أثار الطبيب النفسي السعودي
طارق الحبيب موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تحدث عن تجربته الشخصية في التعامل مع وفاة والديه.
وقال الحبيب خلال استضافته من قبل قناة "الكويت الأولى" الرسمية، إن نقصان درجة في الامتحان أشد تأثرا على النفس من وفاة الأم والأب، متحدثا عما أسماه "البرمجة الشخصية" لا ضعف المشاعر أو انعدام الإحساس.
وفي حديث مطوّل تناول فيه مراحل التفاعل النفسي مع الصدمات، أوضح الحبيب أن الإنسان يمر بخمس مراحل بعد الفقد أو الصدمة: الإنكار، والاحتجاج، والغضب، والاكتئاب، ثم القبول. وأشار إلى أن معرفة هذه المراحل تساعد في التعامل السليم مع من فقد عزيزًا، مؤكداً أن من يظهر الحزن والبكاء ربما يكون أقرب إلى مرحلة القبول من شخصٍ ما زال في حالة إنكار.
وبيّن أن دور المعزّين ليس في التهدئة اللفظية فقط، بل في مساعدة الشخص على الانتقال من مرحلة إلى أخرى حتى يبلغ القبول، لافتًا إلى أن سرعة التعافي تختلف بحسب قيمة الفقد ومعناه لكل إنسان.
واستشهد الحبيب بتجربته الخاصة، قائلاً إنه داوم في اليوم نفسه الذي توفيت فيه والدته، لأنه يعرف برمجتها النفسية، فهي كانت – بحسب تعبيره – تكره أن يتوقف عن نفع الناس.
وأضاف أنه اشترى قطعة أرض في اليوم التالي لوفاة والده، تنفيذًا لحديث النبي ﷺ حول برّ الوالد بعد وفاته، موضحًا أن الأرض كانت من مكتب عقاري يملكه رجل مسكين من "أهل ودّ أبيه"، فاعتبر تصرفه امتدادًا للبرّ والإحسان.
وتسبب حديث طارق الحبيب بموجة غضب واسعة ضده في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قال مغردون إن جميع التفسيرات العلمية والنفسية التي قدّمها الحبيب، لا تبرر "العبارات المستفزة" التي أطلقها.
وقال ناشطون إن إسقاط الحبيب نقصان درجة في الامتحان في إطار مقارنة مع وفاة الوالدين، ثم القول إن نقصان الدرجة أشد تأثيرا، أمر غير مستساغ أو مقبول، حتى لو قام الأخير بتقديم نظريات علمية لتعزيز موقفه.
وقال الحبيب في ذات المقابلة، إن مواصلة العمل بعد وفاة الوالدين "لا يعني قسوة القلب أو ضعف الارتباط بالوالدين، بل إن لكل إنسان "ثغرة" أو نقطة ضعف تمس جانبًا من برمجته الشخصية، فبعض الناس تهزهم الخسارة المالية، وآخرون تؤثر فيهم الإشاعات أو الإخفاق الدراسي".
وأضاف أن فهم الإنسان لبرمجته الخاصة يساعده على التعامل الصحيح مع الضغوط، بدل محاولة تغيير ما لا يمكن تغييره، "كالذي يسير في الظل بدل أن يطالب بتخفيف حرارة الشمس".
يشار إلى أن طارق الحبيب، وهو من أبرز الأخصائيين النفسيين العرب، أثار الجدل عدة مرات خلال السنوات الماضية من خلال إدلائه بتصريحات تسببت في سخط ضده.
ومن أبرز التصريحات المثيرة للجدل، قول الحبيب إنه "لا يتمنى أن يموت ساجدا"، وأنه تعلم الإصرار من قصة إبليس، كما قدم آراء مثيرة للجدل في قضايا الزواج، والمثلية الجنسية وغيرها.