ملفات وتقارير

عروض تلفزيونية توقعت انسحاب بايدن منذ سنوات.. "هناك أكثر من سيمبسونز"

قبل عقد من الزمان تقريبا، كان اتجاه الدراما التلفزيونية يتركز على عرض المسائل السياسية وتصور ما قد تبدو عليه الأمور إذا أصبحت السياسة فوضوية- جيتي
لمرة جديدة، تمكنت العديد من العروض التلفزيونية من توقع أو حتى محاكاة عدم ترشح الرئيس الأمريكي جو بايدن لفترة انتخابية جديدة، وذلك في أحداث خيالية كتبت قبل سنوات طويلة من الحدث الذي سيغير وجه الانتخابات المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل.

ومع نجاح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الوصول إلى المكتب البيضاوي في 2016، تمت إعادة نشر العديد من المقاطع التي توقعت ذلك مباشرة في مسلسل "ذا سيمبسونز"، ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه العروض مرجعا لبعض الأحداث، على الأقل لدى من يتداولها وينشرها بهدف التسلية أو حتى السخرية أحيانا.

وقبل عقد من الزمان تقريبا، كان اتجاه الدراما التلفزيونية يتركز على عرض المسائل السياسية  وتصور ما قد تبدو عليه الأمور إذا أصبحت السياسة فوضوية إلى حد لا يمكن توقع إلى أين ستؤول الأمور، ويظهر هذا في الخدع القاتلة التي أحاطت بإدارة "فيتزجيرالد غرانت" في مسلسل "فضيحة - Scandal"، إلى الخداع الذي سمح لـ "فرانك أندروود" بتسلق الحكومة الفيدرالية مثل سلم في "هاوس أوف كاردز - House of Cards"، إلى الانقلابات الساحقة التي حلت بـ "سيلينا ماير" في مسلسل "نائب الرئيس - Veep".

"ليس سيمبسونز"
مع انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي وتأييده لنائبة الرئيس كامالا هاريس، فإنه جرى التركيز على مسلسل "نائب الرئيس - Veep" على أنه يتنبأ بالانتخابات التاريخية.

ويتتبع المسلسل الذي تم بثه على قناة " إتش بي أو - HBO" في الفترة من 2012 إلى 2019، سيلينا ماير، التي تلعب دورها جوليا لويس دريفوس، في جميع أنحاء واشنطن العاصمة حيث تعمل كأول امرأة نائبة للرئيس.


في خاتمة الموسم الثاني، كشفت ماير لفريقها أن الرئيس ستيوارت هيوز لن يترشح بعد الآن لإعادة انتخابه، ما يجعلها أول رئيسة.

وتداول محبو البرنامج المقطع الشهير على منصات التواصل، مشيرين إلى أوجه التشابه بين الموقف الخيالي والتغيير المفاجئ في تذكرة الحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة.

وتضمنت التعليقات على هذا المشهد أنه "من المثير للاهتمام أن رحلة كامالا أصبحت مثل رحلة سيلينا في Veep"، وأن المسلسل "يتنبأ بالمستقبل بطريقة مشابهة لتلك الخاصة بسيمبسونز"، وأن "ما حدث في السياسة خلال السنوات الثماني الماضية هو أمر جنوني وقد شاهدناه على شاشة التلفزيون أولا.. هذا جنون".


وحصل المسلسل في المجمل على استحسان النقاد وفاز بعدة جوائز، ورُشح أربع مرات متتالية لجوائز "الإيمي برايم تايم" لأفضل مسلسل كوميدي، وفاز بالجائزة في موسمه الرابع، وفازت بطلة المسلسل جوليا لوي دريفوس بخمس جوائز "إيمي" متتالية.

"سيمبسونز مرة أخرى"
في الحلقة الـ17 من الموسم الحادي عشر من المسلسل الشهير، والتي تم بثها عام 2000، أصبحت "ليزا سيمبسون" أول رئيسة للولايات المتحدة، وشوهدت وهي ترتدي زيا مشابها لما ارتدته كامالا هاريس في حفل تنصيب جو بايدن، في إشارة إلى صعودها إلى الرئاسة في المستقبل.

وتشير الحلقة أيضا إلى سلف ترك وراءه أزمة ميزانية للرئيسة ليزا لإدارتها، ما يشير بقوة إلى أن قطب العقارات دونالد ترامب كان يشغل هذا المنصب سابقا.


ويتمتع مسلسل عائلة سمبسون بتاريخ حافل في تقديم إشارات دقيقة وساخرة إلى حد مخيف للأحداث العالمية، وتشمل بعض توقعاتهم السابقة ظهور الساعات الذكية، ورئاسة دونالد ترامب، واستحواذ شركة ديزني على شركة 20th Century Fox، وفوز الاقتصادي الفنلندي بينجت آر هولمستروم بجائزة نوبل عن أعماله.


وفي الآونة الأخيرة، انتشر على نطاق واسع رسم كاريكاتوري يظهر الرئيس السابق مستلقيا في نعش، وجاء ذلك بعد محاولة اغتيال ترامب الأخيرة، بحسب ما جاء في موقع "NDTV"، إلا أن الرسم غير حقيقي ولم يرد في المسلسل الشهير إطلاقا.

وعائلة سيمبسون مسلسل أمريكي كرتوني كوميدي من إنتاج شركة فوكس وهو موجه للكبار فقط، يعد أطول وأنجح مسلسل كرتوني يعرض على شاشات التلفزيون الأمريكي، حيث أنجز إلى حد الآن أكثر من 34 موسما و 740 حلقة. 


"هاوس أو كاردز"
فكرة عدم ترشح رئيس موجودة حاليا على كرسي الحكم لفترة رئاسية تالية وردت في المسلسل السياسي الشهير، لكنها جاءت كحيلة وخدعة من فرانك أندروود من أجل تمرير برنامج توظيف واسع، من خلاله يمكنه إعادة ترشيح نفسه كرئيس عمل على "إعادة تشكيل الحلم الأمريكي" من خلال توفير الوظائف.

ورغم ذلك، فقد قدم الرئيس أندروود ذلك من خلال خطاب موجه إلى الأمة، وأكد فيه أنه سيركز على ما تبقى من فترته الرئاسية الحالية، وهو الذي من المقرر أن يفعله أيضا الرئيس الحالي جو بايدن خلال الأسبوع الجاري.



على أرض الواقع 
أكدت نائبة الرئيس هاريس أنها تعتزم السعي للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة في الأسابيع المقبلة، قائلة إنها "تتشرف بالحصول على تأييد بايدن وهو يبتعد عن السباق".


وأضاف هاريس: "بهذا العمل الوطني المتفاني، يفعل الرئيس بايدن ما فعله طوال حياته في الخدمة: وضع الشعب الأمريكي وبلدنا فوق كل شيء آخر. يشرفني أن أحصل على تأييد الرئيس ونيتي هي كسب هذا الترشيح والفوز به".

وقالت: "على مدى العام الماضي، سافرت عبر البلاد، وتحدثت مع الأمريكيين حول الاختيار الواضح في هذه الانتخابات المهمة، وهذا ما سأواصل القيام به في الأيام والأسابيع المقبلة".