رأى
الخبير اليمني في شؤون النزاعات المسلحة علي
الذهب أن "عناصر تنظيم
القاعدة، تعتقد بأن
الجيش اليمني، وقوات الأمن هي من يتولى قتال التنظيم على الأرض، وذلك على خلفية الغارات التي تشنها الطائرات الأمريكية دون طيار،ولذلك ــ بحسب الذهب ــ أصبح الجيش هدفا أصيلا لعملياتها".
وأضاف الذهب في تصريحات خاصة لــ"عربي 21" أن "مثل هذه العمليات تكشف اختراق الجيش اليمني من قبل القاعدة، على الرغم من أن التصريحات الرسمية تشير إلى عكس ذلك ".
وأوضح أن "هنالك عناصر مندسة بداخل الجيش اليمني تعمل للقاعدة، بعدما استطاع التنظيم استمالتها إلى صفوفه"، مستدلاً "بأحداث قيادة المنطقة
العسكرية الثانية في المكلا، التي هاجمتها القاعدة في 30 من أيلول /سبتمبر 2013".
وبين أن "أجهزة الاستخبارات اليمنية، اعتقلت على إثرها، عددا من الضباط، وهم رهن التحقيق حتى الساعة، مشيرا إلى "وجود عناصر مدنية تعمل كعملاء ،خصوصاً ممن لديهم مواقف من السلطة القائمة بسبب الأحداث التي مرت بها البلاد خلال الثلاثة الأعوام الماضية".
ووفقاً للذهب فإن " مسألة تزامن تنفيذ العمليات الإرهابية مع غياب
وزير الدفاع عن البلاد، ليس له صلة بمسألة الانضباط العسكري، أو بنظرية المؤامرة التي يسوق لها البعض".
وأشار الذهب إلى أن" تنظيم القاعدة كشف عن ذلك سابقا، حيث أرجع ضرباته السابقة، إلى أنها ردا على ما يقوم به ــ وزير الدفاع اليمني ــ من تواصل مع الأمريكان في سبيل التعاون معهم على قتال التنظيم".
إلى ذلك، لاقت عملية اقتحام مقر قيادة الجيش اليمني من قبل عناصر يرجح أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة في مدينة عدن جنوب اليمن، استنكارا وغضبا واسعين.
الأمر الذي دعا الكثير من الناشطين للمطالبة بإعادة النظر في قيادة وزارة الدفاع الحالية، التي قالوا عنها: "إنها فشلت في إيقاف مسلسل القتل الذي يطال عسكريين يمنيين، بالرغم من أن حربها معلنة ضد تنظيم القاعدة في اليمن" .
وفي سياق ردود الأفعال الغاضبة، أطلق ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك " حملة للمطالبة بإقالة وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ، وذلك على خلفية حادثة اقتحام مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن، التي سبقها عدة
هجمات مماثلة ضد مقار عسكرية مهمة، منها وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء .
وسخرت الحملة من وزير الدفاع اليمني، الذي يقول عنه الناشطون من مطلقي الحملة إنه "مشغول بلقاءات في البنتاجون مع وزير الدفاع الأمريكي، لبحث العلاقات العسكرية بين الجيشين اليمني والأمريكي، وسبل تعزيز أوجه التعاون الأمني والعسكري في مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات، وكذا برامج المساعدات الفنية الأمريكية الهادفة إلى تطوير قدرات القوات المسلحة والأمن في اليمن".
من جهته، أبدى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى راجح رأيه بالموضوع قائلا: "إنه لابد من تغيير يطال وزارة الدفاع، ابتداء من أعلى مسؤول فيها"، في إشارة منه إلى وزير الدفاع محمد ناصر أحمد الذي يزور أمريكا حالياَ.
وأَضاف في صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك": "إذا لم يتم التغيير فإن المعنى واضح"، وهو أن "أرواح الجنود والضباط وأمن البلد ،ومصلحته العامة، ومصير مؤسسته العسكرية تهون كلها ؛ وتهدر على مذابح المماحكات والصراعات والولاءات ذات الطابع الحزبي والفئوي والمناطقي".
بدوره، وصف رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية نبيل البكيري، "ضرب مؤسسة الجيش وإدمان إهانتها بهذا الشكل"، بأنه "ترتيب يجري على قدم وساق، لدويلات أمراء الحرب، وتجار الأسلحة، وشيوخ القبائل، وأئمة السلالة".
ولفت إلى أن " ما يجري للجيش هو باختصار المقدمة الضرورية لتفتيت اليمن، لدويلات وطوائف و مليشيات".
في الوقت الذي أبدى فيه استغرابه من صمت الرئيس عبدربه منصور هادي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووزير دفاعه، الذي يتنقل في فنادق العالم، بحسب وصفه.
وتأتي هجمات القاعدة على مقار عسكرية يمنية في ظل غياب وزير الدفاع اليمني ،الذي يزور الولايات المتحدة الأمريكية حالياً.
هذا وكان تنظيم القاعدة في اليمن، قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف في كانون الأول/ديسمبر، مقر وزارة الدفاع اليمنية ، وأسفر حينها عن سقوط 52 قتيلا.
وتجتاح اليمن موجة من أعمال عنف متفرقة، بعدما وسع تنظيم القاعدة من عملياته ضد قوات الجيش اليمني في عدة مناطق يمنية،
وغالباً ما تأتي الهجمات،عقب الهجمات التي تقوم بها الطائرات الأمريكية .