سياسة عربية

حاخام أمريكي سوري: حصلنا على تطمينات خلال تواجدنا مؤخرا في دمشق

كان الأسد الأب قد فرض قيوداً على سفر اليهود الذين يعيشون في سوريا لفترة طويلة- إكس
قال الحاخام الأمريكي السوري، هنري حمرا، إن السلطات السورية الحالية قدمت تطمينات خلال زيارته الأخيرة إلى سوريا الأسبوع الماضي، مؤكدةً أنها ستقوم بإعادة أي ممتلكات صودرت من يهود سوريين خلال فترة حكم نظام الأسد.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الأمريكية واشنطن نظمته جمعية الاستجابة الطارئة السورية، وأشار حمرا إلى أن السلطات السورية وفرت الحماية للوفد اليهودي الذي ضم يهوداً من أصول سورية وآخرين أمريكيين، ومكنتهم من زيارة مواقع دينية يهودية وممتلكات كانت ليهود سوريين، معظمها كان مهجوراً وفي حالة سيئة.

وأكد حمرا أن السلطات الحاكمة حالياً في سوريا دعته للعودة مرة أخرى إلى البلاد بصحبة أكبر عدد ممكن من اليهود من أصول سورية. وأشار إلى أن رفع العقوبات عن سوريا يعد أمراً ضرورياً لتمكين الشعب السوري من تحسين أوضاعه المعيشية، وجلب استثمارات لإصلاح ما أفسدته الحرب وعقود حكم نظام الأسد.

وبعد 34 عاماً قضاها بعيداً عن بلاده، عاد الحاخام ونجله هنري إلى العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي، وأعرب عن أمله في عودة بقية يهود سوريا. ووثقت مشاهد الحاخام ونجله وهما يقرآن من سفر التوراة في كنيس يهودي بقلب دمشق. وقد أتيحت للحاخام فرصة زيارة مقبرة والده وجده.

يذكر أن زيارة الوفد اليهودي إلى سوريا أثارت جدلاً واسعاً، خاصة بعد الكشف عن وجود الحاخام الأمريكي آشر لوباتين، المعروف بدعمه للاحتلال الإسرائيلي، ضمن الوفد الزائر. وظهر لوباتين إلى جانب الحاخام هنري حمرا ومجموعة من الحاخامات اليهود في دمشق، ما أثار سخطاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد ذكّر ناشطون بآراء لوباتين المتطرفة، ودعمه العلني للمجازر التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى دعواته السابقة لضم هضبة الجولان السورية إلى "إسرائيل". وزعم لوباتين سابقاً أن الصحفية شيرين أبو عاقلة قُتلت بنيران فلسطينية، وليس برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة إليه.

ولم تصدر أي تعليقات من الإدارة السورية الجديدة حول الاستقبال الذي حظي به آشر لوباتين، ما أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الوفد الزائر والسلطات السورية، ومدى تقبل الأخيرة لوجود شخصيات معروفة بدعمها للاحتلال الإسرائيلي.

يذكر أن عدد اليهود في سوريا، الذي كان يصل إلى الآلاف في عهود سابقة، تقلص إلى أقل من 10 أشخاص بعد مغادرة آخر من تبقى منهم في تسعينيات القرن الماضي، عندما سمح لهم حافظ الأسد بالسفر.

وكان الأسد الأب قد فرض قيوداً على سفر اليهود الذين يعيشون في سوريا لفترة طويلة، وواجهوا صعوبات في الحصول على وظائف وامتلاك عقارات. وفي أعقاب الضغوط الدولية، غادر معظم اليهود البلاد، وكان عددهم في ذلك الوقت بضعة آلاف.