حول العالم

جزيرة "سندالة" السعودية.. الواقع المظلم وراء المشروع الفخم

عراقيل وعقبات واسعة تواجه مشروع نيوم- جيتي
تناول تقرير لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، مشروع نيوم السعودي، والانتقادات الحادة التي يواجهها.

وذكرت الصحيفة مثالا عن المشروع، وهي جزيرة اليخوت "سندالة"، التي تعدّ جزءا من رؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، 2030.

وتم إطلاق سندالة الأسبوع الماضي - جزيرة المنتجع الفاخرة التي من المفترض أن تجذب أثرياء العالم وتضم أكثر من 600 مكان إقامة ومطعم ومرسى ومركز تسوق وترفيه. إلى جانب الفرح، كان هناك قدر كبير من الانتقادات.

وافتتح مشروع معماري ضخم أبوابه في السعودية الأسبوع الماضي: سندالة، جزيرة منتجع فاخرة تقع على بعد حوالي خمسة كيلومترات من شواطئ البحر الأحمر، وتطمح إلى أن تصبح منطقة الجذب السياحي التالية لأثرياء العالم. تمتد الفنادق والمطاعم على مساحة 840 ألف متر مربع، وتضم 86 رصيفا وناديا واسعا لليخوت وملاعب للجولف ومنتجعات شاطئية متلألئة ومراكز تسوق، فيما أطلق عليه "مستقبل السياحة الفاخرة" من قبل ولي عهد السعودي والزعيم الفعلي محمد بن سلمان، المعروف باسم MBS، وفقا للصحيفة.

وصممت الجزيرة من قبل شركة الهندسة المعمارية الإيطالية "لوكا ديني"، التي اشتهرت بتصميم اليخوت الفاخرة لأثرياء العالم. 

وبينت أن مشروع نيوم الرائد الذي جذب أكبر قدر من الاهتمام هو "الخط" – وهو نوع من النموذج الجديد لمدينة تتكون من شريط طويل وضيق، طوله 170 كيلومترا، وعرضه 200 متر فقط، مع مبان ضخمة، وقطار فائق السرعة على ارتفاع، ونظام بيئي داخلي كامل مشبع بالنباتات والطاقة المتجددة.


بحلول عام 2045، عند اكتمال المشروع، سيعيش حوالي تسعة ملايين شخص داخل القطاع السعودي، ولكن على عكس المدن التي نعيش فيها اليوم، لن تتمكن من العثور على طرق بها سيارات أو شوارع للمشاة هناك. 

وأوضحت الصحيفة أنه في الأشهر الأخيرة، أصبح من الواضح أن موطئ قدم مشروع نيوم على الأرض أكثر عدوانية من ما كان يعتقد سابقا: في أيار/ مايو الماضي.

وكشف تقرير صادم لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الدولة قد أخلت قسرا لدرجة قتل السكان الذين كانوا في المنطقة المخصصة للمشروع الفخم.

وقال عامل مشروع كبير سابق انشق إلى بريطانيا لبي بي سي عن عمليات الإخلاء القسري، إن أحد هؤلاء الذين تم إجلاؤهم قتل بالرصاص في أثناء عملية الإجلاء، بعد رفضه المغادرة. وامتنعت الحكومة السعودية ونيوم عن التعليق على التقارير.

وذكرت مجموعة حقوق الإنسان "ALQST" عام 2022، أن ثلاثة من السكان الذين احتجوا على إخلاء منازلهم اعتقلوا وحكم عليهم بالإعدام.

وفي العام الماضي، أعرب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن قلقه البالغ إزاء عمليات الإعدام، حيث نفت السعودية من جانبها الاتهامات، وادعت أن السجناء الثلاثة الذين أعدموا حوكموا كإرهابيين.

واتضح أن المنطقة، التي وصفها ولي العهد بأنها "اللوحة الفارغة المثالية لرؤية البناء في البلاد"، هي موطن لآلاف القرويين، وقد تم بالفعل إجلاء حوالي 6,000 من السكان من المنطقة لتسهيل المشروع، ولا يزال من المتوقع إجلاء ما مجموعه 20,000 من أفراد القبائل من المنطقة.

وقالت المنظمات الحقوقية، إنه "لا يمكن لشركات الهندسة المعمارية الاستمرار في التظاهر بأنها لا تعرف أنها تعمل على أرض قتل سكانها أو اعتقلوا أو حكم عليهم بالإعدام أو طردوا قسرا".

كما انتقدت منظمة العفو الدولية الشركات المعمارية لتعاونها مع انتهاكات المملكة العربية السعودية الصارخة المزعومة لحقوق الإنسان في المشروع.

إلى جانب انتقاد مشاريع حقوق الإنسان الجديدة في السعودية، أصبحت قضية المناخ مثيرة للجدل أيضا. تقع جزيرة سندالة، التي تم إطلاقها الأسبوع الماضي، في نظام بحري واسع وفريد من نوعه، حيث تضم المياه المحيطة حوالي 1100 نوع مختلف من الأسماك، منها ما لا يقل عن 45 نوعا فريدا في المنطقة (مستوطنة).


كما وصف مشروع "كاف" أيضا بأنه مثال استثنائي للتخطيط المستدام، لكن البيانات الرسمية وموقع المشروع لا يذكران كيف سيتم بناؤه، وما إذا كانت عملية البناء لمثل هذا المشروع الكبير ستعكس أيضا نفس قيم الاستدامة.

وعلى الرغم من الرؤية الحازمة التي قدمتها الدولة ونيوم لتحقيق مشاريع البناء، يبدو أن النقد يؤثر مع ذلك على مسار الأحداث.

في نيسان/ أبريل الماضي، أفيد بأن السعودية خفضت حجم مشروع "الخط" الطموح، وتخطط لتقليل أهداف سكان المدينة من حوالي 1.5 مليون نسمة بحلول عام 2030 إلى حوالي 300000. ومع ذلك، تصر الدولة على أن الأهداف النهائية للمشروع لا تزال كما هي، وأن التخفيض مرتبط فقط بالجداول الزمنية.