طالبت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "
يونيفيل"، جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى التوقف الفوري عن شن أي هجمات ضد قوات حفظ السلام أو بالقرب منها وكذلك ضد المدنيين والجنود اللبنانيين، مؤكدة أن أي اعتداء على قواتها أو عرقلة مهامها، فأنه يظهر استخفافا بسلامة وأمن جنود اليونيفيل والجيش اللبناني.
وأعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل"، إلقاء الجيش الإسرائيلي قنابل قرب قوات تابعة لها في
بلدة مارون الراس، معتبرة ذلك "انتهاكا خطيرا" لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في 11 آب/غسطس 2006، والذي يدعو إلى وقف العمليات القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء
الجيش اللبناني وقوة "اليونيفيل".
وقالت اليونيفيل، في بيان، إن "الجيش الإسرائيلي ألقى، الخميس، قنابل قرب قوات حفظ السلام، كانت تعمل إلى جانب الجيش اللبناني لتأمين الحماية للعمال المدنيين، الذين كانوا يقومون بإزالة ركام المنازل المدمرة جراء الحرب، في بلدة مارون الراس".
وأوضح البيان، أن "قنبلة انفجرت قرب حفارة تبعد نحو 500 متر عنهم، وبعد لحظات، وقع انفجار على مسافة تتراوح بين 30 و40 مترا منهم عقب تحليق مسيرة، وبعد نحو 20 دقيقة رُصدت مُسيّرة أخرى ألقت قنبلة انفجرت على بُعد 20 مترا فوق رؤوسهم (عناصر اليونيفيل)"، وأضاف: "لحسن الحظ، لم يُصب أحد بأذى، فيما استُكملت الأشغال في وقت لاحق".
واعتبر البيان، أن "أي اعتداء على قوات حفظ السلام أو عرقلة مهامهم يظهر استخفافا بسلامة وأمن جنود اليونيفيل والجيش اللبناني، وبالاستقرار الذي يسعون إلى ترسيخه في جنوب لبنان"، كما طالبت اليونيفيل، إسرائيل بـ"السماح لقواتها بأداء المهام المنوطة بهم، دون أي عرقلة".
وتأسست يونيفيل عام 1978 عقب الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، ثم عززت مهامها بشكل كبير بعد حرب تموز/يوليو 2006 والقرار الأممي 1701، حيث انتشر أكثر من 10 آلاف جندي لمراقبة وقف الأعمال القتالية ودعم الجيش اللبناني في بسط سلطته جنوب نهر الليطاني.
وفي آب/أغسطس الماضي، تبنى مجلس الأمن بالاجماع القرار رقم 2790 الذي يقضي بتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) للمرة الأخيرة حتى 31 كانون الأول/ديسمبر 2026، وأن يبدأ خفض قوامها وانسحابها بشكل منظم وآمن اعتبارا من ذلك التاريخ وفي غضون سنة واحدة.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحوّل في أيلول/سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة أسفرت عن استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفا آخرين، ورغم التوصل، في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، فإن الأخيرة خرقته أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 280 شخصا وإصابة 625 آخرين، وفق بيانات رسمية، وفي تحدٍ للاتفاق، لا تزال إسرائيل تحتل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.