يقول الصحفي الفرنسي جان إيف يونت: "لقد سمعت الكثير عن الحرب، وقرأت كثيرًا عن غدر الفاشيين الألمان، ولكنالأرمن فاقوا ذلك بقتلهم الأبرياء والأطفال في عمر الخامسة والسادسة".
ويقول الكاتب والصحفي الأرميني المقيم حاليًا في لبنان "داود خيريان"، الذي يروي بفخر في كتابه المعنون "في سبيل الصليب"
مذبحة خوجالي، فيقول: "في برد الصبح القارس، كان يجب علينا أن نقيم جسرًا من الموتى للعبور من المستنقع الموجود بالقرب من منطقة "باشيولاق". لم أرد السير فوق جثث الموتى. فرأى ذلك العقيد أوانيان، فأشار لي "لا تخف". فوضعتُ قدمي في صدر جثة طفلة في التاسعة أو الحادية عشرة من عمرها، وبدأت السير. لقد غرقت قدماي وسروالي في الدم، لقد عبرتُ بهذه الطريقة فوق 1200 جثة".
وأما صحيفة "تايمز" اللندنية، فقد عنونت عددها الصادر يوم 4 آذار/ مارس 1992 كالتالي: "معظم القتلى ممثل بجثثهم، وطفلة صغيرة لم يبق سوى رأسها".
وجريدة "أزفيزستيا" الروسية كان عنوانها في ذلك اليوم الدامي: "الكاميرات تنقل لنا صور أطفال قُطعت آذانهم. وامرأة لم يبق سوى نصف وجهها. وسلخ فروة رأس رجل".
وصحيفة "لو موند" الفرنسية: "الصحفيون الأجانب الموجودون بمحافظة أغدام يشاهدون ثلاث جثث مسلوخة الرأس، ومنزوعة الأظافر بين جثث النساء والأطفال في خوجالي. وهذه ليست مجرد حملة دعائية من الأذربيجانيين، بل هي الحقيقة".
وفي مجلة "فالير أكتويل" الفرنسية: "المجموعات المسلحة الأرمينية في هذه المنطقة ذات الحكم الذاتي تمتلك معدات حديثة، بما فيها المروحيات بجانب القادمين من الشرق الأوسط. وهناك معسكرات حربية ومخازن سلاح بسوريا ولبنان تابعة للتنظيم الإرهابي الأرميني "أصالا".. الأرمن يقضون على الأذربيجانيين من خلال الإبادة الجماعية التي قاموا بها في أكثر من مائة قرية مسلمة".
وقام بتجميع هذه التصريحات الصحفي المصري أحمد سامي العايدي، ونشرت على صفحات وكالة الأنباء الأذرية، وذلك بمناسبة حلول الذكرى السنوية لمجزرة خوجالي التي وقعت في السادس والعشرين من شهر شباط/ فبراير عام 1992 للميلاد، حيث عمدت القوات المسلحة لجمهورية
أرمينيا إلى ذبح وقتل سكان مدينة خوجالي الواقعة في إقليم ناغورني قارباغ الأذربيجاني وذلك باستخدام شتى أنواع الأسلحة.
في ذلك اليوم اقتحمت الوحدات الأرمينية المسلحة مدينة خوجالي التي كان يقطنها 7 آلاف نسمة من المسلمين، وقتلت 613 من المدنيين بينهم 63 طفلا و106 نساء و70 شيخا، وفقدت حوالي 70 عائلة بالكامل، وجرح 487 مدنياً وخطف 150 شخصا.
وإذ تأتي مجزرة خوجالي عام 1992 ضمن سلسلة من المجازر المرتكبة في حق الأذريين من قبل الأرمن خلال حرب "ناجورنو قرة باغ" من شباط/ فبراير 1988 إلى أيار/ مايو 1994، فإن جذورها تعود إلى عام 1923 عندما أعطت الحكومة الروسية منطقة ناغورنو-كرباخ رسمياً لأذربيجان (أذربيجان وأرمينيا كانتا تتبعان للاتحاد السوفياتي)، وعند تفتت العقد السوفيتي واستقلال جمهورية أذربيجان، اندلعت الحروب بين كل من أذربيجان وجمهورية أرمينيا، بسبب إصرار كل منهما على ضم تلك البقعة إلى أراضيه.
وفي بداية هذا الأسبوع، أعلن فريق أتلتيكو مدريد الإسباني أن لاعبيه سيرتدون شارات سوداء خلال مواجهة الفريق لكل من أوساسونا وريال مدريد في الجولتين القادمتين من الدوري الإسباني، وذلك لإحياء ذكرى مجزرة خوجالي. وقال بيان للنادي: "نظرا للعلاقات الوطيدة بين أتلتيكو وشعب أذربيجان لرعايته لفريق أتليتكو مدريد، نرغب في أن نتشارك مع شعبها الآلام في ذكرى مأساة خوجالي".