كشف مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين، الأربعاء، عن إصابة القيادي البارز في حركة "فتح"
مروان البرغوثي بكسور في أضلاعه، إثر تعرضه لاعتداء عنيف من قبل قوات إسرائيلية داخل السجن، منتصف أيلول/سبتمبر الماضي.
وأوضح المكتب التابع لحركة "حماس" عبر قناته في "تلغرام"، أن "الأسير مروان البرغوثي تعرض للضرب المبرح أثناء نقله من سجن ريمون إلى سجن مجدو في منتصف شهر أيلول/سبتمبر٬ ما أدى إلى فقدانه الوعي وإصابته بكسور في أربعة أضلاع نتيجة
اعتداء وحدة قمع
السجون الإسرائيلية عليه".
فيما قالت مراسلة قناة "الجزيرة" جيفارا البديري نقلا عن أسير محرر قبل أيام، إن مروان البرغوثي تعرض للضرب والتنكيل به في سجن مجدو، وريمون.
وأوضحت أن البرغوثي كان قد رد على وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار
بن غفير الذي اتهمه بأنه وغيره من الأسرى "قتلة"، إلا أن بن غفير لم ينشر رد البرغوثي عليه عند اقتحام زنزانته في سجن ريمون نهاية الشهر الماضي. وتابعت أن بن غفير أمر بنقل البرغوثي بسبب رده عليه إلى سجن مجدو، وحينها قام الحراس بالتنكيل به وضربه.
ويعد البرغوثي من أبرز القيادات الفلسطينية التي تحظى بشعبية واسعة داخل الشارع الفلسطيني، ويقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد منذ عام 2002، بعد إدانته من قبل محكمة إسرائيلية بتهم تتعلق بـ"انتفاضة الأقصى" التي اندلعت في خريف عام 2000.
استبعاد من صفقة التبادل
وفي تطور مواز، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الخميس الماضي، أن البرغوثي لن يكون ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس".
وقالت شوش بادروسيان، المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، في مؤتمر صحفي: "في هذه المرحلة، لن يكون (البرغوثي) جزءا من هذا الإفراج".
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق بين الاحتلال الإسرائيلي و"حماس" على المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، عقب مفاوضات غير مباشرة استمرت أربعة أيام في مدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وفود من مصر وقطر وتركيا، وتحت إشراف أمريكي مباشر.
اقتحام وتهديد داخل الزنزانة
وفي آب/أغسطس الماضي، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير زنزانة البرغوثي في سجن "ريمون"، ووجه له تهديدات مباشرة قائلا: "من يقتل أطفالنا أو نساءنا فسنمحوه.. أنتم لن تنتصروا علينا"، وفق ما أظهره مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام إسرائيلية.
وبدا البرغوثي، البالغ من العمر 67 عاما، هزيلا داخل زنزانته، ما أثار موجة غضب وتعاطف واسع في الأوساط الفلسطينية.
وعلقت زوجته فدوى البرغوثي على الفيديو بقولها عبر حسابها في فيسبوك: "صحيح لم أعرفك ولا تعرفت على ملامحك، وربما جزء مني لا يريد أن يقر بما يعبر عنه وجهك وجسدك وما تعرضت له أنت والأسرى".
مسيرة نضالية حافلة
اعتقل الاحتلال الإسرائيلي مروان البرغوثي في 15 نيسان/أبريل 2002 من منزله في حي الطيرة بمدينة رام الله، ووجهت له تهم القتل والشروع بالقتل، ليحكم عليه لاحقاً بالسجن المؤبد خمس مرات وأربعين عاماً إضافية.
وُلد البرغوثي في قرية كوبر شمال غرب رام الله عام 1958، وانخرط في حركة "فتح" منذ سن الخامسة عشرة. اعتُقل للمرة الأولى عام 1976، وتعلم خلال سجنه اللغة العبرية. وتعرض لاحقاً للاعتقال والمطاردة عدة مرات خلال دراسته الجامعية.
في عام 1985، فرضت عليه سلطات الاحتلال الإقامة الجبرية، ثم اعتُقل إداريا في آب/أغسطس من العام نفسه في إطار سياسة "القبضة الحديدية". وكان من القيادات البارزة في الانتفاضة الأولى (1987) قبل أن يُرحل إلى الأردن، حيث أقام سبع سنوات.
عاد البرغوثي إلى الأراضي الفلسطينية عام 1994 بعد اتفاق أوسلو، وانتُخب عام 1996 عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح.
وفي المؤتمر الخامس لحركة فتح عام 1989، انتخب عضواً في المجلس الثوري للحركة، وكان آنذاك أصغر الأعضاء سناً، قبل أن يتولى لاحقاً موقع أمين سر الحركة في الضفة الغربية.
أكاديمي ومؤلف داخل السجن
يحمل البرغوثي درجة البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية والماجستير في العلاقات الدولية، وكان يعمل محاضراً في جامعة القدس (أبو ديس) قبل اعتقاله.
وخلال سنوات سجنه، نال درجة الدكتوراه، وألف عدة كتب من داخل المعتقل، أبرزها "الوعد" و"مقاومة الاعتقال" و"ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي".
في شباط/فبراير 2024، أعلن بن غفير نقل البرغوثي إلى العزل الانفرادي في سجن آخر، بدعوى امتلاكه معلومات عن "انتفاضة محتملة" في الضفة الغربية، ما أثار قلقاً واسعاً بين الفلسطينيين على سلامته، خاصة في ظل ما يتعرض له من تضييق ومعاملة قاسية داخل السجون الإسرائيلية.