حقق باحثون في جامعة تافتس في الولايات المتحدة تقدما كبيرا في مجال زراعة
الأسنان، حيث تمكنوا من تطوير هياكل تشبه الأسنان البشرية باستخدام مزيج من خلايا الأسنان البشرية والخنزيرية.
ووفقا لما نشره فريق البحث، فإن هذه التقنية قد تمثل بديلاً بيولوجيا مستقبليا لزراعة الأسنان التقليدية في حال فقدان سن بالغة.
وقالت باميلا ييليك، الباحثة الرئيسية في
الدراسة: "لقد قمنا بزراعة أسنان تشبه الأسنان البشرية في خنازير صغيرة، وهي خطوة نحو إيجاد بدائل بيولوجية لزراعة الأسنان".
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Stem Cells Translational Medicine، أن الباحثين قاموا بإزالة الخلايا من أسنان خنازير صغيرة، ثم زرعوا بداخلها مزيجًا من خلايا الأسنان البشرية والخنزيرية. وبعد عدة أسابيع من النمو في المختبر، تم زرع هذه الأسنان في فكي ستة خنازير صغيرة.
وبعد شهرين، لاحظ الباحثون أن الأسنان بدأت تتطور بطريقة مشابهة لأسنان البالغين الصحية، حيث تشكلت طبقات صلبة من العاج والأسمنت، ما يعكس تقدماً هامًا في هندسة الأنسجة السنية.
وأشارت كريستيان ميراندا فرانسا، طبيبة الأسنان والباحثة في جامعة أوريغون للصحة والعلوم، والتي لم تشارك في الدراسة، إلى أهمية هذا الاكتشاف، قائلة: "لقد طبقت (الدراسة) العلوم الأساسية لتطوير السن، وهذا أمر مذهل".
وأضافت فرانسا أن هذه الأسنان البيولوجية المعدلة "تُظهر خصائص أساسية للأسنان الطبيعية مفقودة في غرسات التيتانيوم"، ما قد يجعلها بديلا أكثر توافقا مع بيولوجيا الفم مقارنة بالخيارات الحالية مثل غرسات التيتانيوم وأطقم الأسنان، وفقا لتقرير نشرته مجلة
MIT Technology Review.
وأوضحت ييليك أن زراعة الأسنان التقليدية قد تواجه مشكلات، مثل عدم التوافق التام مع أسنان المريض، ما قد يؤدي إلى توزيع غير متساوٍ للقوى أثناء المضغ، وبالتالي إلحاق الضرر بعظام الفك المحيطة.
وأضافت أنه "من الصعب جدا استبدال الغرسة، لأنه يجب عليك أولا إعادة بناء العظام التي تآكلت مع مرور الوقت".
وأكدت ييليك أن فريقها متفائل بإمكانية تطوير بديل بيولوجي وظيفي للأسنان في المستقبل، مشيرة إلى أن "الأسنان المزروعة ليست مثالية بعد، لكنها خطوة كبيرة نحو تحقيق هذا الهدف".