نشر موقع "
ديسكفر" تقريرًا سلط فيه الضوء على ما يُعرف بـ"
الأطعمة المريحة" وسبب الانجذاب إليها، مؤكدا أن الإفراط في تناولها للتعامل مع الضغوط النفسية قد يسبب مشاكل صحية.
وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن كل الناس لديهم أطعمة مفضلة يلجؤون إليها عند الحاجة إلى بعض الراحة، فربما نتناول بعض الحساء عندما نشعر بالتعب، أو نأكل وجبة خفيفة تذكرنا بأيام الطفولة عندما نضطر إلى العمل لوقت متأخر.
هذا تحديدا ما توفره لنا الأطعمة المريحة، وكل المجتمعات البشرية لها أطعمتها المفضلة التي تجعلها تشعر بالراحة، وفقا للموقع.
ويقول تشارلز سبينس، عالم النفس التجريبي الذي درس علم الأطعمة المريحة في جامعة أكسفورد، إننا لا نعرف على وجه الدقة تاريخ هذه الأطعمة، ومن غير المرجح أن يكون البشر الأوائل الذين اعتمدوا على الصيد قد عرفوا هذه الأطعمة لأن توفير الطعام كان عملاً شاقًّا.
لماذا نلجأ إلى الأطعمة المريحة؟
نشر سبينس سنة 2017 دراسة في المجلة الدولية لفن الطهي وعلوم الأغذية؛ وقد عرّف فيها الأطعمة المريحة بأنها "تلك الأطعمة التي يوفر تناولها المواساة أو الشعور بالرفاهية".
ويقول سبينس إن الأطعمة المريحة توفر الأمان العاطفي والحنين الإيجابي إلى الماضي، ومن المحتمل أن تكون تلك الأطعمة مرتبطة بذكريات من الطفولة.
يمكن لهذه العاطفة أن تمدنا بدفعة إضافية عندما نشعر بالخطر، وقد حدث ذلك خلال جائحة كوفيد-19، حيث تدافع الناس لملء مخازنهم بأكبر عدد من الأطعمة التي تذكرهم بالماضي.
ويضيف سبينس أن الإناث يميلون إلى تناول الأطعمة الحلوة مثل الآيس كريم والشوكولاتة، بينما يميل الذكور إلى الأطعمة المالحة التي تمدهم بالطاقة، مثل المعكرونة بالجبن وحساء الدجاج.
لماذا نشتهي بعض النكهات؟
أشار الموقع إلى أنه من المرجح أن هذه الأطعمة أصبحت مفضلة عند البشر، لأن الأطعمة المرّة والحامضة كانت مؤشرًا على وجود السموم بالنسبة للإنسان البدائي، لذلك فإننا نشتهي الحلويات والأطعمة الدسمة والغنية بالطاقة، وكلما استهلكنا سعرات حرارية أكثر شعرنا بقدر أكبر من الراحة.
ويقول سبينس إن الطاقة الناتجة عن تناول الحلوى هي ما يجب أن نحصل عليه إذا اضطررنا للركض بسرعة عالية هربا من حيوان مفترس.
ورغم أن البشر الأوائل لم يكونوا بالضرورة يفضلون الأطعمة الحارة، إلا أنها كانت توفر الدفء في فصل الشتاء، وبالتالي تُشعرهم بقدر من الراحة النفسية.
هل الأطعمة المريحة صحية؟
أضاف الموقع أن المشكلة الأساسية في الأطعمة المريحة هي أنها غالبًا ما تكون مصنعة ومليئة بالدهون والسكر، موضحا أن هناك فرقا كبيرا بين تناول هذا النوع من الأطعمة المريحة من حين لآخر، وبين أن تصبح سلوكا يوميا للتنفيس عن المشاعر، وهو ما يُعرف بـ"الأكل العاطفي".
وقد وجد بحث نُشر في مجلة "الحدود في علم الأعصاب السلوكي" أن الأشخاص الذين يتناولون الطعام بشكل عاطفي يأكلون الأطعمة المريحة بكمية أكبر من غيرهم.
لكن الإفراط في تناول الأطعمة المريحة للتعامل مع المشاعر السلبية - بدلا من ممارسة الرياضة أو طلب المساعدة الطبية - قد يتسبب في زيادة الوزن ويؤثر سلباً على
الصحة.