نشرت صحيفة "
غازيتا" تقريرًا عن قلق
الصين المتزايد إزاء التقارب بين
روسيا وكوريا الشمالية، حيث تُعتبر بكين لاعبًا رئيسيًا تقليديًا في هذه المنطقة.
ونقلت الصحيفة في هذا التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن محللين قولهم إن هذا التقارب قد يؤدي إلى تصاعد الأعمال العدائية من قبل
كوريا الشمالية، ما قد يزعزع استقرار الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين قد تكون غير راضية عن تعزيز العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية، حيث لطالما مارست بكين تقليديًا نفوذًا في هذا الإقليم، وذلك وفقًا لتقرير نشرته مجلة الإيكونوميست استنادًا إلى آراء محللين.
وأضافت الصحيفة أن بكين تشعر بالقلق من أن يؤدي تعزيز كوريا الشمالية لعلاقاتها مع روسيا إلى زيادة عدائيتها وإثارة استفزازات ضد كوريا الجنوبية، ما قد يزعزع استقرار شبه الجزيرة الكورية.
وفي حديث مع الصحيفة، لفت المحلل فيكتور تشا من واشنطن إلى أن الصين تدعي عدم قدرتها على التأثير في كوريا الشمالية، إلا أنها في الواقع تسعى للحفاظ على نفوذها في هذه المنطقة.
ويرى تشا أن الصين "فقدت السيطرة" على الأحداث الجارية حاليًا.
تركيز على روسيا
وبينت الصحيفة أن خبراء في الشأن الإقليمي يرون بوادر تراجع في اهتمام كيم جونغ أون بالصين. ولفت أندريه لانكوف، الأستاذ في جامعة كوكمن في سيول، إلى أن وسائل الإعلام الكورية الشمالية بدأت بنشر المزيد من المواد المتعلقة بروسيا مقارنة بتلك المتعلقة بالصين، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يعكس تغيرًا في أولويات كوريا الشمالية فيما يتعلق بأجندتها الدولية.
وأضافت الصحيفة أنه في تموز/ يوليو الماضي، لم ترسل كوريا الشمالية مسؤولًا رفيع المستوى لحضور احتفال نظمته السفارة الصينية في بيونغيانغ بمناسبة ذكرى توقيع المعاهدة الصينية-الكورية الشمالية. ونوه بعض المحللين إلى أن تبادل الرسائل بين البلدين في الذكرى الـ75 للعلاقات الدبلوماسية كان أقصر مقارنة بالماضي.
وأكد سون هيون لي من مركز آسيا بجامعة هارفارد، أن الصين قد تحاول الضغط على الغرب بسبب تعزيز العلاقات بين موسكو وبيونغيانغ، موضحًا أن الغرب قد يعتقد أن بكين قادرة على التأثير في هذه العلاقة، لكنها على الأرجح "ستطالب بمقابل" لذلك. ومع ذلك، يشكك سون في قدرة الصين على إخضاع كوريا الشمالية بالكامل لمصالحها.
الشراكة الإستراتيجية
وأفادت الصحيفة إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين زار كوريا الشمالية في حزيران/ يونيو، حيث وقع معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين روسيا وكوريا الشمالية، والتي صادق عليها مجلس الدوما الروسي في 24 أكتوبر. توضم المعاهدة 23 مادة تتعلق بتعزيز التعاون في مجالات متعددة، مثل التجارة والاقتصاد والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك أبحاث الفضاء والاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وذكرت الصحيفة أن المعاهدة تنص على التزام الدولتين بتقديم المساعدة العسكرية أو غيرها من أشكال الدعم في حال تعرضت أي منهما لهجوم من طرف ثالث، كما تسمح بإجراء تدريبات مشتركة وتعزز التعاون في مجالات الزراعة والتعليم والصحة والرياضة والسياحة، إلى جانب مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن السيبراني.
ولفتت وسائل الإعلام منذ بداية أكتوبر إلى إمكانية إرسال قوات كورية شمالية إلى منطقة العمليات الخاصة. وفي الأسبوع الماضي، أفادت صحيفة نيويورك تايمز بنقل عدة آلاف من الجنود الكوريين الشماليين إلى منطقة كورسك الروسية.
ووفقًا للصحيفة، فإن هؤلاء الجنود ينتمون إلى وحدة النخبة في الجيش الشعبي الكوري، وسيشاركون في الهجوم المضاد ضد القوات الأوكرانية، وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية قد أشارت سابقًا إلى عمليات نقل للقوات الكورية الشمالية.
وتختتم الصحيفة التقرير بتعليق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الوضع في 24 تشرين الأول/ أكتوبر. ففي رده على سؤال من صحفي في "إن بي سي نيوز" حول صور الأقمار الصناعية التي تظهر وجود جنود كوريين شماليين في روسيا، قال بوتين: "الصور أمر جدي، فإذا كانت هناك صور، فهذا يعني أنها تعكس شيئاً ما"، مؤكدا أن موسكو لم تشك أبدًا في جدية بيونغيانغ بشأن التزامها بالاتفاقات، مذكراً بأن روسيا قد صادقت مؤخرًا على معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع كوريا الشمالية.