أثار ظهور اسم "
يحيى السنوار" على لوحة مواليد حديثي الولادة في أحد المستشفيات الجامعية الألمانية موجة جدل واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تسببت في تدخل جماعات الضغط
الصهيوني ودفع المستشفى إلى حذف المنشور وتقديم اعتذار رسمي.
القضية بدأت حين نشر المستشفى الجامعي في مدينة لايبزيغ (شرق ألمانيا) صورة عبر حسابه الرسمي على منصة "إنستغرام"، توثق لوحة أسماء المواليد الجدد ليوم الأحد الماضي، وهي عادة يومية رمزية تحتفي بالمواليد الجدد في قسم التوليد بالمستشفى.
وظهر في اللوحة اسم "يحيى السنوار"، في إشارة إلى طفل حديث الولادة، ما أثار صدمة وغضباً في أوساط داعمي الاحتلال الإسرائيلي داخل ألمانيا وخارجها.
ضغط صهيوني واتهامات للمستشفى
وسرعان ما انتشرت الصورة على حسابات تابعة للوبي الصهيوني في ألمانيا وأوروبا، كما تداولها مؤثرون يهود وإسرائيليون بتعليقات غاضبة اتهمت المستشفى بـ"تمجيد قائد إرهابي"، في إشارة إلى القيادي البارز في حركة حماس يحيى السنوار، الذي استشهد في تشرين الأول/أكتوبر 2024 خلال قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة.
وتحت الضغط، اضطر المستشفى إلى حذف الصورة ونشر بيان اعتذار قال فيه: "نشرنا اليوم أسماء المواليد الجدد في قسم التوليد، كما نفعل يومياً... نتفهم أن المنشور أثار انطباعات سلبية لدى البعض، ونأسف لذلك. سنراجع إجراءاتنا الداخلية ونتخذ مستقبلاً قرارات أكثر حساسية في مثل هذه الحالات".
كما أوضح المستشفى أن الأسماء تُنشر بناءً على طلب أو موافقة الوالدين حصراً، ولا علاقة للإدارة باختيارها أو خلفياتها.
الاسم عربي شائع ومتاح قانوناً
وبالرغم من الجدل السياسي الذي أثير، فإن اسم "يحيى" يُعد من الأسماء الشائعة في العالم العربي، وارتفعت شعبيته في أوروبا خلال السنوات الأخيرة.
ففي تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست عام 2024، قفز اسم "يحيى" 33 مرتبة ضمن قائمة الأسماء الأكثر استخداماً للذكور في بريطانيا، حيث أُطلق على 583 مولوداً في إنجلترا وويلز وحدها في ذلك العام.
كما تنص القوانين الألمانية على حرية الوالدين في تسمية أطفالهم، ما لم يكن الاسم يضر بمصلحة الطفل أو يعرضه للسخرية أو الإحراج، وتُعد مكاتب السجل المدني هي الجهة الوحيدة المخولة باعتماد الأسماء.
ويُشار إلى أن يحيى السنوار كان من أبرز قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وشغل سابقاً منصب رئيس مكتبها السياسي في قطاع غزة. وسبق أن قضى أكثر من عقدين في سجون الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يُفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 2011.
وبعد اندلاع الحرب الإسرائيلية الشاملة على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، برز السنوار بوصفه أحد رموز المقاومة، إلى أن أعلن الاحتلال اغتياله خلال عملية عسكرية في جنوب القطاع، في شرين الأول/أكتوبر 2024.
وأثار حذف المستشفى للمنشور موجة انتقادات وسخرية عبر منصات عربية وفلسطينية، إذ اعتبر نشطاء أن تصرف المستشفى يكشف حجم النفوذ الصهيوني في أوروبا، ومدى الاستجابة السريعة لأي ضغوط تتعلق بتجريم كل ما يمت بصلة للقضية الفلسطينية أو رموز المقاومة.