ملفات وتقارير

إنجازات بطل جمباز تركي في الأولمبياد تكشف "عورات" الرياضة المصرية

أصيل وعد جمهوره بالحصول على ميدالية أولمبية في باريس 2024 - الأناضول
يقترب اليوم بطل الجمباز التركي من أصل مصري أدم أصيل، من تحقيق ميدالية عالمية والفوز بذهبية أو فضية بعد وصوله إلى نهائي الجمباز بأولمبياد باريس2024.

ومع كل بطولة أو انجاز يحققه أصيل يخيم الحزن على مشاعر المصريين، حيث كان من الممكن أن تكون تلك الإنجازات باسم مصر، وليست تركيا بعد ان تم تجنيسه في تركيا وتغيير اسمه من عبد الرحمن مجدي، هربا من سخرية الاتحاد المصري للجمباز من أحلامه.

قصة أدم أصيل أو عبد الرحمن مجدي تذكر المصريين بأن بلدهم لا تفتقد للمواهب أو الأبطال بل تفتقد لمن يدير تلك المواهب ويوفر لهم الإمكانيات التي تقودهم إلى العالمية الحقيقية.

بداية القصة
ولد عبد الرحمن مجدي لأبوين مصريين، في محافظة الإسكندرية، ولعب باسم مصر من عام 2010 حتى 2017، وفي بطولة العالم 2017 التي أقيمت في مونتريال بكندا احتل المركز 37 ولم يصل للنهائي.



تحدث عبد الرحمن (المصري) حينها مع مسؤولي اتحاد الجمباز، بشأن رغبته في أن يكون بطل عالمي وأولمبي، لكن الرد جاء له بشكل ساخر، بعبارة: "إحنا فين وهما فين"، بحسب تصريحاته في حوار لصحفية (أخبار اليوم) ليقرر البطل الشاب بتغير مساره للتوجه لمن يستطيع أن يوفر له الإمكانيات.



سافر إلى تركيا عام 2017، وتم تجنيسه للعب باسم تركيا، وكان لينضم إلى مدربه يلماز جوكتكين، لكنه لم يتمكن من المنافسة دوليًا لمدة عامين قبل أن يصبح مؤهلاً لتمثيل بلاده الجديدة.




التأهيل للإنجازات 


وقال عبد الرحمن في تصريحات عبر موقع الأولمبياد الرسمي عن تلك الفترة: "كان هذان العامان صعبين للغاية بالنسبة لي، لأن مدربي كان يدفعني بقوة لأتحسن كل يوم، حتى لو لم يكن لدي منافسة، لكن الآن أستطيع أن أقول إن أكبر دعم لي كان عائلتي، كان عمري 18 عامًا وقالوا لي (حسنًا، إذا رأيت مستقبلك هناك في تركيا، فيمكنك الذهاب)، لقد تركت كل شيء، لكنني كنت أدفع نفسي دائمًا للعمل بجدية أكبر، لأنني كنت أعلم أنني أريد القيام بشيء جديد".

وقال أصيل "غيرت بلدي كي أصبح شيئا مهما في العالم، أريد أن يصبح اسمي معروفا للعالم وهو ما دفعني لتغيير اسمي لأنني أردت أن أكون لاعب جمباز جديد للجميع".



وتابع حديثه حينها: "لست موهوبا للغاية لكنني أعمل بجدية شديدة، أعمل بذكاء أيضا لأنني أعلم أحيانا أن زملائي يعملون بجدية شديدة، أستمع دائما إلى جسدي".

وفي بطولة أوروبا والتي أقيمت في أنطاليا أصبح أول لاعب جمباز تركي يفوز بلقب كل الأجهزة في بطولة القارية، وبعد التتويج التاريخي صرّح قائلا: "لن أترك الجمباز حتى أصبح بطلا أولمبيا، إذا حدث هذا في باريس، سأنهي مسيرتي مع الجمباز".

وحقق أصيل، (التركي) إنجازا تاريخيا لوطنه الجديد بالحصول على لقب بطولة العالم للجمباز، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، في مدينة ليفربول الإنجليزية، كما حصل على لقب بطل أوروبا عام 2023.




وفي خلال السنوات القليلة الماضية فاز أصيل منذ أن حمل علم تركيا في 2020 بـ 9 ذهبيات و6 فضيات و7 برونزيات في بطولة العالم وبطولة أوروبا وألعاب البحر المتوسط وألعاب التضامن الإسلامي وبطولة العالم للجامعات.

أولمبياد باريس

تأهل أصيل للمنافسات النهائية في أولمبياد باريس 2024، وكتب عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام": "ذهبت إلى الحلبة في طوكيو وأنا أحلم بالنهائي، لكن سلسلتي لم تكن كافية بالنسبة لي لرؤية النهائي. لقد قطعت وعدًا على نفسي في ذلك اليوم بأنني سأعمل بجد أكبر وأسعى دائمًا للأفضل، وبعد ذلك أصبحت بطل العالم عام 2022 وبطل أوروبا عام 2023.. الآن أنا في نهائيات الميدالية الأولمبية".




ووعد أصيل جمهوره قائلا: "سأكون على منصة التتويج بالميدالية الأولمبية في الرابع من أغسطس".


ها هو قد وصل النهائيات برصيد 14866 نقطة، أصبح أصيل على بعد خطوة من تحقيق نصر تاريخي لتركيا والفوز بالميدالية الذهبية في الجمباز بأولمبياد 2024.





وعن شعوره إذا كان مصريًا أو تركيًا، رد قائلًا: "الأمر صعب للغاية لأن مصر هي بلدي أيضًا، لقد عشت في مصر لفترة طويلة وكل أصدقائي ومدرستي وعائلتي هناك، لكن البلد الذي دعمني وآمن بي حقًا هو تركيا، لذا أقبل نفسي كتركي أكثر من كوني مصريًا في الجمباز، ولكن في الحياة، بالطبع مصر قريبة جدًا من قلبي لأنها بلد طفولتي".