أكد نائب رئيس
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،
عصام البشير، أن الحرب التي يشهدها
السودان هي "معركة وجودية" ضد "قوة باغية" تنفذ أجندات لتفتيت
وحدة السودان وتفكيك الجيش، معبرا في الوقت نفسه عن أسفه لعدم إيلاء ما يحدث في
السودان ما يكفي من الاهتمام عربياً وإسلامياً.
وعلى هامش
اجتماع مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة، قال عصام البشير،
في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، إن "السودان يخوض حربا ضروسا بتآمر
إقليمي ودولي لتفكيك الجيش وتفتيت وحدة السودان والتحكم في موارده واستهداف مقومات
بنائه هوية وعقيدة وقيما".
ونبّه إلى أن
"هذه الحرب الضروس خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمرضى، ونُهبت
الممتلكات، واغتُصبت الأعراض، وصار ما يقارب العشرين مليونا بين نازح ولاجئ في بعض
دول الجوار أو في بعض المناطق الآمنة في السودان".
كما حدد دوراً
آخر للعلماء يتمثل في تحفيز "كل الجهود لمناصرة أهلنا في السودان" الذين
يحتاجون، بحسب البشير إلى "حملات إغاثة إنسانية من كساء وغذاء ودواء وإيواء،
بالإضافة إلى حاجتهم إلى السند الإعلامي والديبلوماسي في كل المحافل حتى تنقشع هذه
الأزمة ويعود الاستقرار إلى بلدنا آمنا مطمئنا وتعود الجموع إلى رحاب دارها".
ومنذ منتصف
أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا دامية طرفاها الجيش السوداني بقيادة عبد
الفتاح البرهان، الذي يتولى أيضا رئاسة مجلس السيادة، و"قوات الدعم
السريع" التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي). وتشهد مناطق عدة في البلاد
معارك بين الطرفين طالت 13 ولاية من أصل 18 في السودان وسط تفاقم المأساة
الإنسانية. إذ أودت الحرب حتى الآن بحياة نحو 25 ألف شخص، إضافة إلى 10 ملايين
نازح داخليا ولاجئ بدول الجوار، خصوصا تشاد.
ورغم تصاعد
الدعوات الأممية والدولية إلى تجنب كارثة إنسانية في ظل نقص حاد في الغذاء
والاحتياجات الأساسية بسبب استمرار العنف، إلا أن ذلك لا يلوح في الأفق، خصوصا بعد
فشل حوارات بين أطراف القتال، لا سيما في جدة السعودية.