جماجم وهياكل عظميه لضحايا الأبادة الجماعية تم تصويرها بمدرسة في 2001 - أرشيفية
بعد مرور 20 عاما على الحرب في رواندا بدأت محكمة فرنسية محاكمة من يشتبه في ارتكابهم المذبحة التي راح ضحيتها 800 ألف شخص، ومن ضمن المتهمين الرئيس السابق للمخابرات باسكال سيمبيكانجوا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
ومثل سيمبيكانجوا (54 عاما) أمام محكمة في باريس، الثلاثاء، في أول أيام المحاكمة التي طال انتظارها، ومن المتوقع أن يصف خلالها أكثر من 50 شاهدا دور المشتبه به في تسليح قتلة الهوتو وتوجيههم.
وامتلأت قاعة المحكمة بنشطاء حقوقيين وصحفيين جاءوا من رواندا لمتابعة المحاكمة.
وأنكر سيمبيكانجوا الاتهامات الموجهة إليه. وقال ألن جوتيه الذي شارك في تأسيس جماعة ضحايا رواندا وهي طرف في القضية للصحفيين: "لم نأت إلى هنا باسمنا وإنما باسم مليون ضحية أبيدوا في رواندا في عام 1994".
وتأخرت فرنسا -التي كانت تعتبر لفترة طويلة ملاذا آمنا لقادة عملية الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في عام 1994- كثيرا عن جيرانها مثل بلجيكا وسويسرا وألمانيا التي قدمت للعدالة المشتبه بهم الذين يعيشون على أراضيها.
ويمكن محاكمة الروانديين الذين يشتبه في ضلوعهم في جرائم إبادة أمام القضاء الفرنسي بموجب قانون فرنسي صدر في عام 1996.
وأنشأت فرنسا وحدة خاصة للتحقيق في جرائم الإبادة قبل عامين فحصت نحو 20 شكوى قانونية ضد الجناة المشتبه بهم.
وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان فرضت غرامة على فرنسا لتلكؤها في تحريك الدعاوى القضائية المقامة أمام محاكمها منذ عام 1995.
ويواجه سيمبيكانجوا المصاب بشلل نصفي منذ عام 1986 تهمة الاشتراك في ارتكاب جرائم إبادة وجرائم أخرى ضد الإنسانية، يعاقب عليها بالسجن مدى الحياة يقضي منها 22 عاما على الأقل وراء القضبان.
وألقي القبض عليه حيث كان مختبئا في جزيرة مايوتي الفرنسية في المحيط الهندي في عام 2008.
واستهدفت موجة أعمال القتل التي استمرت ثلاثة أشهر في عام 1994 على أيدي المتطرفين الهوتو قبائل التوتسي، لكن موجة العنف طالت أيضا الهوتو المعتدلين بعد اغتيال الرئيس جوفينال هابياريمانا بإسقاط طائرته.
وبعد المذبحة اتهم الرئيس الرواندي الحالي بول كاجامي فرنسا بتدريب وتسليح ميليشيات الهوتو وهي تهمة تنكرها باريس دوما، وتسببت في حدوث جمود دبلوماسي بين البلدين.
وتمثل محاكمة سيمبيكانجوا خطوة كبيرة في تعزيز التقارب الهش بين البلدين ويقول دبلوماسيون فرنسيون إن تبرئة ساحته ستمثل انتكاسة لعملية التقارب.
ويأمل الرئيس فرانسوا أولوند في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع رواندا التي تعد حيوية في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
الإبادة الجماعية في رواندا هي إبادة وقعت في إبريل 1994، حيث تعرضت الأمة الأفريقية الصغيرة في رواندا إلى أكثر الإبادات الجماعية بشاعة في القرن العشرين.
وتمت الإبادة بواسطة حدث سياسي خطير قام على أساس الدعاية العنصرية من مجموعة الأغلبية الهوتو وقاموا بذبح أكثر من 800 ألف فرد من جماعة الأقلية التوتسيي في مدة 100 يوم بواسطة استخدام المنجل.
وتم تفسير هذه الصراع على أساس التنافس القبلي بين الجماعتين الممتد منذ قرون ولم ينجح الهوتو والتوتسي بالتصالح في مرحلة ما بعد الاستعمار.
ولم يتدخل العالم أو يرغب في التدخل لإنقاذ الموقف.
والتوتسي واحدة من ثلاثة شعوب تعيش في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية وخصوصا في رواندا وبوروندي، أما الشعبان الآخران هما الهوتو و التوا ويبلغ تعداد شعب التوتسي 2.5 مليون معظمهم كاثوليك وأقلية مسلمة.
ويمثل التوتسي ما نسبته 15% من سكان رواندا بينما يمثل الهوتو 84%