خرج أكثر من 125 ألف شخص في
بريطانيا بتظاهرة داعمة لفلسطين، السبت، للمطالبة بوقف الإبادة في قطاع غزة، بدعوة من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، بالشراكة مع حركة التضامن مع فلسطين، وتحالف أوقفوا الحرب، وتحالف أوقفوا التسليح النووي، ومنظمة أصدقاء الأقصى، والرابطة الإسلامية في بريطانيا.
وانطلقت المظاهرة من "بارك لين" في
لندن، باتجاه "وايتهول" حيث التجمع الخطابي الرئيسي.
وقال المشاركون إن الفعالية تأتي انتصارًا لغزة ورفضًا للعدوان على لبنان، وللمطالبة بمحاسبة مجرمي الإبادة وداعميهم.
وجاءت المظاهرة بالتزامن مع إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومع الإعلان عن مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وزراء دولة
الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير حربه السابق، يوآف غالانت.
من جانبه، أعرب المنتدى عن استنكاره الشديد للتصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر ووزير الخارجية ديفيد لامي، التي حاولت التقليل من فظاعة الإبادة الجماعية في غزة.
وأدان تصريحات لامي الأخيرة في البرلمان، التي ادّعى فيها عدم وجود صحفيين في غزة، رغم الحقائق المؤلمة التي تؤكد استشهاد ما يقرب من 200 صحفي أثناء قيامهم بواجبهم مع مؤسسات إعلامية عالمية.
واعتبر التصريحات الصادرة عن الحكومة، تماهيا واضحا مع جرائم الاحتلال وتعكس خذلانًا مزدوجًا من القيادتين البريطانية والأمريكية، بحسب المنتدى.
وشارك في التظاهرة عدد من السياسيين والنشطاء البارزين، أبرزهم عضو البرلمان البريطاني، النائب جيريمي كوربين وعضو البرلمان عن حزب العمال، كيم جونسون، والطبيب الفلسطيني، أحمد مخللاتي، والممثل والناشط السياسي، خالد عبدالله، والممثلة جولييت ستيفنسون، والرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام، حليمة بيجوم.
مطالبة بالمساءلة
وطالب المتظاهرون الحكومة البريطانية بإنهاء
دعمها للاحتلال الإسرائيلي الوحشي وانتهاكاته المتكررة للقانون الدولي، داعين إلى
قطع العلاقات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية مع إسرائيل وفرض حظر على تصدير
الأسلحة لها. جاءت هذه الدعوات تأكيدًا على ضرورة التزام بريطانيا بمسؤولياتها
الأخلاقية والقانونية، بما في ذلك التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لضمان
تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين للعدالة.
خلال التجمّع، استمع المشاركون لخطابات
مؤثرة من قادة بارزين. أكدت كيم جونسون، عضو البرلمان عن حزب العمال، على تواطؤ
الحكومة البريطانية ودعت إلى تغيير شامل في سياسات بريطانيا الخارجية.
بدوره، ندّد جيريمي كوربين، النائب المستقل،
بسياسات الفصل العنصري الإسرائيلية وفشل المجتمع الدولي في محاسبة إسرائيل على
جرائمها. كما قدم الدكتور أحمد مخللاتي، طبيب فلسطيني، شهادات مؤلمة من غزة،
مسلطًا الضوء على الحاجة الماسة لتدخل إنساني عاجل.
أما خالد عبد الله، الممثل والناشط، فقد دعا
إلى تضامن عالمي، معتبرًا أن النضال الفلسطيني جزء من النضال الأوسع لتحقيق
العدالة لجميع الشعوب المضطهدة. وأكدت الممثلة الشهيرة جولييت ستيفنسون على أهمية
العمل الجماعي في تحقيق العدالة، بينما طالبت حليمة بيغوم، الرئيسة التنفيذية
لمنظمة أوكسفام، بتقديم المساعدات الإنسانية فورًا والعمل على إيجاد حل سياسي ينهي
العنف.
وفي كلمته، أدان فارس عامر، ممثل المنتدى
الفلسطيني في بريطانيا، نفاق الحكومة البريطانية في ظل تصاعد الجهود الدولية
لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين. وقال: "بينما تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق بنيامين
نتنياهو ويوآف غالانت، يتجاهل وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي القوانين
والأعراف الدولية بترديده دعاية صهيونية مضللة بأن ‘لا صحفيين في غزة’، وهي الكذبة
التي تُستخدم لتبرير الإبادة الجماعية. نحن ندعم الصحفيين الفلسطينيين الشجعان
الذين يخاطرون بكل شيء لنقل جرائم إسرائيل للعالم"..”
كما انتقد إبراهيم خضرة، المتحدث باسم
عائلات غزة، تصريحات وزير الخارجية ديفيد لامي التي ادعى فيها عدم وجود صحفيين في
غزة. وأكد أن أكثر من 200 صحفي قُتلوا أثناء تأدية واجبهم المهني، مشيرًا إلى أن
تصريحات لامي ليست فقط مضللة بل خطيرة.
وأضاف: "تصريحات لامي تنكر وجود الحقيقة
ذاتها. غزة قضية موثقة، والصحفيون الذين يخاطرون بحياتهم لتوثيق الجرائم المرتكبة
بحق الفلسطينيين هم أبطال. إن إنكار وجودهم هو إنكار للحقيقة. هذه الخسائر يجب أن
تُعترف من الجميع ممن يدّعون الدفاع عن الحقيقة والعدالة".
وأوضح الدكتور أحمد مخللاتي، الذي عاد
مؤخرًا من غزة بعد أن قضى سنوات طويلة في علاج المصابين، أن الجرائم الإسرائيلية
لها عواقب أبعد من مجرد الاحتلال. وقال: "كما أثبت التاريخ، فإن جرائم الإبادة والتطهير العرقي والعدوان الوحشي لا
تؤدي إلى ديمومة الاحتلال"، وفق تعبيره.
وتأتي مظاهرة اليوم في ظل تصاعد الفعاليات
المناصرة لفلسطين في مختلف المدن البريطانية المناصرة لفلسطين والمطالبة بوقف
تصدير الأسلحة إلى إسرائيل ووقف حرب الإبادة ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت،
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى "44 ألفا و382 شهيدا"، منذ 7
أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت في تقريرها الإحصائي اليومي:
"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 44 ألفا و382 شهيدا، و105 آلاف
و142إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023".
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي ارتكب "4
مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 19 شهيدا و72 مصابا خلال 24
ساعة الماضية".
وأشارت الوزارة إلى وجود "عدد من
الضحايا تحت الركام وفي الطرقات بحيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني
الوصول إليهم".
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر
2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت بجانب القتلى والجرحى حوالي 11 ألف مفقود، وسط
دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية
بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس
الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال
الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.