثا من القصر الرئاسي إن "هذا السلوك يعاقب عليه بموجب القانون الجزائي" وتحديدا في حال وقوع زلازل وكوارث طبيعية.
واضطر مرافقو رئيسة تشيلي ميشال باشليه التي زارت الأربعاء، أريكا والتي تقع على بعد 2100 كلم شمال سانتياغو لمعاينة الأضرار، لنقلها إلى مرتفعات المدينة لدى حصول الهزة الارتدادية.
كذلك تم إجلاء سكان البلدات الساحلية للمرة الثانية مساء الأربعاء، ولا سيما في أريكا وأيكويكي وأنتوفاغاستا على مسافة أكثر من 1800 كلم شمال سانتياغو.
وأعطت باشليه الأولوية ظهر الأربعاء لإعادة الخدمات الأساسية كمياه الشرب والكهرباء وإعادة فتح متاجر الأغذية، غير أن الهزة الارتدادية مساء الأربعاء زادت الوضع صعوبة.
ولم يتم وضع حصيلة دقيقة بالأضرار جراء الهزات الارتدادية الأولى، غير أن المكتب الوطني للحالات الطارئة التابع لوزارة الداخلية أفاد أن 2500 منزل تضررت في بلدة التو أوسبيسيو الصغيرة القريبة من إيكويكي.
وأعيد التيار الكهربائي بنسبة 72% والماء بنسبة 67% في منطقة تاراباكا الأكثر تضررا، بحسب السلطات.
وفي إيكويكي تظهر سطوح منازل منهارة وواجهات متاجر محطمة ورفوف مقلوبة في المتاجر، لكن الهزات لم تسفر عن انهيار أي مبنى.
ووجه البابا فرنسيس الخميس، رسالة تضامن إلى التشيليين معربا عن "تأثره الكبير لأخبار الهزة الأرضية التي أوقعت ضحايا وجرحى وأضرارا مادية هامة".
وتعتبر تشيلي من الدول الأكثر تعرضا للزلازل في العالم وهي تعتمد معايير صارمة في البناء وتخضع السكان بانتظام لتدريبات على الإجلاء.
وتعتبر شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف النقالة بالغة الأهمية في الظروف الراهنة إذ تتيح للتشيليين في المناطق المتضررة التواصل.
وقالت كاترين ساغارديا وهي من سكان إيكويكي "الناس قلقون جدا ولا يعلمون ماذا يفعلون. قد نكون معتادين على الزلازل، لكن لا أحد يعرف كيف يتصرف".
وتقع تشيلي على ما يطلق عليه علماء الجيولوجيا اسم "حزام النار" في المحيط الهادئ، حيث النشاط الزلزالي قوي جدا. وينتظر علماء الزلازل هزة أرضية بالغة الشدة في شمال البلاد بسبب تراكم كبير للطاقة استمر خلال السنوات ال150ـ الماضية.
وأوضح سيرجيو باريينتوس أنه استنادا إلى الأبحاث "ما زال هناك بعض المناطق حيث يمكن أن تخرج طاقة متراكمة إلى سطح الأرض في المستقبل".